ظاهرة مهمة ومؤثرة للغاية في مستقبل أطفالنا

دور الأدب في خلق هوية الابناء

يعد استخدام الأدب الفعّال نوعاً من الأساليب التجريبية التي تكون أحياناً أكثر فعالية من الأساليب العقلانية؛ لأن الأساليب والحجج العقلانية عادة ما تكون أكثر صعوبة في الفهم من الأساليب التجريبية

2022-12-30

الوفاق/ خاص

سهامه مجلسي

 

يمكن للأدب أن يكون ذا قيمة ومهماً في طريق إيجاد الهوية لدى ابنائنا بطريقتين؛ أولاً، من خلال استخدام الجوانب التعليمية الرسمية، والتعليم غير الرسمي.

التعليم، بكل ما فيه من صعوبات، فهو ظاهرة مهمة ومؤثرة للغاية وحيوية في مستقبل أطفالنا، وبطريقة ما، تربية الأبناء بشكل صحيح وبمبادئ هو عين الاستثمار في مستقبلهم. من ناحية أخرى، فإن تقدم الأبناء يجلب الفخر والشرف للمعلم وأولياء الأمور.

لطالما كانت تربية الطفل من أكبر اهتمامات معظم الآباء. يحب بعض الآباء تعويض أطفالهم عما لم يحصلوا عليه في طفولتهم. في بعض الأحيان يكون هذا القلق لدرجة أنه يصبح وسواساً ويلجأ الاب الى طرق صارمة لتربية أطفاله، أو يكون مهملا تماماً ويترك الطفل وحده. لا توجد طريقة صحيحة في هاتين الطريقتين لتربية الأبناء ولا تتطابق مع المعايير الدولية لتربية الأبناء. تذكر أن تربية الأطفال مهمة صعبة وتتطلب الصبر وقضاء الكثير من الوقت معهم.

إرسال الأنبياء، ووحي الكتب السماوية، وتشريع الواجبات والأوامر في الأديان السماوية، كل ذلك في سبيل تربية الإنسان وتوجيهه إلى صراط العبادة المستقيم، وتحقيق غاية الخلق الأسمى، أي معرفة الله تعالى، وخلق فضائل الإنسان، كما أن العديد من الآيات والروايات تؤكد هذه الحقيقة، وأساساً فلسفة تشكيل حكومة دينية وتنصيب مسؤولين صالحين على رأس الشؤون، وتشريع الواجبات والأوامر مثل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدين كله في التربية والتعليم. يرجع الإنسان إلى التدريب الإلهي وإنجازه إلى ذروة المعرفة والعبادة.

بحث الأبناء عن هويتهم

==========

إذا تم النظر بعناية في جوانب المراهقة المختلفة، فسوف ندرك أنه إذا تم تشكيل شخصية أي من شبابنا بشكل صحيح ومناسب خلال هذه الفترة، سيكون شاباً يتمتع بالقوة والقدرة على اتخاذ القرارات وشخصية مستقلة في جميع مراحل الحياة، مبدعاً ومجتهداً.

قلة المعرفة أو الافتقار إلى المعرفة الكاملة والصحيحة بالتغيرات الجسمية، لدى كل من الفتيات والفتيان، يؤدي إلى إرباك الشباب وخوفهم، وسيكون لهذه المشكلة عواقب سلبية وضارة. في مرحلة المراهقة، يبحث الشخص عن هويته. على الرغم من أن أزمة الهوية هذه لا تحدث فقط في مرحلة المراهقة وقد تحدث أيضاً في مرحلة البلوغ، فإن أهمية البحث عن الهوية في هذا العمر تكمن في أن نتائج تكوين الشخصية والبحث عن الهوية تظهر بشكل مباشر في الأعمار الأكبر. وبعبارة أخرى، العثور على الهوية في سن المراهقة يحدد سياسة الحياة. إن الافتقار إلى الفهم الصحيح للهوية سيكون له آثار مدمرة على المجالات الفردية وآثار اجتماعية وشخصية معاكسة، وسيؤدي إلى عيوب وأوجه قصور في الهوية الشخصية والاجتماعية وسيؤدي في النهاية إلى “أزمة الهوية”.

إن القول بأن الشخص يشعر بأنه فريد من نوعه عن الآخرين منذ بداية الطفولة ويبحث باستمرار عن هوية شخصيته كوجود مستقل عن الآخرين هو سؤال اختبره جميع البشر.

الهوية هي خاصية مهمة للغاية تميز الشخص عن الآخرين. لذلك، اهتم الخبراء في مجال الأنثروبولوجيا وعلم النفس والفن والأدب بها بطرق مختلفة حتى يتمكن الشخص من تعريف نفسه للآخرين. أهمية إيجاد نماذج قيمة من خلال الأدب والفن هي نقطة تساعد الأطفال في تكوين الهوية.

يجد الأطفال أنماطاً قيمة وعاطفية من خلال القراءة أو الاستماع إلى قصة أو قصيدة أو مشاهدة رسم. يمكن أن يكشف السرد الأدبي أو الفن عن مشاعر الطفل على شكل صورة نمطية، بمساعدة صفته الداخلية أو خصائصه، وذلك بمساعدة تماهيه مع بطل القصة بالصورة التي يراها، وبهذه الطريقة، يمكنه أن يفهم ماهية طبيعته الداخلية.

دور الأدب في اكتشاف الهوية

===========

كطريقة بحث، ينظر إلى هوية الأطفال من منظور مختلف ويعتبر وسيطاً جمالياً في طريقة ومحتوى التواصل مع الأطفال. وتعتبر هذه القضية أيضا القضية الرئيسية في مسألة تحديد هوية الأطفال؛ حيث أن سجلهم التاريخي قد تم تجربته واختباره مرات عديدة قبل علوم مثل علم النفس في تحسين شخصية وهوية البشر، أطفالا وكبارا، رجالا ونساء.

من الأساليب الفعالة في التعليم سرد القصص والتعبير عن القيم التربوية من خلال القصص واستخدام الأدب. لأن استخدام الأدب من العوامل المهمة في تكوين شخصية الطالب. يعد استخدام الأدب الفعال نوعاً من الأساليب التجريبية التي تكون أحياناً أكثر فعالية من الأساليب العقلانية؛ لأن الأساليب والحجج العقلانية عادة ما تكون أكثر صعوبة في الفهم من الأساليب التجريبية. المحتوى التربوي للكتب وجانبها الأدبي، إذا تم تعديله بناءً على التفكير والتخطيط وبعناية في العملية التعليمية، فيمكنه بشكل لا إرادي إعداد الأساس لتصرفات الشخص المتعلم.

يجب على المعلمين التعليم أيضاً الاستفادة من هذه الطريقة والاهتمام بحقيقة أنه إذا كان المحتوى الأدبي للكتب متوافقاً مع مشاعر وعواطف الأطفال، فسيكون له تأثيره الطبيعي على الأطفال.

يسمح الأدب والموضوعات ذات الصلة للأطفال بالقراءة والتفكير والمشاركة بنشاط وفعالية في النص، وبالتالي اكتشاف جوانب جديدة وغير متوقعة للغة. يمكن للرواية الجيدة أو القصة القصيرة أن تأخذ الأطفال إلى عالم جديد وتساعدهم على تجربة بيئة جديدة. يمكن للمسرحية أو القصيدة أن تثير مشاعر قوية لدى الأطفال. يمكن أن يغطي العمل الأدبي مجموعة واسعة من المعاني ويساعد الأطفال على فهم هذه المفاهيم. بهذه الطريقة، يمكن رفع مستوى فهم الأطفال ووعيهم واستدلالهم من خلال تفاعلهم مع الغموض والاستعارات الأدبية المختلفة، وتحسين خيالهم، ومساعدتهم على زيادة وعيهم بمشاعرهم. إذا طُلب منهم التعبير عن رأيهم في العمل الأدبي بشكل مستقل، فإن ثقتهم بأنفسهم في التعبير عن مشاعرهم وصورهم العقلية ستزداد وبالتالي سيتوسع إبداعهم الأدبي.

دور الفن والأدب في خلق الهوية

=======

يلعب تأثير الكتب والأدب في القصص دوراً كبيراً في تربية الأطفال، وكذلك العادات والمعتقدات والوضع الاجتماعي والوضع التاريخي والجغرافي في نفس الوقت، من أجل اختيار الأدب الجيد والمناسب، ينبغي النظر في بعض النقاط، ومنها:

1- يجب أن تكون الأدبيات التي يتم اختيارها في مجال التعليم جذابة لخلق الحماس والترقب وألا تكون مملة من الجانب الآخر.

2- الغرض من محتوى الكتب والأدب المستخدم فيها هو التأثير غير المباشر وغير الواعي؛ لذلك، يجب ألا يكون أدب كتب الأطفال ومحتواها معقداً وصعب التصميم.

3-  يجب أن يرى الجمهور أنفسهم في القصص، لذلك يجب أن تكون الكلمات والخواص الأدبية متوافقة مع أعمارهم ويجب أن تكون اللغة سهلة الفهم بالنسبة لهم.

  1. 4. على الرغم من المرغوب فيه أن تكون القصص خيالية، إلا أن القصص والأدب المستخدم في الكتب يجب أن يكون بعيداً عن الخرافات.
  2. 5. والأهم من ذلك أن الكاتب يجب أن يحاول جعل القصة والأدب المختار مفهومة بالنسبة للشخص المتعلم والتعبير عنها وفقاً لنموه وفهمه.

اذن يمكن للأدب أن يكون ذا قيمة ومهمة في طريق إيجاد الهوية لدى أطفالنا بطريقتين؛ أولاً، من خلال استخدام الجوانب التعليمية الرسمية، ومن ناحية أخرى، التعليم غير الرسمي.

الأدب يوضع بجانب الفن ومستقل عنه، لأن وسيلة تعبيره هي اللغة والكلمات. في الواقع، تستند جميع أنواع الفن، بغض النظر عن وسائل التعبير الخاصة بها، إلى التعبير الجمالي. يغير الفن أحياناً شكله الجمالي، ويمكن إجراء هذا التغيير بإعادة بناء اللغة والفهم والتلقي، وبعض النتائج التي يتم الحصول عليها في مسار التعليم لا يمكن تحقيقها إلا بقراءة الكتب والاستماع إلى القصص والقصائد. يجب تعليم الأطفال قراءة الكتب وتعريفهم بسحر الكلمات القصص، ويجب منحهم موهبة تذوق متعة الأدب، وبالتالي إعدادهم لدخول عالم الكبار بشكل أقوى وأكثر ثقة.