الفائزة بجائزة فلسطين العالمية للآداب لـ "الوفاق":

القلم يقف عائقاً أمام موجة التطبيع الثقافي

الكلمة تفعل ما لا تستطيع الرصاصة أن تفعله، ولا يمكن هزم الشعوب عسكرياً َما دام لم يتم هزمها ثقافياً.

2022-12-27

الوفاق/ خاص/ موناسادات خواسته

العالم مليء بالحكايات والأحاديث، وهذا ما يجعل سحر الكلمة، وهيبة الحرف في مكانهما المناسب ذات طابع مختلف، والعاطفة الذكية هي القوى المـُحركة في نفسية الكاتب المتميز، وهذا اول ما نلمسه في القراءة للكاتبة “فداء أحمد غازي الزمر”، في مجال كتاباتها للأطفال، فهي تأسر القارئ الطفل بكثافة جملها ورتابة أفكارها، وحنو عباراتها، بحيث تجعله متسامحاً ومتصافياً أزاء بنية الحبكة القصصية الخاصة بعالم البراءة أي عالم الأطفال.

“فداء أحمد غازي الزمر” كاتبة وأديبة أردنية من أصول فلسطينية حاصلة على شهادة البكالوريوس في علم الأحياء، وهي مدرّسة علوم ومتخصصة في أدب الطفل، وهي عضو في رابطة الكتّاب الأردنيين واتحاد الكتّاب وأدباء العرب، ورئيسة لجنة الطفل في رابطة المرأة الفلسطينية في الخارج، لها العديد من المؤلفات والكتب والمجموعات القصصية للأطفال حاصلة على العديد من الجوائز والأوسمة والدروع والتكريمات، منها جائزة الأيسيسكو العالمية عن قصة “أحلام الطفولة” في عام 2005، وأخيراً فازت بالمركز الأول في جائزة “شومان” لأدب الأطفال عن قصتها “جورب الحكايا”، كما أنها فازت على المركز الثاني لقصة “أنين الأقصى” في مهرجان “جائزة فلسطين العالمية للآداب” الذي أقيم في بيروت قبل فترة، فبهذه المناسبة اغتنمنا الفرصة وأجرينا حواراً مع الأديبة الأردنية “فداء أحمد غازي الزمر”، وفيما يلي نص الحوار:

بداية تفضلي ما هو الدافع للكتابة وخاصة الرواية وفلسطين؟

الدافع الذي دفعني واستفزني كي امسك القلم وأكتب اول قصة لي عندما قرأت مقالاً في إحدى الصحف الأردنية يحمل عنوان “الجيل الجديد يجهل الأقصى” فولدت عندي فكرة أن أكتب قصة للأطفال تحفر حب القدس والأقصى بالتحديد في قلوبهم.

ما هو رأيك بالنسبة لمهرجان جائزة فلسطين العالمية وتاثير اقامة هكذا مهرجانات؟

مهرجان جائزة فلسطين العالمية جاء لتقدير ما تم تقديمه من أدب يتعلق بفلسطين وبالتالي تقدير أبرز من تميزوا بالكتابة في هذا المجال، وجاء ليقرع الجرس في الوسط الأدبي أن هناك من يقدر هذا الأدب ويهتم به في وقت تجيش كل الطاقات والقدرات لتذويب الهوية الفلسطينية خاصة عند الأجيال الجديدة. فجاء هذا المهرجان رافعة لهذا النوع من الأدب ودعوة لأصحاب القلم بالإهتمام به.

 كيف جاءت فكرة كتابة “أنين الأقصى” والتي حصلت على الجائزة؟ وتحدثي لنا عن شعورك وإحساسك عندما حصلت على الجائزة؟ وهل كنت تتوقعين الفوز؟

قصة “أنين الأقصى” كما أسلفت كتبتها لأحفر حب فلسطين والأقصى على وجه التحديد في قلوب أطفال العالم الإسلامي وأبسط عرض القضية الفلسطينية لديهم من خلال قصة الطفلة التي تسند الأقصى بجسدها الهزيل وتنتظر العصفور ليحضر كل أطفال العالم لإنقاذ الأقصى قبل فوات الأوان.

كنت أتوقع فوز قصتي “أنين الأقصى” من خلال نجاحها نجاحاً باهراً وانتشارها وحب الأطفال وتفاعلهم معها.

كيف يمكن دعم فلسطين ونشر ثقافة المقاومة عن طريق الأدب لكي تبقى فلسطين حيّة في الأدب؟

الأدب أداة هامة وفاعلة من أدوات المقاومة فربما الكلمة تفعل ما لا تستطيع الرصاصة أن تفعله. ولا يمكن هزم الشعوب عسكرياً َما دام لم يتم هزمها ثقافياً. وخاصة فيما يتعلق بمرحلة الطفولة التي تعتبر أخطر مرحلة في تشكيل شخصية الإنسان وكلّنا يعلم استهداف الأجيال ومحاولة تهذيب الهوية فقد قالت رئيس العدو الصهيوني: “الكبار يموتون والصغار ينسون”.

نرى ان العدو الصهيوني يبحث عن التطبيع الثقافي مع الدول العربية لتبييض وجهه، كيف يمكن مواجهة هذه الحركة؟

يقف القلم عائقاً أمام موجة التطبيع الثقافي مع الدول العربية فهو يتولى عملية نشر الوعي الذي تحتاجه الأجيال وتحول بين تحقيق أهداف العدو من تقبّل لوجوده.

الحرب الناعمة التي نراها اليوم والتي تستهدف شباب العالم الاسلامي والأجيال القادمة، كيف يمكن مواجهتها؟

الحرب التي تستهدف شباب العالم الإسلامي بنشر وترويج وتسهيل كل ما يدمر شباب الأمة وخاصة باستهدافها للأسرة ومحاولة تفكيكها كونها آخر حصن يحاولون تدميره ليسهل بعدها تحقيق أهدافهم. مواجهتها تكمن في التوعية الممنهجة لهؤلاء الشباب من خلال إيجاد منصات توعوية يقودها أصحاب الفكر القويم وينشرها أصحاب القلم.

كيف يمكن لأحرار العالم ان يتوحّدوا في مواجهة العدو الصهيوني والإستكبار وما هي رسالة المثقف والأديب في دعم القضية الفلسطينية؟

قوتنا بوحدة الأمة في مواجهة العدو الصهيوني والإستكبار العالمي، ومهمة كتّاب الأمة في حشد كل الأقلام لمواجهة ومحاربة هذا العدو.

ما هو السبب الذي اخترت الكتابة في اطار الرواية للأطفال وكيف تختارين أبطال الرواية وترسيخ روح المقاومة والدفاع عن الوطن عند الأطفال والجيل القادم ؟

أكتب ليستمتع الطفل فأنا أؤمن أن الكتابة للمتعة ومن خلال ذلك أضمن رسائل تهدف إلى زرع القيم والأخلاق وتعدل السلوك وتعالج بعيداً عن الوعظ المباشر والمباشرة المملة والمنفرة للطفل وأحرص على استخدام الخيال والتشويق والطرافة بأسلوب يحترم عقل الطفل وذكائه. وكل ذلك يحتاج إلى أن يكون الكاتب ذكياً ومراعياً للخصائص الإنمائية للمرحلة العمرية، واختيار الشخصيات يجب أن تكون جاذبة للطفل.

استطعت من خلال شخصية الطفلة في قصة “أنين الأقصى” والعصفور الذي هب لنجدة الأقصى خلق عاطفة وشعور بالمسؤولية من قبل الأطفال نحو القضية الفلسطينية دون أن أخوض بالقضية سياسياً.

فالكتابة للطفل تحتاج إلى طرح الأمور الهامّة بذكاء، خاصة أن شخصية الإنسان تتشكل في مرحلة الطفولة فيجب التعامل بعلم وحذر وذكاء لزرع ما نريد زرعه خاصة أن أطفالنا يشهدون عالماً يشهد تطوراً تكنولوجياً وتغيّرات اجتماعية وسياسية فعلينا مضاعفة الإهتمام بوضع كتب يستطيعون من خلالها مواجهة هذه التيارات التي تكاد تعصف بهم.

كيف يمكن للمرأة المسلمة ان تكون ملتزمة و محجبة وناشطة في المجتمع وهل الحجاب كما يقول البعض، معوّق؟

الحجاب فرضه الله على النساء المسلمات صوناً وتكريماً لهن، ولم يكن يوماً عائقاً لهن لخوض اي مجال فهي الطبيبة والمهندسة والكاتبة على العكس فهو يحميها في مكان عملها فيسمح لها الفرصة لتستمر وتبدع.

تحدثي لنا عن رواية “جورب الحكايا” التي فزت بها أخيراً، فما هو سر النجاح في أعمالك؟

حزت على المركز الأول في مسابقة عبد الحميد شومان لأدب الأطفال عن قصتي “جورب الحكايا” التي اشادت بها لجنة التحكيم حيث صرحوا بانهم أجمعوا على اختيارها للمركز الأول دون تردد لما حوته من تقنيات حديثة من خيال وتشويق وطرافة وما تحمله من قيم وأخلاق وجمال وعنايتها بشريحة ذوي الإحتياجات الخاصة وتعديل السلوك وكانت جورب الحكاية تجمع بين الأصالة والحداثة استناداً لعنوان الجائزة “إستلهام الحكاية الشعبية من الثقافة العربية”.

لقد حصلت على جوائز دولية ومحلية عديدة وانتشرت كتبي انتشاراً واسعاً وذلك لمراعاتي الخصائص الإنمائية لكل مرحلة واحترامي لذكاء الطفل ودرايتي الكبيرة باهتمامات الطفل ولإيماني الكبير أن القصة للمتعة.

الإهتمام بالأدب الفلسطيني

كلمتي ودعواتي للمزيد من الجوائز والمسابقات التي تهتم وتسلط الضوء على القضية الفلسطينية فالأدب الفلسطيني يحتاج للإهتمام وكل الدعم.

 

المصدر: الوفاق/ خاص