شهيد إعمار وحب لبنان ومقاومته المهندس حسام خوش نويس

إن الشهيد "خوش نويس"، الذي تمر الذكرى السنوية العاشرة على شهادته في هذه الأيام، لم يكن مجرد قائد عسكري ينفذ مشاريع هندسية ذات طابع مدني، بل كان في صلب مهامه قائد محوري في ميدان حرب جديدة للمقاومة.

2024-02-20

عند الحديث عن أهم إنجازات المقاومة الإسلامية في لبنان، في مرحلة ما بعد حرب تموز للعام 2006، سيكون ملف إعادة إعمار ما هدمه العدوان الإسرائيلي هو الأبرز. وعند طرح أسرار النجاح في هذا الملف، سيكون الشهيد العميد حسن شاطري، المعروف في لبنان بالمهندس “حسام خوش نويس”، أول الأسباب والأشخاص المسؤولين عن تحقق هذا الإنجاز، الذي يشهد على ذلك العدو قبل الصديق.

 

وعليه فإن الشهيد “خوش نويس”، الذي تمر الذكرى السنوية العاشرة على شهادته في هذه الأيام، لم يكن مجرد قائد عسكري ينفذ مشاريع هندسية ذات طابع مدني، بل كان في صلب مهامه قائد محوري في ميدان حرب جديدة للمقاومة.

 

 أهم وأبرز المحطات في مسيرة الشهيد

 

ولد الشهيد في حزيران يونيو 1962 م في مدينة سمنان شمال إيران وهو الولد البكر في عائلة من ستة أولاد .

 

انخرط مبكراً في صفوف الثورة الإسلامية في إيران وهو فتى صغير، ثم أصبح من أهم الناشطين في حركة الثورة، وفي قيادة مظاهراتها، وباقي النشاطات المنددة بسلطة الشاه. بعد انتصار الثورة، أصدر الإمام الخميني (قدس) أمراً بجهاد البناء، فتطوع الشهيد، وكان من أهم الناشطين في هذا المجال، يعمل بنفسه في الزراعة والبناء تحت أشعة الشمس الحارقة، وفي أيام الصوم لمدة 18 ساعة في اليوم.

 

تطوع في صفوف التعبئة العامة عند بداية الحرب المفروضة على إيران، وتنقل في العديد من المسؤوليات وهو بعد لم يتعدّ العشرين من عمره شارك في  الحرب المفروضة  على إيران كمهندس عسكري، وكان نشاطه يرتكز على كل مجالات الهندسة العسكرية لا سيّما بناء الطرق في المحاور والجبهات. وبعد انتهاء الحرب، التحق بالجامعة حتى حصل على شهادة ماجستير في الهندسة المدنية، كما عمل في الوقت عينه على ملف إعادة إعمار منطقة كردستان، كما تولى مهام إعمار في أفغانستان أيضاً، وهذا ما أعطاه التجربة الكبيرة، ليستلم مهمته بعد الحرب الصهيونية على لبنان عام 2006، كرئيس للهيئة الإيرانية لإعادة الإعمار.

 

إعمار لبنان

 

لم تكن مهمته في إعادة إعمار لبنان محصورة بميزانية محددة، كما خصصت لذلك باقي الدول العربية والأجنبية، بل يورد الشهيد خوش نويس في تصريح لصحيفة لوس أنجلز تايمز الأمريكية، أن مهمته هي إعادة إعمار كل ما تهدّم في جميع المناطق اللبنانية: بقاعاً، جنوباً، وشمالاً.

ولم تكن مهمته لإعادة الإعمار فقط، بل كان صاحب مشروع متكامل ركز فيه على إعادة تأهيل مختلف الطرق في لبنان، والتي يستفيد منها جميع اللبنانيين في مختلف المناطق.

 

استشهاده

 

وفي 12 شباط / فبراير للعام 2013، استشهد في سوريا(بعد عامين من اندلاع الحرب عليها)، أثناء عودته من العاصمة دمشق إلى بيروت عبر الطريق الدولية، نتيجة قصف التنظيمات الإرهابية.

 

أ.ش

المصدر: الوفاق/ وكالات