نتائج تورط الولايات المتحدة في “الشرق الأوسط” ومعضلة بايدن

تكثر التساؤلات عن نتائج العمليات الأميركية في المنطقة، التي تأتي في إطار مساندة كيان الاحتلال، ويطال التخوّف من الانغماس الأميركي في المنطقة التأثير السلبي على الولايات المتحدة من منظار براغماتي.

2024-02-20

تزداد وتيرة تورّط الولايات المتحدة في “الشرق الأوسط”، وبين مؤيد ومعارض، تفيد تقارير بأن الناخبين الأميركيين يفضلون اليوم عدم مشاركة الولايات المتحدة بالصراعات العسكرية في الخارج، كما أنهم يرفضون بشدّة “الزيادات في الأسعار المحلية الناتجة عن قرارات السياسة الخارجية”. كما تكثر التساؤلات عن نتائج العمليات الأميركية في المنطقة، التي تأتي في إطار مساندة كيان الاحتلال، ويطال التخوّف من الانغماس الأميركي في المنطقة التأثير السلبي على الولايات المتحدة من منظار براغماتي، أي باحتساب الخسائر مقارنةً بالمصالح الاستراتيجية. والأهم من ذلك مستقبل بايدن الرئاسي باقتراب الانتخابات الأميركية التي ستحصل في نوفمبر، وتأثير الخيارات الخارجية على قرار الناخبين الأميركيين.

 

في هذا السياق، تنوعت التحليلات والمقالات الأميركية التي تتحدث عن نتائج وتوصيات التدخل الأميركي في المنطقة، بعضها في إطار التحذير واحتساب التكاليف المادية البشرية، والبعض الآخر بتفضيل الحلول الدبلوماسية، أما صحف أخرى فتدعو إلى تكثيف العمليات العسكرية ضد محور المقاومة.

 

في هذا الإطار، يجد موقع Axios أن الهجمات الأميركيّة يمكن أن تؤدي إلى عرقلة الجهود المبذولة في السنوات الأخيرة لتقليل الوجود الأمريكي في الشرق الأوسط والتوجّه نحو المحيط الهادئ. أما موقع Responsible statecraft فقد نشر مقال بعنوان ” أعيدوا القوًات الأميركيًة إلى الوطن من العراق وسوريا الآن” يتحدّث فيه الكاتب عن ارتفاع التكاليف البشرية والمادية على الولايات المتحدة في حال استمرار هجماتها في دول الشرق الأوسط خصوصاً في العراق وسوريا، وحذّر الكاتب بأن تواجد نحو 3,400 من جنود البحرية الأميركية في سوريا والعراق قد يصبحون السبب في اشتعال القتال في كافة أقاليم المنطقة. وتحدث الكاتب في مقال آخر عن رغبة الطرف الآخر(اليمن) في استعادة الردع بوجه الولايات المتحدة وليس هذا المنطق محصوراً بالولايات المتحدة فقط. بينما رأى محمد طبار في مجلة Foreign affairs أن أفضل طريقة للولايات المتحدة لمحاولة تحقيق الاستقرار في البحر الأحمر هي من خلال الدبلوماسية، أي الضغط على الكيان المؤقت لوقف الحرب في غزة.

 

أما صحيفة The hill فقد أوصت بأن “الوقت قد حان لكي يتصرف البيت الأبيض بشكل حاسم. “يجب توجيه ضربة قاضية للحرس الثوري الإيراني. من الجيد ضرب المقاومة الإسلامية في العراق، لكن الحرس الثوري الإيراني يجب أن يكون على قائمة الأهداف أيضًا”. بدورها، صحيفة Washington Post خلصت بأن المهمة العسكرية التي أتت بها الولايات المتحدة إلى الشرق الأوسط قد اكتملت إلى حد كبير، ولذلك عليها إعادة سحب قواتها التي تتعرض للاستهداف في دول المنطقة.

 

وسط هذه التحليلات تحاول الولايات المتحدة تحقيق توازن بين ردع أعدائها ومساندة إسرائيل والمحافظة على نفوذها في المنطقة وبين عدم تورطها وانغماسها الكبير في الشرق الأوسط وإكمال مسارها الاستراتيجية بالصراع مع الصيني في المحيط الهادئ بالإضافة إلى حرب أوكرانيا.

 

في حين، يجد بايدن نفسه أمام إشكالية كبرى مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية، بالتزامن مع المؤشرات التي ترجّح كفّة ترامب، حيث يميل المحللون إلى ارتفاع حظوظ ترامب بشكل طردي مع زخم التورط العسكري الأميركي في الشرق الأوسط. لا يريد بايدن خروج الأمور عن السيطرة في الشرق الأوسط، لكن من جهة أخرى، لا يريد أن يظهر عاجزاً وضعيفاً أمام ناخبيه ومنافسيه الجمهوريين.

 

أ.ش