قال الكاتب: “إن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزّة والدعم الأميركي المطلق لها هو في صلب ما تشهده المنطقة”، مضيفًا أن “الأعمال العدائية التي تنخرط فيها الولايات المتحدة في أماكن مثل اليمن وسورية والعراق تتصل بشكل مباشر بالدعم الأميركي للحرب الإسرائيلية على غزّة”، كما أردف أن “وقف إطلاق النار في غزّة يُشكّل الفرصة الأفضل لوقف النزاعات الأخرى أو أقله خفض وتيرتها”.
كذلك أضاف الكاتب أن “الحرب الإسرائيلية على غزّة منفصلة عن أهدافها السياسية المعلنة”، مشيرًا إلى ما يقوله رئيس حكومة العدوّ بنيامين نتنياهو عن أن الحملة العسكرية تهدف إلى القضاء على حركة حماس، الا أنه تابع أن “الأخيرة لا تزال إلى حد كبير مقتدرة سياسيًا وعسكريًا، وأنّ المسؤولين الأميركيين يُقدّرون أن نسبة الأنفاق لدى حماس التي دمرت أو تضررت في غزّة تتراوح فقط بين ٢٠ و٤٠ في المئة”. وخلُص إلى أنه ليس هناك ما يدعو للاعتقاد أن القضاء على حماس أو قوى سياسية مشابهة لها في غزّة هو قابل للتحقيق.
وأردف الكاتب أن “حملة “إسرائيل” العسكرية لم تنجح أيضًا بتأمين إطلاق سراح ما يزيد عن ١٠٠ “رهينة” لا تزال تحتجزهم حماس، كذلك قال: “إن “إسرائيل” لم تتبن مقاربة تعكس استراتيجية طويلة الأمد في غزّة، سوى التدمير الممنهج”.
كما تابع الكاتب أن “”إسرائيل” ليست الطرف الوحيد الذي يطلق النار قبل التصويب (على الهدف)”، إذ إن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن كثفت بشكل كبير الحضور العسكري الأميركي في الشرق الأوسط ونفذت ضربات ضدّ القوات التي “تدعمها إيران”” وفق تعبيره. كذلك أضاف أن “بايدن أكد مرارًا أن التحرك العسكري ضدّ هذه الجهات هو من أجل الردع وتعزيز الاستقرار الإقليمي، لكن هذه الحملات أيضًا لا تحقق أهدافها”.
وتابع الكاتب أن “القوات الأميركية في العراق وسورية تتواجد في البلدين من دون هدف عسكري واضح، وهي صيد سهل وفي الوقت نفسه فإن تواجدها يعزّز خطر الحرب مع إيران”، وأضاف أن “الإدارة الأميركية تقول إن القوات الموجودة في سورية هي جزء من مهمّة محاربة “داعش””، لكنّه أشار إلى ما كشفه تقرير حكومي أميركي جديد بأن القوات الأميركية في سورية لم تنخرط بأي تحركات عسكرية ضدّ “داعش” خلال الفترة الأخيرة.
وقال الكاتب “إن وجود أميركا وسياستها في الشرق الأوسط لا تردع “العنف” أو تأتي بالاستقرار إلى المنطقة، بل إنها تعزز خطوة اندلاع مواجهة كبرى”، كما شدّد على ضرورة أن تُنهي واشنطن الهجمات المتبادلة مع المجموعات التي تدعمها إيران في الشرق الأوسط وإعادة القوات الأميركية إلى بلدهم.
كما أكّد الكاتب ضرورة أن يترافق ذلك مع مساع أكبر باتجاه التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزّة، وأن المنطقة لن تشهد خفض التصعيد دون أن يحصل ذلك، وتابع أن “خوض الحروب دون أهداف سياسية قابلة للتحقيق يؤدي إلى العنف “فقط من أجل العنف””، مشددًا على ضرورة أن ترفض كافة الأطراف هكذا نهج.
وقال الكاتب: “إن كلّ من “إسرائيل” والولايات المتحدة تخوضان الحروب حول المنطقة والتي من غير المرجح أن تحقق الأهداف السياسية المعلنة”، كما نبّه من أن الوقت ينفذ بسرعة لمنع المزيد من المذابح في غزّة وكذلك منع اندلاع حرب إقليمية، محذّرًا من أن ذلك سيحمل معه تداعيات ستقوّض الوضع في الشرق الأوسط والمصالح الأميركية لأجيال قادمة.
أ.ش