الوفاق تلتقي قادة حركتي حماس والجهاد الاسلامي:

التأكيد على وحدة ساحات المقاومة في مواجهة العدو الصهيوني

خاص الوفاق: زار كل من المتحدث وعضو المكتب السياسي في حركة حماس أسامة حمدان ورئيس الدائرة الإعلامية وعضو المكتب السياسي في حركة الجهاد الاسلامي علي أبوشاهين مؤسسة ايران الإعلامية والثقافية وصحيفة الوفاق، والتقوا بمديرعام المؤسسة حسن روزي طلب، وتعرفوا على نشاطات مؤسسة ايران وأشادوا بدورها في دعم الشعب الفلسطيني في المجال الإعلامي.

2024-02-21

الوفاق/خاص/مختار حداد

 

وخلال هذه الزيارة، التقت صحيفة الوفاق مع كل من الأستاذ أسامة حمدان والأستاذ علي أبو شاهين، حيث سألتهم عن آخر التطورات حول العدوان الصهيوني على قطاع غزة، وفيما يلي نص الحوار:

 

المتحدث وعضو المكتب السياسي في حركة حماس أسامه حمدان

 

س- رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يزور القاهرة، كما أن بعد اجتماع باريس كان حديث عن اتفاق والمقاومه ردت، إلى الآن الى أين وصل ملف الاتفاق؟

 

ج- لا يمكن الوثوق في العدو باي حال من الاحوال ولا يمكن الاطمئنان للعدو بعد ورقة باريس.

 

الحركة قدمت ردا على الورقة والكيان الصهيوني الذي كان مشاركا في كتابة الورقة كان رده تراجعا عن الورقة نفسها ما يعني ان هذا العدو ما زالت طبيعته كما هي يتراجع عن العهود والمواثيق وسمته الاساسية هي الغدر.

 

نحن اكدنا عندما جاء الموقف الاسرائيلي ان موقفنا ثابت هو اننا متمسكون في كل ما قدمناه ردا على ورقة باريس الذي يتلخص في وقف العدوان بشكل كامل وشامل على قطاع غزة ورفع الحصار عن غزة والبدء بعملية اعادة الاعمار وادخال الإغاثة بدون قيد او شرط للشعب الفلسطيني وعندما نتحدث عن وقف العدوان فاننا نتحدث عن وقف العمليات العسكرية ووقف تحليق الطائرات وانسحاب جميع القوات الصهيونية من اراضي قطاع غزة.

 

بكل الاحوال تلقينا اتصالات من خلال الوسطاء ولكنها لم تفضي حتى الان الى النتيجة التي نريدها.

 

وتلقى الاخ اسماعيل هنية دعوة زيارة الى القاهرة ووصل الثلاثاء الى القاهرة وستكون له لقاءات مع الجانب المصري وستتضح الصورة فيما هو مطلوب ومعروض.

 

ولكن انا اؤكد ان مواقفنا في هذا الموضوع واضحة وثابتة وهي مواقف تتعلق في المقاومة بمجملها لان الرد الذي قدم هو كان رد بناء بالتشاور مع الاخوة في حركة الجهاد وفصائل المقاومة وهذا الرد هو موقف وطني فلسطيني للمقاومة وليس موقف لفصيل بعينه.

 

س- اذا أردتم أن تقيمون اليوم الوضع الميداني في غزة كيف تقيمونه وخاصة أن العدو تحدث أنه سيدمر المقاومة وسيقضي عليها ونحن وصلنا للشهر الخامس وفشل العدو في تحقيق أهدافه؟

 

ج- أود أن أشير الى ان العدو اعلن يوم الثلاثاء عن عملية في منطقة الزيتونة،ومبرر هذه العمليه انها لتدمير بنية حماس رغم انه قبل شهر انسحب من المنطقة وقال انه نفذ المهمة بشكل كامل.

 

ما أود قوله بكل وضوح هو انك عندما تخوض معركة لديك تقديرات تتعلق بحجم التضحيات المتوقعة في مسار هذه المعركة وما حصل من تضحيات حتى اللحظة هو اقل من المتوقع في معركة بهذا الحجم وهذا المستوى،وما زالت كفاءة المقاومه في الميدان بفضل الله تعالى مرضية لنا ويحددها عاملان اساسيان:الاول هو استمرار قدرة القيادة على السيطرة والتحكم وادارة العمليات بشكل دائم.

 

والمسالة الثانية هي نجاح المقاومة في الاشتباك اليومي مع العدو وايقاع الخسائر في صفوفه،ونرى خلال يوم الثلاثاء فقط ان 47 من جيش الاحتلال قتلوا او اصيبوا وهذا كان خلال 24 ساعه باعتراف العدو الرسمي وليست ارقام المقاومة وانما رقم هذا العدو.

 

وبالتالي، الميدان لا يزال جيدا بفضل الله تعالى ورغم كل الضغط الذي يعانيه الشعب الفلسطيني والمعاناة الانسانية لكن المقاومة تقوم بواجبها ولا زال الشعب يحتضن هذه المقاومة بفضل الله سبحانه وتعالى.

 

س- كيف تنظرون إلى أهمية دور الجبهات المسانده مثل اليمن وما يقوم به الأخوة اليمنيين، وكذلك في لبنان والعراق، والأمريكان كشركاء أساسيين في الحرب مع الصهاينه كذلك يقومون بعدوان على اليمن والعراق؟

 

ج- لعله اذا أردنا ان نتحدث عن الاهمية فان الحديث سيطول ولكن ساحاول ان التقط ثلاث عناوين في اهمية هذا الجهد وهذا العمل وهذا الاسناد وهو جهد عظيم.

 

عندما نتحدث عن لبنان مثلا فاننا نتحدث عن معركة يومياً وعن اكثر من 200 شهيد من شباب المقاومة وجمهور المقاومة ومن ابناء المناطق الجنوبية التي لا يزال اهلها صامدون في هذه المواجهه.

 

وعندما نتحدث عن اليمن فاننا نتحدث عن اشتباك يومي وعدوان أمريكي-بريطاني وهذا ليس امراً سهلاً والكل يعرف ما معنى ان تعتدي الولايات المتحده على اليمن وراينا ما جرى في العراق من استهداف لقاده المقاومة العراقية ولو لم يكن هذا التدخل وهذا الجهد مؤثرا على الموقف الصهيوني والامريكي لما كانت رده فعل الامريكي بهذه الطريقة. ما الذي نقرأه في ذلك؟

 

أولاً: لا شك ان هذا التدخل يؤكد ان القضية الفلسطينية هي قضية الأمة المركزية وان كل محاولات القول بانها قضية لا تخص الامة وما يجري في المقاومه يسقط كل هذا الكلام ويؤكد ان هذه القضية هي قضية الامة وان هذه الامة لديها عدو واحد وهو الكيان الصهيوني ومن يدعمه، وان كل ما قيل عن عداوات داخلية هي اوهام ولا واقع لها.

 

المسأله الثانية أن قوى المقاومه تتواصل فيما بينها على مدى عقود ولديها علاقات عميقة واليوم تعمل في الميدان بشكل منسق ومتكامل،وهذا بكل تاكيد نقلة نوعية في اداء قوى المقاومة في اطار تحالفها كمحور للمقاومة.

 

المساله الثالثة هي ان فعل هذه المقاومة يرسم صورة جديدة في منطقتنا التي تريد امريكا ان ترسمها كما تشاء،وهناك من يقف ويقول لا وهو قادر ان يقف بشكل مؤثر في اتجاهات ايجابية وفي تغييرات للمنطقه لصالح ابناء المنطقة ولصالح الامة بشكل عام.

 

س- أكد الإمام الخامنئي في كلماته منذ بداية الحرب على أنه يجب قطع الشرايين الحيوية للكيان الصهيوني وسماحته يقصد العلاقات الاقتصادية وخاصة من قبل بعض الدول الاسلامية فاذا كان هذا قد حدث وقطعت هذه الشرايين الحيوية، هل كنا نرى اليوم هذا الإجرام في غزة من قبل العدو الصهيوني؟

 

ج- اذا حصل هذا انا اعتقد انه لن يكون للكيان الصهيوني وجود، وهي المعادلة ان هذا الكيان اضعف مما يظن الكثيرون وهو اوهن من بيت العنكبوت وانما قوته ظاهرة بسبب ضعف الامة وادائها.

 

طوفان الاقصى قالت ان الاراده هي الاساس،غزة تحت الحصار منذ 17 عاما والاحتلال قائم على ارض فلسطين منذ 75 عام،لكن اراده المقاومه توفرت وبالدعم الذي قدم من الجمهورية الاسلامية الايرانية وابناء المحور وابناء الامة نجحت المقاومه في ان تصنع ما صنعته في ارض فلسطين.

 

لو ان الامة تقطع علاقاتها فقط مع الكيان الصهيوني انا اعتقد انه لن يكون هناك وجود له في المنطقه ولن يستمر في المنطقه.

 

بكل الاحوال نحن ما زلنا نأمل ان تاتي هذه اللحظه التي تستجيب فيها الامه لهذا النداء،وانا اعتقد ان غياب الكيان الصهيوني وازالته من خارطة المنطقة سيخدم ليس فقط الفلسطينيين وانما سيخدم الامة والمنطقة بشكل كامل باذن الله تعالى،ونحن واثقون ان هذا سيحصل وثقتنا تزداد بان هذا يقترب اكثر من اي وقت مضى والحمد لله.

 

 

*رئيس الدائرة الإعلامية وعضو المكتب السياسي في حركة الجهاد الاسلامي علي أبوشاهين

 

س- نتذكر إن إحدى معارك المقاومة تمّ تسميتها بعملية وحدة الساحات، فكيف تقيمون هذه الوحدة التي نشهدها عملياً بين جميع قوى المقاومة؟

 

ج- كمصطلح هناك وحدة الساحات ووحدة الجبهات،اذا كنا نريد ان نتحدث بدقة هي أن وحده الساحات تتعلق بالداخل الفلسطيني وساحات الواقع الفلسطيني وعندما اطلقنا نحن هذه التسمية كنا نقصد بها ساحات التواجد الفلسطيني ما بين الضفة وغزة وخاصة انت تعرف ان عملية سيف القدس عندما حصلت كانت دفاعا عن الاقصى ومنع الاعتداءات على الاقصى ومنع الاستفراد باهلنا في الضفة وخاصة في جنين وطولكرم وفي مخيمات الضفة الذين يتعرضون لانتهاكات يومية وحرب التهويد التي تشن على شعبنا الفلسطيني،وبالتالي كانت غزة دوماً سنداً وهذا ما جعلنا نربط الموضوع بمصطلح وحدة الساحات، وحتى من خارج فلسطين اليوم اللاجئين الفلسطينيين عاد لهم دورهم النضالي المفقود بعد عام 1982 عندما كان هناك مخطط لتحويل قضيتهم من قضية سياسية الى قضية انسانية فقط.

 

رجع اللاجئ الفلسطيني واصبح فاعلا وجزء من المعادلة ايضا وهذا المقصود بوحدة الساحات.

 

وفيما يتعلق بوحدة الجبهات،فالمقصود هو جميع قوى المقاومة التي بوصلتها القدس وهي تمد سهما نحو القدس وتتوحد حول القدس.

 

فهذه ايضا تجسدت بعد معركة طوفان الاقصى وازداد التنسيق عمليا وبشكل افضل من السابق وهذا تجسد بمشاركة الجبهات في هذه المعركة،اليوم من جنوب لبنان ومن اليمن وسوريا والعراق يشكل تلاحم ووحدة ليس فقط على مستوى الرؤيه العامة ومركزية قضيه فلسطين ولكن على مستوى الاسناد الفعلي في الميدان.

 

س- نرى إستمرار من نتنياهو على استمرار الحرب وتوجد هناك رؤيه على أن نهايه الحرب هي نهاية مصير رئيس وزرء كيان العدو السياسي وكنا نرى قبل الحرب مظاهرات يوميه والآن قد عادت هذه المظاهرات التي كانت تقام يوم السبت الى جانب مظاهرات عوائل الأسرى الصهاينه، فكيف تنظرون إلى أن نهاية هذه الحرب بأنه ستعجل من زوال كيان الاحتلال؟

 

ج- هذا الموضوع يتألف من شقين في نظري وحتى لا نحوله الى قضيه شخصيه كأن تكون المشكلة في نتنياهو شخصيا.

 

نتنياهو لديه مشاكل مع حكومته وداخل المجتمع الاسرائيلي وربما هو يريد لمصلحة شخصية ان يطيل من امد العدوان،لكن اطاله امد العدوان من قبل اسرائيل الان هي مساله تتعلق بمؤسساتها وخاصة الامنية والعسكرية التي شعرت بان هيبتها قد كسرت في عملية طوفان الاقصى.

 

وهذا الامر له علاقة بقلق وجودي يعبر عنه نتنياهو ويعبر عن حالة داخل جمهور الكيان بشكل عام والاحزاب الصهيونية بكل توجهاتها الدينية والعلمانية،و هناك اجماع شبه تام داخل الكيان بضروره استمرار العدوان وعدم القبول بوقف اطلاق النار لان هناك قلق وجودي هم يستشعرون خطر ما حصل وبالتالي أيضاً هذا رأي غربي-امريكي وتحديدا الادارة الامريكية هي جزء من صناعة هذا القرار.

 

فيما يتعلق باطالة امد العدوان ليس الموضوع بقرار فرد ونتنياهو فقط وان ان كان نتنياهو يعتبر من باب النسبة والتناسب الاكثر تطرفا ولكن القرار ليس بيده وحده وهذا لابد من التصويب فيه.

 

والمسألة الثانية حتى لو اطالوا امد الحرب،فهذا لن يغير شيء وسيضطر هذا العدو لان يوقف الحرب ويخضع لمطالب المقاومة لان هناك عوامل اساسية هي التي تؤثر على هذا الموضوع وحجم الخسائر التي سيتكبدها هذا العدو وعدم قدره المجتمع على التحمل،فهناك تكاليف اقتصادية وتكاليف سياسية وهناك تكلفة امنية على الكيان الصهيوني،وهناك ايضا انعكاس على مستوى توسعة الصراع في المنطقة وهذا الموضوع الذي سيؤثر على الادارة الامريكية وخاصة الضغط الموجود في المنطقة.

 

وكذلك على العدو الصهيوني والذي سيزيد من شرخ الانقسام،فالان لا يزال حجم هذه الضغوط والخلافات التي اشرت لها لا يؤثر على هذا القرار باتجاه وقف اطلاق النار ولكنه ذاهب باتجاه توسع الانقسام وأزمة العدو الداخلية وهذا يصنعه الميدان،المقاتل الفلسطيني وصمود الشعب الفلسطيني هو الذي سيؤثر على هذه المعادلة ويفرض على العدو ان يوقف عدوانه وان يلتزم بوقف اطلاق النار.

 

س- توجد في الولايات المتحده إدارة ديمقراطية كانت تطرح إدعاءات بشأن حقوق الشعب الفلسطيني وما شابه ذلك من مزاعم؛ لكننا الآن نرى أنها كشفت عن حقيقتها كالسابق، يعني نرى أن هناك جهود جنوب أفريقية في لاهاي وجهود للجزائر في مجلس الأمن وخروج الملايين في دول العالم دعماً لغزة؛ لكن نرى هذا السلوك الأمريكي الذي أصبح شريكاً في العدوان الصهيوني، أنتم كيف تنظرون إلى هذا السلوك الأمريكي كشعب فلسطيني و مقاومة؟

 

ج- كانوا يقولون داعم وشريك ونحن نزيد عليها ونقول ان الامريكي مدير وهو الذي يدير الحرب وليس فقط شريك وهو الذي يدير ايقاعها ويحاول ضبطها وهذا ما يفسر الخلاف التكتيكي الذي يظهر بين فتره واخرى مع قادة الكيان الصهيوني عندما يكون هناك عدم انسجام في بعض التفاصيل.

 

لان الادارة الامريكية تريد ان تدير هذه المعركة باقل تكلفة واقل الخسائر حتى على مستوى الصورة العامة للادارة الامريكية.

 

الصورة العامة التي رسمتها امريكا لنفسها وخاصة على مدى العقود الثلاث الاخيرة بان امريكا هي راس المركز في الحضارة الغربية وهي تشكل اليوم القوة الاساسية المهيمنة في العالم،وبالتالي هي تتزين بموضوع ما يسمى حقوق الانسان ولديهم موضوع القانون الدولي والمؤسسات الدولية، وهي نافذة فيها وهي التي تضع دوما حق الفيتو فيها،وكذلك المؤسسات المالية مثل صندوق النقد الدولي الذي ترهن ارادة الشعوب لها وارادة الحكومات.

 

بالتالي الادارة الامريكية هي التي تدير هذه الحرب وهي معنية بان تكون باقل الخسائر وبالتالي هي تضطر احيانا لان تخرج بخطاب مزدوج من اجل ان تحاول اظهار حرصها في الموضوع الانساني على انها لا تتحمل مسؤولية هذه المجازر الضخمة والكبيرة والوحشية بحق المدنيين،وفي الوقت نفسه قد وضعت حق الفيتو لاكثر من مرة في مجلس الامن،وسلاح الفيتو بيد الادارة الامريكيه وهي التي تحول حتى الان دون الوصول الى قرار في مجلس الامن يلزم هذا العدو بوقف اطلاق النار.

 

الادارة الامريكيه متورطة في هذا العدوان وهي لا تزال تحول دون التوصل الى وقف لاطلاق النار وتقدم الدعم المفتوح ولا محدود للاسرائيلي على المستوى الاستخباراتي والامني والمالي وفي كل المستويات. ونحن نرى ان رأس المشكله هو في الادارة الامريكية وان العدو الاسرائيلي يعبر عن صورة امريكا في المنطقة.

 

د.ح