وأبرزت المجلة أن قادة نظام الكليبتوقراطي؛ يقومون بإثراء أنفسهم سراً خارج سيادة القانون، من خلال الرشاوى، وتوجيه أموال الدولة لأنفسهم.
وهو ما ينطبق على محمد بن سلمان حيث تقدر ثروة العائلة المالكة في السعودية بتريليونات الدولارات، وأصبح ولي العهد صاحب الكلمة الأخيرة في السيطرة على هذه العائلة.
الكلِبتوقراطية أو حكومة اللصوص، هي حكومة يستخدم قادتها الفاسدون السلطة السياسية للاستيلاء على ثروة الدولة، عن طريق اختلاس أو سرقة الأموال على حساب حاجة الشعب.
وفي مقال افتتاحي للكاتب كيسي ميشيل، قالت المجلة إنه في أوائل عام 2021، بعد أسابيع قليلة فقط من فترة ولاية الرئيس جو بايدن الأولى كرئيس، أصدرت إدارته تقريرًا مفاجئًا حول مقتل كاتب العمود في صحيفة واشنطن بوست، جمال خاشقجي، في 2018.
*ابن سلمان المسؤول النهائي عن مقتل خاشقجي
وأشارت إلى أن الرجل المسؤول في النهاية عن مقتل خاشقجي لم يكن سوى محمد بن سلمان، الذي أيّد “استخدام إجراءات عنيفة لإسكات المعارضين في الخارج” بما في ذلك الخطف والقتل.
ووفقاً للمجلة، كانت هذه الخطوة جزءًا من حملة أوسع بكثير من إدارة بايدن ضد نظام محمد بن سلمان، والتي تضمّنت أشياء مثل: تجميد مبيعات الأسلحة، ورفع التصنيف “الإرهابي” عن الحوثيين في اليمن، موضحةً أنّ كل ذلك بُني لتحقيق هدف بايدن المتمثل في إعادة هيكلة العلاقة الأمريكية السعودية بالكامل، وتحويل محمد بن سلمان -كما قال بايدن- إلى “منبوذ”.
وتابعت المجلة، أنّه بعد مرور عامين تقريبًا، من الواضح أنّ الجهود المبذولة لعزل محمد بن سلمان قد فشلت بشكل فعّال، حيث عادت علاقات واشنطن مع الرياض بشكل كئيب، مما جعل محمد بن سلمان في وضع أقوى مما كان عليه منذ البداية.
*ازدياد نفوذ السعودية على منافسي النفط
وقالت المجلة، إنّه مع تعثر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أوكرانيا، ومواجهة الصين برئاسة شي جين بينغ، اضطراباتٍ داخلية أكثر مما شهدتها منذ سنوات، من الآمن القول إنه لا يوجد دكتاتور كليبتوقراطي حظي بعام أفضل من هذا المنبوذ المزعوم.
وبحسب المجلة، فقد نشأ جزء من الاستثناء لمحمد بن سلمان في عام 2022، جزئيًا، من حقائق خارجة عن إرادته. على سبيل المثال، مع الانهيار الروسي الذاتي في أوكرانيا، الذي أدى إلى احتلال مكانة موسكو كقوة هيدروكربونية عالمية، ازداد نفوذ السعودية على منافسي النفط منذ بدء الحرب الموسعة.
ولفتت المجلة إلى أنّ محمـد بن سلمان، لم يكن قادرًا فقط على التدخل وتقديم شريان حياة لموسكو، واستثمر مئات الملايين من الدولارات في شركات الطاقة الكبرى المتبقية في روسيا، بل زادت الرياض أيضًا الواردات من روسيا.
*ثروة عائلة آل سعود تقدّر بالتريليونات
وهو ما سمح لمحـمد بن سلمان بتصدير المزيد من النفط السعودي، وجني المزيد من الأموال في هذه العملية، موضحةً أنّ ثروة عائلة آل سعود تقدّر بالتريليونات، وليس هناك سبب وجيه للاعتقاد بأنّ ولي العهد ليس له الكلمة الأخيرة في سيطرته.
وتابعت المجلة أنه بعد ذلك، في أكتوبر من العام نفسه، كشفت الرياض عن مقدار النفوذ الذي تتمتع به على المستهلكين الغربيين أيضًا.
ونبهت إلى أنه باستخدام شراكتها الجديدة مع موسكو، أقنع محـمد بن سلمان والمسؤولون السعوديون منظمةَ أوبك بلس بخفض إنتاج النفط الإجمالي، مما أدى بشكل فعال إلى تقويض جهود واشنطن لدرء أسعار الغاز المرتفعة.
ولفتت المجلة إلى أنّ بايدن هدد بإطلاق العنان لـ”عواقب” غامضة على السعوديين بعد حيلة أوبك بلس، لكن بعد شهرين، ما زال من غير الواضح ما هي تلك “العواقب”، إن وجدت.
*فساد واختلاس مالي
من جانب آخر كشفت وثائق مسربة عن تدخل مباشر من الديوان الملكي بأوامر من ولي العهد محمد بن سلمان لحماية المسؤول في المخابرات السعودية المقيم في لندن عبدالعزيز الخميس من تهم فساد خطيرة.
وبحسب الوثائق التي أطلع عليها “سعودي ليكس” وأكدها مصدر سعودي مطلع، فإن الهيئة العامة لمكافحة الفساد (نزاهة) رفعت منذ أشهر تقريرا سريا يطلب استدعاء الخميس بشكل عاجل إلى المملكة للتحقيق معه في التهم المنسوبة إليه بالفساد والاختلاس المالي.
وذكر المصدر أن السلطات الحكومية المختصة تجاوبت بتأييد كبير مع طلب هيئة نزاهة وعملت على التنسيق مع النيابة العامة من أجل إعداد مذكرة استدعاء للخميس في أقرب الآجال ومواجهته بالاتهامات الموجهة إليه.
وأظهرت الوثائق أن الخميس متهم باختلاس مبالغ مالية كبيرة من الميزانيات المقرة له لتمويل صحيفة العرب اللندنية، والخلايا الاستخبارية التابعة للديوان الملكي في الخارج إلى جانب أنشطة مراقبة وتجسس على المعارضين والنشطاء السعوديين في المنفى.
إلا أن المصدر كشف أن المساعي للتحقيق مع الخميس تم إحباطها بأوامر عليا قادمة من الديوان الملكي تضمن الطلب بإدراج أنشطة الخميس وملفه الشخصي في إطار السرية ووقف أي إجراءات متابعة بحقه.
وبحسب المصدر فإن الخميس يحظى بدعم لافت من الرجل القوي في الديوان الملكي سعود القحطاني الذراع الإجرامي لمحمد بن سلمان، كونه يضطلع بمهام سرية للتحريض والتجسس.