جنرالات الجيش يتوعّدون بالردّ على الهجمات المسلحة..

الأزمة الأمنية تُثخن جراح باكستان بعد أزمتها الإقتصادية

تعرض الجيش الباكستاني لانتقادات متزايدة لإنغماسه في الشؤون السياسية الداخلية للبلاد.

2022-12-30

كثفت “حركة طالبان باكستان” هجماتها الإرهابية منذ أن أعلنت الحركة إلغاء الهدنة مع الحكومة الباكستانية الشهر الماضي، هجمات دفعت القادة العسكريين الباكستانيين للتلويح بردّ قوي على موجات العنف والإرهاب المتصاعدة في البلاد. وعبر القادة العسكريون عن عزمهم على ذلك خلال اجتماعهم الشهري في المقر العام في روالبندي، الذي ترأسه رئيس أركان الجيش الجديد الجنرال عاصم منير، والذي أكد على ذلك قائلاً: «لقد قرر القادة محاربة الإرهابيين دون تمييز، والقضاء على هذا الخطر لتحقيق تطلعات الشعب الباكستاني».

وأشار بيان إعلامي صدر عقب الاجتماع إلى أن تركيز النقاش لا يزال منصباً إلى حد كبير على عدم السماح بعودة الإرهاب في البلاد.

*البلاد أمام تحديات كبيرة

وأكدت حوادث الإرهاب المتزايدة في مقاطعتي خيبر بختونخوا وبلوشستان، والأهم من ذلك محاولة التفجير الانتحاري الفاشلة في العاصمة إسلام آباد التي فقد فيها شرطي حياته، الجمعة الماضي، تنامي مشكلة العنف المسلح، مما زاد من تعقيد تحديات عدم الاستقرار السياسي والانهيار الاقتصادي.

في الأشهر القليلة الماضية، أعلنت حركة «طالبان باكستان» المحظورة مسؤوليتها عن أكثر من مائة هجوم. وفي حين أن التهديد الأكثر أهمية يأتي من «طالبان باكستان»، كثف المتمردون في بلوشستان هجماتهم. علاوة على ذلك، نجح متمردون في بناء علاقة قوية مع «طالبان باكستان»، مما زاد من تعقيد المشكلة. ويُنظر إلى هذه العلاقة على أنها أحد الأسباب التي جعلت الحركة قادرة على شن العديد من الهجمات في بلوشستان.

*إنتقادات للجيش

وقد تعرض الجيش الباكستاني لانتقادات متزايدة لانغماسه في الشؤون السياسية الداخلية للبلاد، ويبدو أن التصميم الذي عبر عنه القادة العسكريون يهدف إلى التأكيد على دور الجيش في تحقيق الاستقرار الداخلي في البلاد.

ومنذ أن بدأت الحرب ضد الإرهاب في عام 2001، كان الجيش الباكستاني هو الذي يشارك في عمليات مكافحة الارهاب في المناطق القبلية وكذلك في المراكز الحضرية في البلاد. ويعتقد عموماً أن رئيس أركان الجيش الجديد الجنرال عاصم منير يسعى إلى سحب الجيش بعيداً عن التدخل في الشؤون السياسية الداخلية للبلاد، ليكون أكثر التزاماً بدوره العسكري في مواجهة الإرهاب. وتطالب وسائل الإعلام الباكستانية بأن يلعب الجيش دوراً في كسر التحالف بين حركة «طالبان باكستان» والانفصاليين البلوش الذي تطور في الأشهر الأخيرة، والذي من المرجح أن يجلب المزيد من الضرر للحياة المدنية حال سُمح لها بالاستمرار.

*هجوم يستهدف الشرطة

في السياق، وبينما تتكثف محاولات إسلام آباد لمواجهة آفة الإرهاب، أصيب أربعة من رجال الشرطة الباكستانية بجروح متفاوتة جراء هجوم نفذته عناصر إرهابية يوم الجمعة، على مركز للشرطة في منطقة ديرة إسماعيل خان شمال غرب باكستان. وأوضح مسؤول في الشرطة الباكستانية أن عناصر مجهولة الهوية بدأت الهجوم بإطلاق قذائف صاروخية، أعقبه هجوم بالقنابل اليدوية والأسلحة الرشاشة، وحاولت اقتحام مركز الشرطة المستهدف، غير أن رجال الأمن تصدوا للهجوم وأجبروا المهاجمين على الفرار. وأضاف أن رجال الأمن ألحقوا خسائر في صفوف المهاجمين، وشنت عملية تمشيط مكثفة في المنطقة للبحث عنهم، ولم تعلن حتى الآن أي جهة المسؤولية.

وكان الجيش الباكستاني أعلن، الأحد، مقتل أحد جنوده وإرهابي قرب الحدود مع أفغانستان، عندما حاولت مجموعة من المسلحين التسلل إلى شمال غربي البلاد، مما أدى إلى تبادل لإطلاق النار.