البحث الذي تم إجراؤه مؤخرًا في شكل أطروحة دكتوراه لمريم السادات نظام طاهري تحت إشراف الدكتور بهرام كليائي، أستاذ مركز أبحاث الكيمياء الحيوية والفيزياء الحيوية بجامعة طهران والدكتور سيد بيمان شريعت بناهي، الأستاذ المساعد في هذا المركز، قد تم التحقيق فيه إمكانية استخدام المجالات المغناطيسية منخفضة التردد في علاج السرطان.
وبحسب جامعة طهران، أوضح كليائي عن ضرورة هذا البحث: اليوم، أدى الاستخدام المتزايد للأجهزة الكهربائية إلى تعريض الناس على نطاق واسع لمجالات كهرومغناطيسية منخفضة التردد للغاية (ELF-EMF باختصار، يتم تصنيف المجالات في النطاق غير المؤين للطيف الكهرومغناطيسي وهي غير قادرة على كسر الرابطة الجزيئية أو التسبب في تأثيرات حرارية على الأنسجة. ولكن ثبت الآن أن هذه المجالات يمكن أن تتفاعل مع الأنسجة البشرية وتحفز بعض التيارات الكهربائية الضعيفة وتؤدي إلى استجابات بيولوجية مختلفة في الخلايا من خلال مسارات وإشارات مختلفة.
وأضاف: باستخدام هذه الإمكانية، أبلغت بعض الدراسات الحديثة عن التأثيرات المفيدة لـ ELF-EMF في علاج السرطان في المختبر وفي الجسم الحي. حتى الآن، الآلية الأكثر احتمالاً المقترحة لشرح التأثيرات المضادة للسرطان لـ ELF-EMF هي تحفيز موت الخلايا المبرمج من خلال التنظيم في أنواع الأكسجين التفاعلية داخل الخلايا (ROS)، لكن الآلية الدقيقة لهذه التأثيرات لم يتم توضيحها بعد.
وقال: من أجل إجراء هذا البحث، تم استخدام جهاز بقدرات مختلفة عن الأجهزة السابقة المتوفرة في مختبر الفيزياء الحيوية والبيولوجيا الجزيئية للكيمياء الحيوية والفيزياء الحيوية. وتم التصميم بمركز الأبحاث بجامعة طهران، وباستخدامه تمت دراسة تأثير العوامل الفيزيائية للمجال المغناطيسي مثل الترددات والكثافات والأوقات المختلفة، وكذلك تأثير نوع الخلية على الاستجابات. كما تم تقييم أشياء مثل بقاء الخلية في ظروف المختبر من خلال طريقة تكوين المستعمرة وتمايز الخلايا العائمة عن طريق دمج جزيئات اللاتكس ومقايسة تقليل NBT وتوزيع الخلايا في دورة الخلية، وتم تحليل مستوى ROS داخل الخلايا والبلعمة الذاتية بواسطة مقياس التدفق الخلوي.
وقال كليائي عن نتائج هذه الدراسة: أظهرت النتائج أن الاستجابة البيولوجية لـ ELF-EMF تعتمد على الحالة البيولوجية للخلية. بالنسبة لخطوط الخلايا DU145 وHUVEC وK562، تم الحصول على النتائج المثلى عند تردد قدره مائة بالمائة هرتز، بينما بالنسبة لـ MDA-MB-231، تم الحصول على الاستجابة المثلى عند تردد واحد. كما أدى التعرض طويل الأمد لـ ELF-EMF في الخلايا الملتصقة إلى منع تكاثر الخلايا بشكل كبير عن طريق إيقاف تعداد الخلايا في مرحلة G2 / M من دورة الخلية وزيادة مستويات ROS داخل الخلايا، ما أدى إلى تغييرات شكلية وموت الخلايا. وتابع: أيضًا، يتم تمييز الخلايا العائمة K562 المعرضة لـ ELF-EMF من خلال تحريض الالتهام الذاتي وتقليل عدد الخلايا. ربما يؤدي ELF-EMF إلى موت الخلايا المبرمجة من خلال تلف جزيء الحمض النووي. ويمكن للمجال المغناطيسي منخفض التردد أيضًا أن يؤدي إلى تغييرات سلوكية ومورفولوجية، بما في ذلك الانتشار والتمايز وموت الخلايا.
وصرح أستاذ جامعة طهران عن استخدام هذه النتائج في تحسين طرق علاج السرطان قائلا: الغرض من هذا البحث هو استخدام المجالات المغناطيسية ذات التردد المنخفض جدًا في علاج جميع أنواع السرطانات كوسيلة مستقلة أو كوسيلة مساعدة للعلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي بهدف تقليل الجرعة والآثار الجانبية الضارة الثانوية.
أ.ش