القائد العبقري مهدي باكري

القائد العبقري من الولادة حتى الشهادة

في عملية "والفجر" فتسلم قيادة فرقة عاشوراء، وقد تحررت في هذه العمليات منطقة كبيرة من أرض إيران واستردت بعض المناطق الاستراتيجية المهمة من العدو

2022-12-28

الوفاق

الولادة المباركة

ولد الشهيد مهدي باكري في العام 1954، لأسرة متدينة في بلدة “مياندوآب”. فقد والدته منذ طفولته، وأكمل دراسته الابتدائية والمتوسطة في مدينة “أرومية” شمالي غرب إيران. كان في السنة الأخيرة من مرحلة التعليم المتوسط، حينما استشهد أخوه “علي” على يد جهاز استخبارات الشاه “السافاك”، ما دفعه على إثر ذلك الى الدخول لميدان السياسة. وبالرغم من آلامه لفقد أخيه، واصل دراسته الجامعية في فرع الهندسة الميكانيكية.

نشاطاته السياسية والجهادية

تابع الشهيد إلى جانب دراسته جهاده السياسي في مدينة “تبريز” مع اللواء رحيم صفوي، وقد شجع أخاه حميد للانضمام إليه، وبعد فترة أرسله إلى الخارج، لكي يتواصل مع المجاهدين هناك، ليكونوا فاعلين في إرسال الأسلحة للمجاهدين داخل البلاد. ترك الشهيد الجيش استجابةً لأمر الإمام الخميني(قدس)، لتبدأ مرحلة عمله السري في الثورة. بعد انتصار الثورة الإسلامية، وتشكيل حرس الثورة، انتسب للحرس في مدينة “أرومية”، وكان للشهيد دورٌ فاعل في بناء التشكيلات الأولى للحرس، كما عمل لفترة نائباً عاماً في محكمة الثورة، وكان يتولى إلى جانب عمله في الحرس مسؤولية إدارة بلدية “أرومية”.

المشاركة في الدفاع المقدس

تزوج الشهيد باكري مع بداية الحرب المفروضة ليذهب في اليوم التالي من عقد قرانه إلى الجبهة؛ استطاع الشهيد بموهبته الكبيرة وأخلاقه، أن يتولى مسؤولية نائب قائد لواء النجف الأشرف، خلال عملية “الفتح المبين”، التي أصيب خلالها في عينه. وبعد تعافيه عاد إلى الجبهة وشارك في عمليات مثل عمليات بيت المقدس، رمضان، مسلم بن عقيل، والفجر التمهيدية، والفجر 1-4، وعملية خيبر، وتسلم في هذه العمليات مواقع قيادية مختلفة. أما في عملية “والفجر” فتسلم قيادة فرقة عاشوراء، وقد تحررت في هذه العمليات منطقة كبيرة من أرض إيران واستردت بعض المناطق الاستراتيجية المهمة من العدو بتلك القيادة الحكيمة والقوات الشجاعة، في عملية خيبر، أبلغ الشهيد باكري بأن شقيقه حميد قد استشهد، فاعتبر شهادته نتيجة لطف وعناية من الله به، ولكنه وبسب جهوده المكثفة في ساحات القتال، وظروف الجبهات الحساسة، لم يستطع حضور تشييع أخيه ورفيقه الطاهر، الذي ظلّ بجانبه لسنوات عديدة.

العروج الملكوتي

بعد استشهاد أخيه وبعض رفاقه، وقبل خمسة عشر يوماً من عمليات بدر، تضرع كثيراً الى الله طالباً توفيقه بالشهادة، أثناء زيارته لمدينة مشهد المقدسة وتوسله بالإمام الرضا (ع)، وكذلك ذهب للقاء السيد الإمام (قدس) وسماحة آية الله الخامنئي (دام ظله) حيث طلب باكياً منهما أن يدعوا له بالشهادة. أثناء عملية بدر، حينما استطاع جيش صدام من فرض حصار كامل حول جزيرة مجنون، التي كانت تتواجد فيها الفرقة التابعة للشهيد باكري، طلب منه الشهيد “أحمد كاظمي” وقتها عبر الجهاز اللاسلكي الانسحاب، والسباحة عبر نهر دجلة مسافة 700 متر لينقذ حياته. لكنه رفض إلى أن ارتقى شهيداً هناك في الـ 16 من آذار من العام 1984م.