في اليمن

مدارس الکوثر القرآنية و هدى الله

هدى الله هو ما ينمي فينا المعارف و يملأنا حيوية بعكس تلك المدارس التي استنزفت طاقاتنا.

مدارس الكوثر هي التي قدمت لنا هدى الله بنوره و جاذبيته و أكسبتنا معارف كنا غافلين عنها و صححت مفاهيم و ثقافات خاطئة كنا نعتقد أنها صحيحة و ظللنا عليها عقودا من الزمن. هي بحقٍ الكوثر.

 

صحيح أننا تعلمنا لكن هذا العلم و إن كان يسمى علما لم يرفعنا و لم يحقق لنا عزا و لم يجعلنا تلك الأمة التي أراد الله لها أن تكون أعظم الأمم، بل على العكس تماما، لماذا؟!

لأننا ابتعدنا عن مصدر العلم الحقيقي و هي معرفة الله الواسعة و العظيمة و ابتعدنا عن أهل البيت، و الذين قال رسول الله “صلى عليه وآله وسلم” عنهم: “تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا كتاب الله و عترتي أهل بيتي، إن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض”، فضلا على ذلك فإن تلك المناهج كانت خاضعة لإملاءات الأعداء و تحت إشرافهم، و الله قال عنهم: “ما یود الذین کفروا من أهل الکتاب و لا المشركين أن ینزل علیکم من خیر من ربکم” فبالله علیکم هل سیسوقون الخیر إلینا بأیدیهم؟
هم یقدمون أنفسهم ناصحين و حریصين علی تعلمینا و هم لیسوا إلا أبالسة لیخرجونا من الجنة فنشقی.

نحن حین أبعدونا عن أهل البیت، أبعدونا عن باب العلم النقي الزلال…
فحينما لم نرکب سفینة النجاة غرقنا في ظلمات الجهل.
فأولياء الطاغوت ما أعطونا إلا فتات علمهم… بعد إذ سلبوا منا ما کان بحقٍ علم.
شجعوا المرأة على العلم ليس حرصا منهم بأن تتعلم بل لتجهل و غيبوا سيدة النساء عن مناهجنا و سعوا حثيثا لشدنا من جهة لمن هنَّ أقل منها بكثير و من جهة أخرى صنعوا لنا إعلاميا قدوات أشبه شيء بدمى متحركة لا تحيي شيء بداخلنا بل تميت كل ما له صلة بالفطرة السليمة.

نشكر الله أن منَّ علينا بمدارس الكوثر القرآنية التي ستجد كل امرأة فيها ضالتها و التي ستشدها للكمال و الرقي و المعرفة.. و لكم أن تبحثوا و تتعرفوا عليها ستجدوها فعلا مدارس راقية تشد الإنسان إلى النور إلى الخير إلى الصلاح، فأحد أئمة أهل البیت عليهم السلام قال: “شَرِّقا و غَرِّبا لَن تَجِدا عِلما صَحيحا إلاّ شَيئا يَخرُجُ مِن عِندِنا أهلَ البَيتِ ” و إن هي إلا مدارس الکوثر أو الضلال..

فإن من بركاتها أنها جعلتنا نتعرف على أنفسنا نعرف مسؤوليتنا في الحياة نتعرف من خلالها على من نفخ فينا من روحه.. و جعل معرفة أنفسنا معرفة له.. “فمن عرف نفسه فقد عرف ربه “.
حين نعرف من نحن، ما دورنا، من أوجدنا، لماذا أوجدنا هكذا عرفنا أنفسنا و بهذا نعرف الله.
فهدى الله هو ما ينمي فينا المعارف و يملأنا حيوية بعكس تلك المدارس التي استنزفت طاقاتنا.
فیا أسفاه على الأيام الخالية و يا ليتنا كنا معكم أهل البيت فنفوز فوزاً عظيما.

 

 

أمة الرحمن عبدالله
دارسة في مدارس الكوثر القرآنية

 

أ.ش

 

المصدر: الوفاق/ خاص