ما المجالات التي تشتد فيها المنافسة على انتخابات مجلس الخبراء؟

الوفاق- تحضيرات مُكثفة قائمة على قدم وساق في ماراثون إنتخابات مجلسي "الشورى الإسلامي" و"خبراء القيادة" في البلاد، وسط جهود كبيرة من قبل وزارة الداخلية ولجان الإنتخابات والقائمين عليها لأن يتم الإقتراع الشعبي وإنتخاب نواب الشعب  بشفافية وبروح منافسة كبيرة.

2024-02-14

لو ألقينا لمحة متمحّصة على قائمة المرشحين لانتخابات مجلس خبراء القيادة بدورتها السادسة، سيتكشّف بوضوح أن الانتخابات ليست فقط تنافسية في جميع المجالات، بل في بعض المناطق المنافسة شديدة للغاية ويواجه المرشحون طريقا صعبا لشقّ طريقهم إلى مجلس خبراء القيادة في بعض المحافظات.

 

وفي الواقع، خلافاً لما تريد ان تروّج له التيارات المعادية للبلاد، بأن الأمر إذا لم يكن هناك عدد كاف من المرشحين للمنافسة، فستجرى الانتخابات في ميدان ويدخل المرشح إلى البرلمان دون أي مشاكل، وفي أي وقت دون مواجهة أي منافسة.

 

حيث تبين أن كل هذه الشروط منصوص عليها في القانون والحل واضح، أي إذا كانت مشكلة عدم كفاية عدد المرشحين هي من خلال تغيير دوائر بعض المرشحين إلى دوائر انتخابية بها عدد أقل من المرشحين أو نفس عدد المقاعد التمثيلية في تلك الدوائر، وفي مجلس الخبراء ستتوضح مهمة هذه الأمور في الانتخابات النصفية، وسيدخل ممثل ذلك المجال مجلس الخبراء في جو تنافسي.

 

ففي بعض المحافظات وصلت المنافسة فيها الى مراحل حامية الوطيس وتصل إلى 50%. أي أن عدد المرشحين في تلك الدوائر يبلغ ضعف عدد مقاعد ممثلي تلك الدائرة في مجلس خبراء القيادة؛ ومن بينها المحافظات التي تحتدم فيها المنافسة  كل من: سمنان وزنجان وخراسان الشمالية وخراسان الجنوبية وكوهكيلويه وبوشهر.

 

وفي المحافظات الأخرى، هناك منافسة شديدة نسبياً على كل مقعد في مجلس الخبراء بين مرشحي هذه الانتخابات.

 

*جميع الأذواق السياسية تخوض الإنتخابات

في السياق، أكد رئيس مجلس لجنة محافظة أذربيجان الشرقية ورئيس اللجنة السياسية والانتخابية لمجلس ائتلاف القوى الثورية في المحافظة، فضلا عن عضو المجلس التنفيذي لحزب العمل الإسلامي، على مسألة وجود عدد كاف من الممثلين من كافة الأذواق السياسية في الانتخابات، وقال: لا يوجد مبرر لعدم المشاركة، لا يوجد شيء اسمه الفشل في الانتخابات، والمشاركة الواسعة في الانتخابات هي أساس نجاح إيران في الدبلوماسية الخارجية. حيث تدعو لجان الإنتخابات والأحزاب السياسية في مختلف محافظات البلاد عموم المواطنين للمشاركة في الإقتراع الشعبي لإنتخابات مجلسي الشورى وخبراء القيادة.

 

بالتزامن مع هذه النشاطات الإنتخابية الواسعة، أعلن رئيس مجلس ائتلاف القوى الثورية في طهران عن بدء المقابلات المتخصصة في مجال الحكم مع مرشحي القائمة النهائية لمجلس الائتلاف.

 

*مقابلات مع المرشحين

الى ذلك، أعلن “برویز سروري” أن عملية إجراء المقابلات مع المرحشين للإنتخابات ستستمر لمدّة 3 أيام، وقال: من بين حوالي 250 مرشحاً قدمتهم المراكز المتخصصة، فإن الشخصيات البارزة في الجبهة الثورية والأحزاب والتيارات السياسية لديهم المؤشرات الأولية لوجودهم في طهران. سيتم طرح أسئلة متخصصة في مجال التشريع والحوكمة وصنع السياسات وسيتم تقييم المرشحين من هذا الجانب. وصرح رئيس مجلس ائتلاف القوى الثورية في طهران: نحاول تحييد عيوب مجلس الشورى الاسلامي بدورته الحادية عشرة وتعزيز نقاط قوته.

 

*إنقسام في التيار الإصلاحي

على الرغم من نشر الاستراتيجية الانتخابية لجبهة الإصلاح ذات التوجه الجذري قبل أيام، إلا أن نشر بيان 110 ناشطين إصلاحيين، والذي تم فيه التأكيد على المشاركة في الانتخابات، كشف مرة أخرى عن الفجوة بين الحركات الإصلاحية في البلاد.

 

وفيما لم يتبق سوى أقل من ثلاثة أسابيع قبل انتخابات مجلس الشورى الاسلامي الـ12، ومع إعلان الأسماء النهائية للمرشحين المؤهلين، تصبح مهمة التيارات السياسية في وضع الاستراتيجيات الانتخابية أكثر وضوحا. من التحالف وترتيب القوائم إلى تغيير الدوائر الانتخابية لبعض المرشحين.

 

وبناءً على ذلك، نُشر اليوم في الجبهة الأصولية خبر حول تغيير دائرة محمد رضا باهنر من طهران إلى كرمان، إضافة إلى أن الإجراءات القانونية الخاصة بهذا الإجراء لم تكتمل بعد.

 

وكان حداد عادل، رئيس مجلس ائتلاف القوى الثورية، قد أعلن عن إمكانية تقديم عدة قوائم في العملية الإنتخابية للتيار الأصولي، كما أعلن أن قاليباف سيكون رئيساً لهذا المجلس. من جهته أمير إبراهيم رسولي، المتحدث باسم مجلس الائتلاف: كما أُعلن في وقت سابق، فإن السيد قاليباف على رأس القائمة الرئيسية لمجلس الائتلاف وليس لدينا سوى هذه القائمة الواحدة.

 

في حين يعيش التيار الإصلاحي حالة محدودة من الإنقسام، لاسيما بعد أن شكك قسم من هذا التيار في البلاد بنزاهة الإنتخابات ونجاعتها وأهميتها، ليعقب ذلك إعلان بقية الحركات الإصلاحية أن المشاركة في الإنتخابات واجب وضرورة داعيةً لخلق منافسة سياسية محتدمة في هذا المجال.

 

*ثلاثة أيام لتقديم شكوى

في حين أكد عدد من المرشحين وقادة الأحزاب أن الشعب يريد برلماناً قوياً، حيث قال مجتبي شكري الأمين العام لجمعية قدامى المحاربين في الثورة الإسلامية: إن جميع الذين شاركوا في مسيرة اليوم يسعون إلى إنشاء برلمان قوي ومتوازن للثورة الإسلامية، وهذا سيتم بالتأكيد من خلال انتخاب أشخاص هم قادة الثورة الإسلامية.

 

الى ذلك، قال المتحدث باسم حزب الاعتدال والتنمية جواد هروي: إن قرار المجلس المركزي والمكتب السياسي للحزب هو تنظيم قواتنا الخاصة في طهران، وإذا رافقتنا أحزاب أصولية ومعتدلة أخرى وإصلاحيون معتدلون، سيتم الإعلان عن قائمة تضم 30 عضوًا في طهران قريبا.

 

وأعلن مجلس صيانة الدستور في بيان له: أن المرشحين الذين تم تأكيد مؤهلاتهم من قبل مجلس الإشراف المركزي، ولكن لم يتم تأييد أهليتهم بشكل قطعي من قبل هذا المجلس، لديهم ثلاثة أيام لتقديم شكاواهم.

 

الى ذلك، أعلن المتحدث باسم مجلس الوحدة منوشهر متقي: سيتم قريبا الإعلان عن القائمة النهائية لمجلس الوحدة في طهران والمدن الأخرى.

 

المصدر: الوفاق