المحكمة العراقية لفئة الاناث:

الترغيب يعدّ أسلوباً فعّالاً لنشر الثقافة القرآنية في المجتمع

أكدت الناشطة القرآنية العراقية على ضرورة نشر الثقافة القرآنية بالترغيب وليس بالترهيب.

2024-02-20

أكدت المحكمة العراقية لفئة الاناث في الدورة الأربعين من مسابقات إیران الدولية للقرآن “مهى كمال الدين” أن الترغيب يعدّ أسلوباً فعّالاً لنشر الثقافة القرآنية في المجتمع، مصرحة أن سورة الحجرات تتضمن تعاليم قيمة لبناء مجتمع قرآني صالح.

وقالت ذلك، الناشطة القرآنية العراقية “مهى كمال الدين” على هامش مشاركتها في الدورة الأربعين من مسابقات إیران الدولية للقرآن الكريم كالمحكمة لفئة الاناث، موضحة: “بدأت رحلتي مع القرآن وتلاوته منذ الطفولة واستمرت إلى عمر الشباب ثم بدأت بحفظ القرآن والتعرف على الطريقة الصحيحة للتلاوة من خلال الدخول إلى الدورات القرآنية في العراق”.

وأكدت أن “القرآن الكريم هو الحياة للإنسان لان القلب الذي ليس فيه شيء من القرآن كالبيت الخرب، القلب الذي لم يكن فيه شيء من آيات القرآن ولو من السور القصار ولو سورة البقرة قلب خرب لا يرى النور فهو في الظلمات، ولاتنكشف وتنجلي هذه الظلمات الا اذا دخل نور القرآن في قلب الانسان ويكون قرينه فيأنس بالقرب من القرآن ويأنس بالدخول في هذه الدورات وفي هذه الحالة يجد الانسان أن اللذة والسعادة الحقيقية هي مع القرآن”.

 

وأضافت أن “المعية القرآنية التي تصحب الانسان تؤدي لكي يجد عمله وطريقة تفكيره كلها متغيرة بالقرآن، فالبعيد عن القرآن إنسان مريض لا يتعافى منه إلا بالقرب منه والتعرف على رسائله وإذا كنا مع القرآن في الدنيا والآخرة فنكون سعداء وقوله تعالى (وأما الذين سعدوا ففي الجنة خالدين)”.

 

وفي معرض ردّها على سؤال حول أهم التعاليم القرآنية التي يمكن إستخدامها لعملية بناء الحضارة الإجتماعية، قالت مهى كمال الدين: “من أهم التعاليم القرآنية هي في سورة “الحجرات” يعني اذا كنت أريد أن أطور علاقتي مع الآخرين فعليّ أن أتبع الخطوات في سورة الحجرات (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ۖ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ) كما عليّ أن أجتنب الظنّ الخاطئ لأن الظن السوء بالآخرين هذا سيجعل العلاقات متنافرة”.

 

وقالت: “إن أحملت أختي على المحمل الصحيح فيكون علاقة تقارب بيننا (اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا) أنا لا أتجسس على الآخرين فإذا وصلت أختي إلى مرتبة أعلى مني فهذا خير ونعمة وإن كانت في مستواي فهذا خير ونعمة”.

 

وأضافت: “لا أتجسس يعني أسعى الى عدم الأذية (وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ). كما أن هناك قوانين وأسس قرآنية أخرى يمكن أن نبني من خلالها مجتمعاً قرآنياً صالحاً وقوله تعالى (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ).

وفي معرض حديثها عن عناصر القوة للمجتمع الاسلامي، قالت المحكمة العراقية لفئة الاناث في الدورة الأربعين من مسابقات إیران الدولية للقرآن: (وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) الله سبحانه وتعالى يحبّ المؤمن القوي ولا يحبّ المؤمن الضعيف وهذه الجملة شرطية، الله سبحانه وتعالى جعل جملة الشرط إن كنتم مؤمنين فأنتم لا تهنوا ولا تحزنوا، کما أن الايمان بالله تعالى والتمسك بالقرآن والعترة الصادقة، فهم قرناء مع الله ومع القرآن الكريم ضرورة هامة لنكون أقوياء”.

 

 

دور النساء المسلمات في مواجهة التحديات الغربية

 

وفي معرض ردّها على سؤال حول دور النساء المسلمات في مواجهة التحديات الغربية والهجمة الشارسة على الأسرة المسلمة؟ صرحت: طبعاً الذي يريد أن يبني مجتمعاً صالحاً عليه البدء بنفسه “إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ” فلهذا عليّ أن أبدأ بنفسي ثم بعائلتي على سبيل المثال اذا كنت أريد أن أمنع إبني من الموبايل مباشرة فعليّ أن أبدأ بنفسي وبأسرتي وأولادي”.

 

وأكدت الناشطة القرآنية العراقية على ضرورة نشر الثقافة القرآنية بالترغيب وليس بالترهيب، مبينة: “علينا أن نفهم أولادنا الغاية من نزول القرآن والإسلام، كما علينا أن نتباحث ونتشارك في الآراء لماذا ختم الله الاديان السابقة بالاسلام؟ ولماذا ختم الله الانبياء بمحمد (ص)؟ ولماذا شرّف الاسلام على بقية الأديان؟ كما علينا أن نشرح أنه من يبتغي غير الاسلام ديناً فلن يقبل منه”.

 

وأشارت الى أنه اذا تباحثنا وتشاركنا بأسلوب الترغيب هذا سيؤثر في أبناءنا وهم سيؤثرون في أصدقاءهم وأصدقاءهم سيؤثرون أيضاً وهكذا سينتشر، مبينة أنه إذا كانت المرأة المدرّسة في القراءة الصحيحة، والمحفّظه للقرآن الكريم والمفسرة له فهذا يؤدي إلى أن يكون للمرأة دور أكثر نشاطاً على الصعيد الاجتماعي، والاخلاص يجب أن يكون عنوان كل عمل، فإذا كان العمل بإخلاص فينمو كقوله تعالى (وما كان لله ينمو).

 

 

أ.ش

المصدر: الوفاق/ وكالة اكنا