منذ تأسيسها عام 1975، كانت أفواج المقاومة اللبنانية – أمل، ركناً أساسياً في مقاومة كيان الاحتلال الإسرائيلي منذ ذلك الوقت حتى يومنا الحالي، ومن أوائل قوى المقاومة اللبنانية التي استطاعت تنفيذ الكثير من العمليات النوعية ضد الإسرائيليين، فكانت بحق مع باقي القوى شريكة التضحيات والانتصارات.
وقد أكّدت حركة أمل من خلال مشاركتها الفاعلة في معركة طوفان الأقصى، وتنفيذها العديد من العمليات ضد مواقع الاحتلال ومستوطناته، ومن خلال ارتقاء العديد من مقاوميها شهداء، أنها في صلب محور المقاومة، وستستمر في هذا المسار مع تبدّل الأجيال، حتى تحقيق زوال إسرائيل، وتحرير فلسطين من البحر الى النهر وتحرير القدس “الذي يأبى إلا أن يتحرر على أيدي المؤمنين الشرفاء” كما قال الإمام الصدر.
فما هي أهم المحطات التاريخية في مسيرة حركة أمل؟
_ تأسست في العام 1974 تحت اسم “حركة المحرومين” كحركة نضال سياسي، وفي العام 1975 أعلن الإمام السيد موسى الصدر رسمياً عن تشكيل “أفواج المقاومة اللبنانية – أمل”، التي تمثل الجناح العسكري المقاوم لهذه الحركة.
_ شارك في إنشاء فرقها العسكرية وتنظيمها الشهيد الدكتور مصطفى شمران الذي كان مسؤولها التنظيمي الأول، قبل أن يعود إلى إيران بعد انتصار الثورة الإسلامية فيها، فيكون عضو مجلس القيادة ويتسلم مهام وزارة الدفاع.
_ شكل نجاح الثورة الإسلامية في إيران تطوراً دافعاً في مسيرتها ونشاطها، وقد شارك مجاهدوها في الدفاع عن الجمهورية الإسلامية خلال الحرب المفروضة التي شنها صدام حسين، واستشهد العديد من مقاوميها هناك مثل القائد علي عباس.
_بعد اجتياح إسرائيل للبنان في حزيران / يونيو من العام 1982، خاض مجاهدوها أشرس وأهم المعارك ضد جيش الاحتلال، لا سيما في منطقة خلدة، حيث استطاعوا بمشاركة العديد من عناصر المقاومتين اللبنانية والفلسطينية والجيش السوري، التصدي لوحدات النخبة الإسرائيلية، ملحقين الخسائر الجسيمة في ضباط وجنود الاحتلال، من بينها مقتل نائب رئيس الأركان وقائد الهجوم ” العقيد يوكائيل ادم”، كما تمكنوا من اغتنام العديد من الآليات العسكرية.
_ شاركت في انتفاضة 6 شباط / فبراير 1984، التي اسقطت اتفاقية 17 أيار الاستسلامية لكيان الاحتلال، والتي توصل إليها رئيس الجمهورية اللبنانية يومذاك “أمين جميل”.
_ نفذت الكثير من العمليات النوعية والبطولية في الجنوب وبيروت والبقاع الغربي، خلال الأعوام الممتدة من 1982 حتى 2000. فكانت شريكة انتصارات التحرير عام 1985و 2000.
وهذه بعض العمليات:
1)مواجهة تلة مسعود البطولية في (27/06/1977).
2) اقتحام موقع دير قانون النهر وتحريره في اول عملية من نوعها (5/9/1985).
3)عملية الجدار الطيب النوعية.
_ نفّذ شبابها العديد من العمليات الاستشهادية أبرزهم: الاستشهادي مصطفى قصير، الاستشهادي بلال فحص، والاستشهادي هشام فحص.
_ شاركت مجموعاتها في التصدي لعمليات العدوان والحروب الإسرائيلية خلال الأعوام: 1993، 1996، 2006. وقد ارتقى لها العشرات من الشهداء على إثر هذه المشاركة.
_ خلال الحرب ضد التنظيمات الإرهابية والتكفيرية ما بعد العام 2011، نشطت الحركة بشكل كبير في حماية القرى والبلدات والمناطق التي تتواجد فيها، وهو ما ساهم في مكافحة التفجيرات الانتحارية.
كما يتولى عناصر الحركة بشكل دائم حماية التجمعات والاحتفالات التي تحصل في المناطق خلال المناسبات الدينية، خاصة في إحياء ذكرى عاشوراء.
_ تتمثل سياسياً عبر المشاركة النيابية منذ السبعينيات، ولاحقاً في المشاركة الحكومية في الثمانينات.
_ في صيف العام 2019، أطلقت الحركة بعد إيعاز من رئيسها نبيه بري، مساراً مكثّفاً من دورات الإعداد والتدريب العسكرية، وقد نفذت منذ ذلك الحين العديد من المناورات الحية الصاخبة والصامتة مثل مناورة “الرعب الأعظم” التي نُفذت عام 2021.
فللحركة مجموعات نخبوية خاصة بتعداد يصل الى 2200 مقاوم، تدربوا على اقتحام المستوطنات وتنفيذ عمليات الأسر وعمليات التدخل السريع. كما تضم الحركة فرقاً متخصصة بالمدفعية وبالهندسة القتالية (المتفجرات) وبالأسلحة المضادة للدروع، ضمن إطار 24 وحدة عسكرية تُكنى بأسماء أصحاب الإمام الحسين (ع).
فالحركة تمتلك العديد من الأسلحة وربما المفاجآت:
1)أسلحة مدفعية مثل: هاون بعيارات مختلفة، صاروخ 107 ملم، وصاروخ غراد.
2)أسلحة مضادة للدروع: قاذف RPG-7، وقاذف RPG-29، صواريخ كورنيت وكونكروس.
3)سلاح القناصة بمختلف الأنواع.
4)أسلحة رشاشة مضادة للطائرات.
_ كشفت مصادر إعلامية خلال معركة طوفان الأقصى، عن استنفار الحركة أكثر من 17 ألف مقاوم في إطار الجهوزية للتصدي للعدوان الإسرائيلي والردّ عليه خلال هذه المعركة.
أ.ش