“إرادة.. عمل.. تغيير” مؤتمر المعارضة البحرينية في الخارج

خاص الوفاق: نظّمت المعارضة البحرانية مؤتمرها السنوي الثاني تحت شعار "إرادة.. عمل.. تغيير". تناول المؤتمر ملفات تتعلّق بالواقع السّياسي المعارض في البحرين وقضايا أخرى تتصل بمقاومة التّطبيع مع العدو الصّهيونيّ وملف السّجناء السّياسيين.

2024-02-27

أمل شبيب

 

عُقد المؤتمر في المملكة المتّحدة على مدى يومي السّبت والأحد ٢٤ و٢٥ فبراير الجاري، وهو المؤتمر الثّاني الذي تعقده المعارضة البحرانيّة في الخارج بالتّزامن مع الذّكرى الثالثة عشرة لانطلاق ثورة البحرين في ١٤ فبراير من العام ٢٠١١م، وذكرى الاحتلال السعودي الإماراتي للبحرين.

 

شارك في المؤتمر نخبةٌ من المعارضين والنّشطاء والأكاديميين والكتّاب والإعلاميين البحرانيين من عواصم أوربية وغربية عديدة من بينها كندا، الولايات المتحدة، ألمانيا، هولند، بلجيكا وغيرها من الدول الغربية والعربية والإسلامية.

وشملت فعاليات المؤتمر جلسات من الحوار التي أقرّت مشاريع عمل في ملفات حول العمل الإعلاميّ والأجندة الوطنيّة وملف السجناء السياسيين ومناهضة التطبيع مع الكيان الصهيوني، كما ناقش المؤتمر ملف القضيّة السّياسيّة في البحرين، والتحديات التي تواجهها على المستوى الدّاخلي والخارجي، في حين تركزت الورشة الأخيرة من المؤتمر حول سُبل تعزيز التّنسيق بين قوى المعارضة وخلق جبهة معارضة فاعلة ولاسيما على صعيد النهوض السّياسيّ في داخل البلاد وخارجها.

 

وفي خطوة بارزة، عقد المؤتمر جلسة نقاش خاصّة حول التّحديّات التي تواجهها قوى المعارضة في ملفّ التّنسيق والتّحالف، والبَحث في الوَسائل والآليّات المناسبة لتقريبِ وجهات النّظر بين القوى المعارضة، وتعزيز الأرضيّة الملائمة لخلق جبهةِ معارضةٍ فاعلة لاسيّما في ظلّ الشّعور العام لدى أبناء الشّعب بضرورةِ النّهوض السّياسيّ القوي من خلال التّحالف والعمل المشترك.

 

كما أعرب المؤتمر عن تقديره واحترامه لشعب البحرين وتضحياته، مؤكداً على الحاجة الملحة للتضامن مع الشعب ودعمه في مسيرته نحو الحرية والعدالة. ودعا إلى الإفراج الفوري عن جميع سجناء الرأي دون قيد أو شرط، مشدداً على ضرورة استعادة حرياتهم وحقوقهم المشروعة.

 

وتخليداً لذكرى 14 فبراير، أكد المؤتمر على ضرورة تحقيق الحقوق السياسية والدستورية الكاملة التي يطمح إليها الشعب البحراني، مؤكداً على أن ثورة 14 فبراير هي رمز لهذه المطالب.

 

كما أبرز البيان الختامي للمؤتمر الثاني، رفض القوى المعارضة القاطع لكل أشكال الهيمنة والاحتلال، ولاسيما مع اقتراب ذكرى دخول الاجتياح السعودي للبحرين، مؤكدين على موقفهم الثابت في دعم الشعب الفلسطيني في مواجهة العدوان الصهيوني ورفض كل أشكال التطبيع. كما ندد المؤتمر بانظمام ال خليفة للتحالف العدواني على اليمن.

 

وفي ختام المؤتمر عُقد مؤتمر صحافي تحدّثت فيه قيادات وشخصيات بارزة من المعارضة، حيث أكّد القيادي المعارض الدّكتور سعيد الشّهابي على أهميّة الاستمرار في عقد هذا المؤتمر السّنوي، والعمل على تحقيق مطالب شعب البحرين في الحريّة والسّيادة، مؤكداً أيضاً على وجود توافق بين قوى المعارضة، ومشيراً إلى ضرورة التعاطي مع ملف المعتقليين السياسيين لا سيما الرموز القادة، بحرص وخصوصاً مع من يهمهم أمر الديمقراطية وحقوق الإنسان للضغط على الحكومة الخليفية. وأضاف، “المؤتمر كان فرصة للقاء الأحبة حيث أنهم توصلوا إلى أرضية مشتركة حول العمل في المستقبل في قضية البحرين عموماً على مستوى الحراك الشعبي والتضامن الدولي”.

 

كما دعا القيادي الدّكتور جواد عبد الوهاب إلى مواجهة كلّ التحدّيات التي تواجه المعارضة بما في ذلك الضّغوط التي تتعرّض لها بسبب تمسّكها بالحلول الجذريّة وعدم التّنازل عن الوصول إلى كامل الحقّ السّياسيّ لشعب البحرين. وأشار الدكتور عبدالوهاب، إلى أن “هذا المؤتمر وغيره من الفعاليات يثبت أن الحراك ( ثورة 14 فبراير) لا يزال مستمراً وأن الشعب البحراني لا يزال مصراً على الوصول إلى أهدافه ومطالبه السياسية العادلة والمشروعة”. وتابع، “لقد توافد العديد من المعارضيين البحرانيين من أوروبا وأمريكا وكندا ليثبتوا مجدداً أن الاستمرار في الثورة والتعاون والوصول إلى أهداف مشتركة يمكن وهو قادم”.

 

ومن جهته، قال الدكتور علي الفرج، “أن المؤتمر يؤكد على المواقف المهمة لشعب البحرين وأنه يوجد عمل وفعاليات مشتركة وتعزيز الوحدة الوطنية ورفض كل أنواع الفتن التي يثيرها النظام الخليفي ضد شعب البحرين ويؤكد على وحدة الصف ووحدة المطالب وعلى موقف الشعب تجاه قضايا الأمة”.

 

وفي السياق، صرح المعارض السياسي علي الفايز، أنه “إذا كان النظام الحاكم يرى أن هناك فرصة للإجهاز على المعارضة وعلى المطالب السياسية، فشعب البحرين يراها فرصة للتغيير الجذري والشامل والكبير، وخصوصاً بين محور ينتمي للعروبة والإسلام ومحور ينتمي للصهاينة والكفر”.

 

كما شدد الأستاذ جعفر الحسابي، أن “هذا المؤتمر أكد على دعم الحراك في الداخل والتحسب لما يجري في الإقليم ودعم محور المقاومة الذي يحاول جاهداً لتغيير المنطقة للأفضل وارتهان النطام الخليفي للصهاينه لن يبقهم للأبد”. وكذلك الدكتور إبراهيم العرادي، وجه رسالة أكد فيها أنه “طالما هناك ظلم في البلد هناك جهد موجود وسيتواصل هذا الجهد”.

 

وفي كلمة له، أكد الكاتب عباس المرشد، “أن المؤتمر هو الطوفان الذي بدأ منذ 13 عام، وسوف يستمر إلى أن ينجز مهامه ولن يستطيع النظام الخليفي بكل الدعم الصهيوني أن يقف بوجه هذا الطوفان”.

 

وأصدر مؤتمر العارضة بيانا ختاميّا وجّه التحية إلى شعب البحرين في ذكرى ثورته، مؤكّدا الثّبات على المطالب السّياسيّة التي عبّرت عنها ثورة ١٤ فبراير، كما سجّل البيان رفضه لكلّ أشكال الهيمنة على البحرين بما في ذلك التحاق النّظام بالتحالفات العدوانيّة التي تستهدف قضايا وشعوب المنطقة لاسيما في فلسطين المحتلّة واليمن، في حين شدّد البيان على موقف شعب البحرين في مناهضة التّطبيع مع العدو الصّهيونيّ ودعم الصامدين في غزة، داعيا إلى الحفاظ على الوحدة الوطنيّة ونبذ كلّ محاولات إثارة الفتن بين أبناء الشعب في البحرين.

 

أ.ش

المصدر: الوفاق

الاخبار ذات الصلة