تعد مدينة رفح آخر ملاذ للنازحين في قطاع غزة، فمنذ بداية العملية البرية التي شنتها قوات الاحتلال على القطاع في الـ27 من تشرين الأول/ نوفمبر الماضي، يطلب من المواطنين التوجه من شمال ووسط القطاع إلى الجنوب بادعاء أنها “مناطق آمنة” لكنها لم تسلم من قصف المنازل والمركبات والمستشفيات.
وتمتد رفح من البحر الأبيض المتوسط غرباً إلى حدود 1967 شرقاً، ومن الحدود المصرية جنوباً إلى حدود محافظة خان يونس شمالاً، بمساحة لا تزيد على 65 كيلومتراً مربعاً، وتفصلها عن مدينة القدس 107 كيلومترات إذا سرت بخط مستقيم باتجاه الشمال الشرقي.
معظم أهالي مدينة رفح من اللاجئين الفلسطينيين الذين لجأوا إليها بعد نكبة 1948، وفيها مخيمات: الشابورة، والمخيم الغربي، ومخيم يبنا، ومخيم بدر، والمخيم السعودي، ومخيم الشعوت، وبلوك أو، والعديد من المخيمات تحت مسميات مختلفة، كما تحتوي على عدة أحياء، منها حي البرازيل وحي كندا “، وسمّي الحيّان بهذين الاسمين لأنهما كانا موقعاً لقوات الطوارئ الدولية قبل عام 1967 والتابعة لكندا والبرازيل.
مطار غزة الوحيد
وتضم رفح أحياء: الجنينة، وخربة العدس، والتنور، والمشروع، وتل السلطان، وحي السلام، والبراهمة، والزعاربة غرب رفح “آل زعرب”، وحي آل الحشاش، وعُريبة، وأحياء أخرى جديدة.
وتقع ضمن حدودها مجموعة من القرى، مثل شوكة الصوفي، وقرية البيوك، ومصبّح، ومشروع عامر، وقرية النصر، وموراج، والعزبة وتقع على شاطئ المدينة، كما أن هناك منطقة ممتدة على طول الحدود الغربية تعرف بمنطقة المواصي.
وتشتهر رفح بزراعة الورد وتصديره، كما اشتهرت بالبيارات حتى تسعينيات القرن العشرين قبل أن تتم إزالتها لصالح البناء السكني ولصالح المزروعات السريعة، كما اشتهرت بزراعة الزيتون والتوت الأرضي والبطاطا والبندورة والخيار.
المطار الوحيد الذي أقيم في قطاع غزة كان “مطار ياسر عرفات الدولي” أو “مطار غزة الدولي” الذي دمّره “جيش” الاحتلال عام 2002، وفي جنوب المدينة يقع معبر رفح البري، الذي يعدّ منفذ قطاع غزة إلى مصر ومنها إلى العالم.
رفح تاريخياً
تعدّ مدينة رفح من المدن التاريخية القديمة فقد تم تأسيسها قبل 5 آلاف عام، وغزاها الفراعنة والأشوريون والإغريق والرومان.
وعرفت المدينة بأسماء عدة، فسمّاها الفراعنة روبيهوي، وأطلق عليها الآشوريون رفيحو، وأطلق عليها الرومان واليونان اسم رافيا، حتى سماها العرب رفح.
وخضعت رفح عام 1917 للحكم البريطاني الذي فرض الانتداب على فلسطين، وفي 1948 دخل الجيش المصري رفح وتحولت السيطرة عليها إلى مصر، حتى وقعت في أيدي الاحتلال الإسرائيلي عام 1956 ثم عادت للإدارة المصرية عام 1957 حتى عام 1967 حيث احتلتها “إسرائيل” مجدداً..
وزاد من أهميتها عبر التاريخ مرور خط السكك الحديدية الواصل بين القاهرة وحيفا في أراضيها، وتم تدمير هذا الخط بعد عام 1967.
وقُسّمت رفح إلى شطرين بالأسلاك الحدودية الشائكة، بعد اتفاقية “كامب ديفيد”، حيث استعادت مصر سيناء، وإثر هذه الاتفاقية انفصلت رفح سيناء عن رفح غزة، وبلغت مساحة الشطر الواقع في غزة ثلاثة أضعاف مساحة الشطر المصري تقريباً.
يعود معظم سكان رفح في أصولهم إلى مدينة خان يونس، وإلى بدو صحراء النقب، وصحراء سيناء، ثم أضيف إليهم اللاجئون الفلسطينيون الذين قدموا من مختلف القرى والمدن إلى رفح بعد “النكبة” عام 1948.
أ.ش