في التفاصيل، تم تزويد القوات البرية للحرس الثوري بطائرة انتحارية مسيرة من طراز “شاهد 131” وطائرة مسيرة مقاتلة من طراز “أبابيل 5”. ولأول مرة، خلال مناورات الرسول الأعظم 15 لقوات الجو فضاء التابعة للحرس الثوري، تم عرض صور لتدمير أهداف مختلفة بطائرات “شاهد 131” المسيرة. كما لعبت هذه الطائرة المسيرة، خلال مناورات الرسول الأعظم (ص) الـ17، دورًا بارزًا في تمرين مهاجمة محاكي محطة ديمونة للطاقة النووية التابعة للكيان الصهيوني وأثبتت دقتها العالية في هذا التمرين.
*أبرز الإختلافات بين شاهد 131 وشاهد 136
يبلغ طول هذه الطائرة 2.6 مترا، وعرضها 2.2 مترا، وتزن 135 كيلوجراما، ويصل مداها إلى 900 كيلومتر. أحد الاختلافات في مظهر شاهد 131 وشاهد 136، والذي ربما يساعد في التمييز بين هاتين الطائرتين المسيرتين، هو الاختلاف في أطراف الأجنحة النهائية لكل منهما. في شاهد 136، تقع أطراف الأجنحة في الجزء العلوي والسفلي من الهيكل، وفي شاهد131، توجد أطراف الأجنحة في أعلى الهيكل فقط.
في السابق، شهدنا الاستخدام الناجح لهذه الطائرة المسيرة بالتعاون مع قوات الجو فضاء التابعة للحرس الثوري خلال العمليات العديدة للقوات البرية للحرس الثوري ضد مواقع الجماعات الانفصالية في إقليم كردستان شمال العراق.
*خصائص “أبابيل 5”
وفي 19 إبريل 2022، تم عرض طائرة أبابيل 5 المسيرة لأول مرة في استعراض عيد الجيش. وتنتمي هذه الطائرة المسيرة إلى فئة طائرات أبابيل المسيرة والتي تم تصميمها وإنتاجها من قبل منظمة الصناعات الجوية التابعة لوزارة الدفاع. تمتلك أبابيل 5 ذات تكوين أبابيل 3 ومهاجر 6، ولكنها تحتوي على أجنحة أكبر من مهاجر 6، وبالتالي فهي قادرة على حمل ذخيرة أكثر من هذه الطائرة المسيرة. بالإضافة إلى ذلك، فإن جهاز الهبوط الأمامي لطائرة أبابيل 5 قابل للسحب على عكس مهاجر 6، مما يساعد كاميرا هذه الطائرة المسيرة على الرؤية بشكل أفضل.
*أبرز خصائص المسيّرة شاهد
أظهرت الأدلة الميدانية أن الدفاع ضد المُسيّرتين شاهد 131 و136 معقد للغاية. تحلق هذه الطائرات بدون طيار على ارتفاعات منخفضة وببطء. على الرغم من أنه يتم إسقاطها بشكل روتيني بواسطة المدافع المضادة للطائرات، وكذلك بصواريخ جو-جو التي تطلقها الطائرات، إلا أن إشارات الرادار والحرارة المنخفضة الخاصة بها، فضلاً عن طيرانها المنخفض، تجعل من الصعب اكتشافها من مسافة بعيدة.
شاهد 131 و136 هما مثال للدقة في ساحة المعركة، باستخدام تكنولوجيا ومكونات تجارية منخفضة التكلفة ومزدوجة الاستخدام، حققت هذه الطائرات بدون طيار تقدما كبيرًا في الجمع بين الدقة وفعالية التكلفة. إن استخدام الأسلحة الدقيقة في ساحة المعركة ليس بالأمر الجديد. كمثال على ذلك، قبل ثلاثة عقود، في حرب الخليج الفارسي عام 1991، كانت الذخائر الموجهة بدقة تمثل 8 في المائة من إجمالي الذخائر التي استخدمها التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد نظام صدام حسين.
إذ تبلغ تكلفة شاهد 136 بين 20 ألف دولار و30 ألف دولار فقط. ويتراوح مدى هذا السلاح الذي يبلغ وزنه 200 كغم حوالي 1300 إلى 1500 كيلومتر. وعلى الرغم من أن الطائرة بدون طيار لا يمكنها حمل أسلحة ثقيلة وأن رأسها الحربي الصغير يبلغ حوالي عُشر حجم صواريخ كروز القديمة، إلا أن الدقّة المذهلة تعوض عن كل ذلك بالإضافة الى رخص ثمن هذه المسيّرة الحربية، مما يجعلها متاحة على نطاق واسع.