جمعية “مراقبون بيئيون” المتخصصة في مجال الرقابة على مستوى لبنان، كانت قد أطلقت حملة رقابية ضد احتكار الزيت المستعمل وإعادة بيعه في الأسواق، بحيث عملت عبر فريقها الرقابي والاستقصائي على سحب الزيت المستهلك من السوق، من خلال شرائه من المواطنين، ومن ثم تقديمه لدور الأيتام لصناعة الصابون منه، ولجمعية إيرانية معنية بإيصاله إلى طهران لتحويله إلى “الديزل الحيوي”.
“ما على المواطنين سوى تجميع الزيت ونحن بدورنا علينا الاستلام”، تقول رئيسة مجلس إدارة الجمعية بتول قاسم علي، مضيفةً: “فريقنا يصل لكل المناطق اللبنانية، فيما المطلوب من الناس فقط تجميع الزيت في غالونات، على أن يكون الحد الأدنى للكميات هو 100 ليتر بمعدل 8 غالونات وسط”.
وتشدد قاسم علي على أنّ تدوير زيوت الطعام يُعدّ من الخطوات المهمة للحفاظ على البيئة وتقليل تلوث المياه والتربة، ويمكن استعمال زيوت الطعام في صناعة المنتجات الكيميائية والصابون ومستحضرات التجميل، وتُستعمَل أيضًا في صناعة الوقود البديل لإنتاج ما يُعرف باسم “زيت الديزل المستعمَل” أو “الديزل الحيوي” (Biodiesel).
وقد دأبت الجمعية على العمل لتجميع زيت الطهو المستخدم بهدف تحويله إلى “ديزيل حيوي” يُستخدم كطاقة بديلة، وهي طريقة عالمية لتحويل الزيت المقلي إلى طاقة بديلة تسمى “الديزل الحيوي” بعد تجميع الزيت المستعمل من مختلف مصادر الاستهلاك. والديزل الحيوي هو طاقة بديلة أقل تلويثًا من المازوت النفطي المستخدم حاليًا على نطاق واسع في عربات الشحن والنقل، بحسب قاسم علي.
وعن آلية الاستلام، توضح قاسم علي أنّ الجمعية تخصّص مسؤول نقل لكل منطقة معنيّ باستلام الزيت، فيقوم بوزن الكميات عبر ميزان متنقل، ويتم الدفع بالدولار، بحسب الوزن، مشيرةً إلى أنّ السعر يتفاوت بحسب أسعار الزيت الدولية.
وبحسب قاسم علي، فقد أطلقت الجمعية المبادرة كونها جهازًا رقابيًّا ينتمي لأهداف تحسينية، أهمها العمل على رفع مستوى الصحة العامة، وخفض مستوى المخاطر التي تؤثر عليها أو على الصحة البيئية، لافتةً إلى أن الانطلاقة الأولى كانت عام 2021، وبعدها أخذت بالتطور، لتأخذ شكلها الحالي.
وتتابع: “في عام 2021 وبعد شيوع تكرير الزيوت والماركات الوهمية في لبنان، حيث يتعرض زيت القلي المستعمل للاحتكار من قبل التجار الفاسدين، الذين يعمدون لإعادة صبغه بغاز الكبريت فيعود قوامه وكأنه جديد، ويُعاد تصنيعه وتغليفه، ويباع بالأسواق كماركة زيت جديدة بسعر أرخص من غيره، اعتبرنا أن دورنا الرقابي يتمثل بإغلاق الأبواب على التجار الفاسدين من خلال شراء الزيوت المستعملة، وإعطاء النصف الأول منها مجانًا لدور الأيتام لصناعة الصابون، والنصف الثاني منها يتم تصديره لإيران مقابل بدل مادي لتحويله إلى فيول للطائرات والسيارات والشاحنات”.
وتضيف: “ضمن هذا المشروع المنتج ماديًا، قمنا بالاشتراك بعدة مبادرات، من أهمها دعم المبادرات الشبابية التي تحتاج لمردود مادي، بالإضافة إلى تمويل البلديات في إطار مشروع البئر الإرتوازي وأنظمة الطاقة الشمسية ضمن منطقة جبيل، في كل من البربارة، وغرزوز، وبخعاز، مقابل تسليمنا الزيت المستعمل الناتج من المنطقة”.
وفي الختام، تؤكّد قاسم علي على حرص الجمعية على نشر التوعية، وتثقيف المجتمع اللبناني، خصوصًا السيدات لأنهن المعني الأول، وتشير إلى أنه ضمن مبادرة مكافحة فساد الزيوت، ستقدم الجمعية عام 2024، زيارة شاملة إلى إيران، لكل من استطاع جمع 90 غالون قياس 10 ليتر من زيت الطهو المستعمل.
أ.ش