ويعتبر الكركم من الاعشاب الطبية التي تنبت عادة في جنوب آسيا مثل الهند واندونيسيا وبعض الجزر في المحيط الهادئ ومنها جزر هاواي. ويستخدم الكركم كبهارات للطهي.
ومادة الكوركومين هي من التركيبات الكيميائية الموجودة في بهارات الكركم وهي مادة مؤثرة في منع مرض السرطان. ويأتي مرض سرطان الدماغ من ظهور خلايا متفاوتة ومختلفة في الدماغ ، أو عندما تنتشر خلايا سرطانية آتية من اجزاء أخرى من الجسم في الدماغ.
ويستخدم الاطباء طرقا مختلفة مثل العمليات الجراحية والعلاج بالاشعة والعلاج الكيماوي او خليطا من هذه الاساليب ، لعلاج السرطان ، اما الطالبة الجامعية دريا ملا زادة فاستطاعت بالتعاون مع الطلبة الجامعيين في مرحلة الدكتوراه استخدام مادة الكوركومين الموجودة في الكركم ، لعلاج سرطان الدماغ.
مقابلة مع هذه الطالبة الجامعية وهي من مواليد عام 2001 والتي كانت كما تقول منذ نشأتها مهتمة بالقضايا العلمية وقد اكتشفها معلموها في المدرسة وطلبوا منها المشاركة في اولمبياد الذكاء التي اجرتها جامعة طهران عندما كانت تبلغ من العمر 8 سنوات وحلت في المرتبة الاولى في ايران ، وانضمت في السنوات التالية الى المؤسسة الوطنية للنخب وشاركت في العديد من الاولمبياد العلمية والنشاطات العلمية، ومنها اولمبياد البايولوجيا التي حلت فيها في المرتبة الثانية ، وقد ارادت مؤسسة النخب العلمية في ايران ايفادها للدراسة في اليونان لكن ظروفها الشخصية لم تسمح بذلك.
دخلت “دريا ملا زادة” الجامعة في عام 2020 لدراسة مادة الميكروبايولوجيا وتعرفت على احد اعضاء المجلس العلمي للجامعة وهو الدكتور ضعيفي زادة الذي اجرى دراسات طويلة واكتشف بان مادة الكوركومين هي من اقوى المواد المضادة للالتهابات، بمعنى انها مؤثرة في علاج السرطان ، لان الالتهابات هي من اسباب مرض السرطان ايضا.
وتشرح الطالبة “دريا ملازادة” : ان الكوركومين هي مادة مضادة للسرطان لككنا لم نستطع هدايتها للوصول الى الدماغ وحتى قد تعذر ايصالها للدماغ بعد جعلها مادة نانوية ايضا ، لأن هناك سد نخاعي – دماغي يمنع دخول هذه المادة المحلولة في الدهون، الى الدماغ، ونحن قد استطعنا ، و لأول مرة في ايران، هداية نانويات الكوركومين نحو الدماغ عبر جعلها مغناطيسية.
وتتابع الطالبة “دريا ملا زادة” : ان مادة الكوركومين يمكن ان تساعد على معالجة امراض الزهايمر، وامراض الدماغ، والسرطان، وخاصة انواع السرطانات التي تنتشر في الآونة الاخيرة بكثرة وتصيب منطقة الهيبوكامب (الهياكل والأجزاء التي تنشأ فيها الذاكرة ) في الدماغ.
و تضيف : ان ما يميز اختراعنا عن نماذج الاختراعات الاجنبية هو كثرة وفور مادة الكوركومين الموجودة في بهارات الكركم وان العمل المطلوب الوحيد هو جعل هذه المادة مغناطيسية وايصالها للدماغ ، في حين ان باقي المواد التي تخطت حتى مرحلة الاختبار الانساني هي مواد نادرة جدا ولا يمكن انتاجها بشكل صناعي وفير.
وتؤكد الطالبة “دريا ملا زادة” : ان ايصال هذا الاختراع الى مرحلة تسجيله كمادة تجارية سيدر على البلاد ايرادات هائلة نظرا لعدم وجود علاج مؤكد حتى الان في الاسواق لمرضي الزهايمر والسرطان ولم يصل أي عقار حتى الان الى مرحلة الصناعة ، ونحن اذا استطعنا جعلها مادة تجارية فذلك يعتبر فخرا لبلادنا ويدر عليها عائدات ضخمة.
وتشرح ملا زادة انها الان تسعى الى تسجيل اختراعها (عالميا) لكنها تواجه صعوبات مالية لكن عائلتها واستاذها الجامعي أخذوا على عاتقهم دعمها.
وتوصي الطالبة “دريا ملا زادة” الشباب الذين يمتلكون فكرة علمية بعدم التراجع حتى اذا فشلوا في ترجمة هذه الافكار على أرض الواقع بسبب المشاكل ، وتؤكد انها عانت كثيرا في السابق بسبب رفض عدة اختراعات قامت بها الى ان استطاعت اخيرا تسجيل احداها ، وتقول ” لانجاز كل عمل، هناك طريق، والمهم هو الوصول الى هذا الطريق، ويمكن ان تشكل الجهود والذكاء والمثابرة نصف النجاح ، والنصف الآخر هو اسناد ودعم عائلة الشخص له”.