ثرثرة الكيان الإسرائيلي مادة للسخرية...

كوخافي يهدد بمهاجمة إيران.. وماذا بعد؟

يران جعلت "اسرائيل" تعرف ولاول مرة حجمها الحقيقي، وانه لم يعد بمقدورها، إتكالا على امريكا والغرب.

2022-12-28

من عادة الكيان “الإسرائيلي” عبر تاريخه المشؤوم، انه لم يهدد ابدا “اعداءه”، بل ينفذ كل ما يستطيع تنفيذه ضدهم دون ادنى تردد، بل انه في اغلب الاحيان لم يعترف بما نفذ. وكل ما فعله حتى اليوم من عدوان، لم يكن انطلاقا من “قوته الذاتية” فقط، بل من التنسيق الوثيق، ومن الدعم المطلق وغير المحدود، الذي يتلقاه من الغرب وعلى رأسه أمريكا.
منذ سنوات، لم يعد الكيان “الإسرائيلي”، صامتا كما في السابق، عندما كانت طائراته وصواريخه تتحدث بدلا عنه بلغتها الخاصة على الارض، فقد أضحى لا يهدد فحسب، بل أصبح من كثرة تهديداته عنوانا للثرثرة، وثرثرته هذه باتت مادة للسخرية والتندر، حتى في إعلامه وصحافته.
وآخر حفلات الثرثرة لزعماء الكيان الإسرائيلي، كان عريفها، رئيس أركان جيش الاحتلال أفيف كوخافي، الذي قال في كلمة ألقاها يوم أمس الثلاثاء في معهد دراسات “الأمن القومي الإسرائيلي” التابع لجامعة تل أبيب، ونقلته صحيفة “جروزاليم بوست”، ان :” مستوى الاستعداد لعملية في إيران قد تحسن بشكل كبير، وسأقول أكثر من ذلك، سيكون الجيش الإسرائيلي جاهزا لليوم الذي يتم فيه إصدار أمر بالعمل ضد البرنامج النووي وسينجز المهمة التي يتم تكليفه بها”.
ترى ما الذي حصل لـ”إسرائيل”، التي اعتادت تجنب الإعلان عن مسؤوليتها إزاء ما تنفذه من هجمات، ان تثرثر بهذا الشكل البائس، وتتحدث ومنذ اكثر من عقد من الزمن، عن نيتها شن هجمات على ايران، وعن اجرائها مناورات مع امريكا والغرب استعدادا للهجوم على ايران، بل انها باتت تتحدث عن مواعيد تقريبية لهذا الهجوم؟!.
الذي حصل هو ان ايران، جعلت من طائرت وصواريخ “إسرائيل”، تلوذ بالصمت وتبلع لسانها الطويل، وجعلت في المقابل زعماءها يثرثرون. ايران جعلت “اسرائيل” تعرف ولاول مرة حجمها الحقيقي، وانه لم يعد بمقدورها، إتكالا على امريكا والغرب، ان تهاجم وتعتدي، دون رادع، وان تبدأ الحروب وتنهيها بإرادتها هي فقط، فهذا الزمن قد حذفته ايران من تاريخ “إسرائيل” والى الابد.
“اسرائيل” تعترف من خلال هذه الثرثرة بعجزها وعجز حلفائها على مهاجمة ايران، فالجميع بات يعلم ان مهاجمة ايران، تعني ان على الغرب ان يقيم المآتم على “روح” الكيان المزيف الذي زرعه في قلب العالم الاسلامي، منذ اكثر من سبعين عاما.