سفينة من لبنان لإسناد غزة

فلسطين البوصلة.. وغزة مؤشر لعزتها، ارتقى نضالها إلى شرفاء العالم، فكيف بالجبهة المساندة من لبنان؟ المشارك في دعم صمودها "لأنها تحتاج إلى كل شيء إلا الكبرياء والكرامة"، كما يقول للميادين نت د. هاني سليمان منظّم حملة "إسناد غزة".. فماذا عن الرحلة؟

2024-02-21

لم يفت الحصار الإسرائيلي الجائرة وغير المسبوق، المترافق مع عدوانٍ همجيّ بربريّ على أبرياء مدنيين في غزة،  من عضد الشارع اللبناني وطبعاً الشخصيات اللبنانية لتنظيم حملة لإسناد القطاع بأي طريقة.

 

د. هاني سليمان الرائد في تنظيم حملات كسر الحصار عن غزة، الرجل المخضرم في العمل السياسي والاجتماعي، القومي العربي الذي تعرفه المحافل الأممية مُدافعاً مع رفاقه عن الحق، واضعاً فلسطين بوصلة له، أبى أن تمرّ “حرب الإبادة الهمجية” على غزة دون تحرّك فاعل.

 

وكما في حملات سابقة، يوصل فريق العمل  النشط الليل بالنهار مع سليمان، لجهة عقد الاجتماعات لتأمين السفينة وحمولتها من الأغذية والدواء والحاجات لأهالي غزة، وطبعاً إجراء الاتصالات المحلية والإقليمية والدولية لتأمين السلامة والمعابر التي ستدخلها…

 

 

د. سليمان للميادين نت: نأمل الهبّة لنجدة أهلنا

 

يأمل د. سليمان “من شعبنا في كل بلد عربي وقطر عربي ودولة اسلامية أن يهبّ لنجدة الأهل في غزة لأنها تحتاج الى كل شيء إلا الكبرياء والكرامة، وكل إنسان شريف وحرّ  يسال نفسه ما يستطيع ان يقدّم لغزة”.

 

ويوضح ماهية ما جرى من اتصالات: “تداعى عدد من الشخصيات وهيئات مدنية وسياسية  من أجل تدارس كيفية الوقوف مع الأهل في غزة فاطلقوا حملة لتحميل سفينة اغاثة ومساعدات الى غزة تحت انواع الغذاء والدواء والكساء وهذه السفينة اسمها “سفينة المطران هيلاريوم كبوجي” مطران القدس السابق  الذي شاركنا في رحلتين اخرتين في 2009 في “سفينة الاخوة اللبنانية” من طرابلس وفي 2010 سفينة مرمرة في “أسطول الحرية” التي انطلقت من تركيا”،  لما لهذا الاسم من رمزية كبيرة في التاريخ الفلسطيني والنضال وهو مطران القدس السابق”.

 

والمطران كبوجي من مواليد مدينة حلب عام 1922 وأصبح مطراناً لكنيسة الروم الكاثوليك في القدس عام 1965.

 

واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي المطران كبوجي في العام 1974 وحكمت عليه بالسجن 12 عاماً بتهمة دعم المقاومة لكنها أفرجت عنه بعد 4 سنوات بضغط شعبي وبعد تدخّل “الفاتيكان” وقامت بنفيه من فلسطين المحتلة عام 1978 إلى روما.

 

ورغم النفي والإبعاد واصل المطران كبوجي نضاله من أجل الشعب الفلسطيني وشارك في العام 2009 في “أسطول الحرية” لإغاثة أهالي غزة المحاصرين التي أوقفتها سلطات الاحتلال وصادرت كل ما فيها واعتدت على الناشطين اللبنانيين، كما شارك فيحملة “أسطول الحرية” على متن السفينة  مرمرة عام 2010.

 

وشارك المطران كبوجي في العديد من الوقفات التضامنية التي جرت في المدن الإيطالية بهدف التأكيد على دعم الشعب السوري في مواجهة الإرهاب والمطالبة بوقف العدوان الخارجي على سوريا وكرّمته العديد من الدول العربية.

 

وفي ظل الهمجية الإسرائيلية وضرب العدو عرض الحائط للأخلاق  وللمواثيق الدولية ، نطرح السؤال ألا تخشون من اعتداء قوات الاحتلال؟ بكل ثقة يجيبنا سليمان “نحن لا نخشى من العدو فنحن خارجين من موانئ شرعية الى ميناء مصري بحري ونحن نأخذ خط تجاري بحري وتصل إلى ميناء العريش، في السابق تعرضّت سفن كسر الحصار للمضايقات وللقتل والجرح، أمّا هذه السفينة فهي ليست لكسر حصار إنما هي سفينة  مساعدات تستطيع ان تكسر الحصار الاقتصادي المفروض على أهلنا في غزة”.

 

و تشهد   دار الندوة في بيروت الاجتماعات الدورية  للجنة المتابعة لحملة “إسناد غزّة” (سفينة المطران ايلاريون كبوجي) وتطلع بشكلٍ دوري على مجمل الفعاليات والأنشطة والاتصالات التي يقوم بها أعضاء اللجنة في كل المناطق لتوفير الامدادات  للاهالي في غزّة، وأمس الإثنين تم تأمين الباخرة، حيث سيتم درس موعد الانطلاق قريباً.

وأعضاء اللجنة هم: مقرر الحملة الدكتور هاني سليمان وألاعضاء، عمر غندور، فيصل درنيقة، محمد سلطان، الدكتور رياض خليفة، أحمد عبود، زكية قرنفل، سهيلة أبي غانم، جمانة ناصر، رياض منيمنة، نمر الجزار والدكتور ناصر حيدر.

 

وتعرض اللجنة للاتصالات في مختلف المناطق، و”مدى التجاوب الواسع الذي ظهر حتى الآن كميات معتبرة من الدعم المادي والعيني لأهلنا في غزّة، كما تتولى الاتصالات الجارية مع الهلال الأحمر المصري والفلسطيني من أجل استقبال سفينة “إيلاريون كبوجي” في ميناء العريش وترتيب انتقال ما تحمله من مواد إغاثية إلى أهلنا في غزّة”.

 

يتحدث سليمان عن تفاصيل الرحلة لوجستياً ومسيراً فيقول “ستنطلق من ميناء مدينة طرابلس في لبنان الى ميناء العريش في مصر ستكون محملة بحوالى 2000 لـ 2500  بطن من المساعدات التي ذكرناها منها الحبوب والملابس والخيم والطحين والسكر والملح هذا إضافة لما يتوفر من مساعدات أخرى”.

ويكشف: “حصل تنسيق مع الخارجية اللبنانية والمصرية التي أبلغتنا موافقتها وأوعزت إلى الهلال الأحمر المصري للتنسيق معنا بهذا الخصوص ونحن ننسق مع لجنة صديقة في رفح وفي غزة من أجل استلام هذه المساعدات. إضافة إلى ذلك يتم التنسيق مع الصليب الاحمر اللبناني والدولي والهلال الحمر المصري من أجل وصول هذه السفينة”.

 

 

خسائر العدو ستجبره على وقف إطلاق النار

 

البيان الخاص بالمسيرة قال “إن في الحملة التي بادرت إلى إطلاقها  اللجنة الدولية لإسناد غزة و “مؤسسة عامل الدولية” و”لجنة المبادرة الوطنية لكسر الحصار على غزّة في لبنان”، جاءت تأكيداً لعمق العلاقة التي تربط الشعب في لبنان مع أهلنا في غزّة وعموم فلسطين، وهو الذي يعبّر عن نفسه، ليس فقط بجمع التبرعات المادية والعينية التي تملأ كل المناطق اللبنانية، بل أيضاً بالمقاومة الباسلة التي تستخدم أيضاً سلاحاً متطوراً في وجه العدوان، ما يعجّل في إجبار العدو على وقف إطلاق النار في مفاوضات يحاول العدو المماطلة فيها، لكن خسائره في الميدان ستجبره في النهاية على الموافقة على شروط حركة حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية”.

 

 

دعوة للتفاعل مع الحملة

 

وناشد المجتمعون الذين يمثلون مؤسسات وجمعيات وهيئات عاملة في الحقل الإنساني والاجتماعي، الراغبين بمساعدة أهل غزّة في مواجهة الحصار، لاسيّما الشخصيات والأحزاب والنقابات وهيئات المجتمع المدني وطلاب الجامعات والثانويات ووسائل الإعلام، “التفاعل مع حملة إسناد غزّة والقيام بأبسط واجب تجاه شعبنا المقاوم في غزّة وعموم فلسطين”، مؤكدين أن “هذه الحملات الإغاثية التي تملأ العديد من أقطار الوطن العربي هي تعبير عن وحدة الأمّة العربية والإسلامية مع أهلنا المنكوبين في غزّة والذين يعبرون في مقاومتهم وصمودهم عما يرفع رأس كل عربي وكل مسلم وكل حر في العالم عالياً”.

 

 

الزكاة من أجل حمولة السفينة

 

ويؤكد سليمان  أن “هناك اتصالات دائمة بين هذه الجمعيات التي تعد بالعشرات وفعلاً قد بدأنا نتلقى المساعدات المادية والعينية وتبنت دار الفتوى في لبنان هذا العمل المبارك، وأوعزت إلى خطباء الجمعة أن ما يحصل من زكاة هو من أجل سفينة المطران هيلاريون كبوجي”..

 

أما حول الشخصيات التي ترافق هذه السفينة، فيوضح ” أننا في الحقيقة حتى الآن لم نصل إلى تحديد نوعية الشخصيات التي ستكون على متنها،  فمنهم من سيذهب بالطائرة الى العريش لاستقبال السفينة”.

 

أ.ش

المصدر: الميادين