تقرير عن

فوائد القراءة للطفل وتأثيرها على تحصيله العلمي

تعتبر القراءة من أهم المهارات الأساسية  التي يجب أن يتعلمها الطفل، وتعتبر خطوته الأولى نحو التعليم

2022-12-31

 

الوفاق

هناك تصورٌ شائع بأن الطفل لا يحتاج إلى الكتاب إلا بعد دخوله المدرسة وتعلمه القراءة فيها، وهذا الاعتقاد خاطئ إذ إن الطفل الذي يُترك بدون كتاب حتى انتسابه للمدرسة لن تكون هناك أُلفة بينه وبين الكتاب، ولن يكون بينهما الحب الكافي، خاصةً إذا ما كان الكتاب المدرسي غير جذاب؛ ولذا ستكون هناك صعوبات في علاقة هذا الطفل بالكتاب.

لذا تعتبر القراءة من أهم المهارات الأساسية  التي يجب أن يتعلمها الطفل، وتعتبر خطوته الأولى نحو التعليم، وهي ليست هدفاً في حد ذاتها، وإنمّا هي الوسيلة الأولى للتعلم والمعرفة والتفاعل الإيجابي، خاصةً إذا ما اعتمد الأهل صيغة دائمة للتفاعل الإيجابي مع الطفل عبر القراءة بالمناقشة والتحليل وتبادل الرأي والتعليق على ما يقرؤه الطفل.

هذا وتلعب البيئة الاجتماعية المحيطة بالطفل دوراً مهماً في تقبله واندفاعه نحو القراءة، فالطفل قبل سن المدرسة يكتسب خبرات متنوعة في علاقته بالكتب عبر البيئة المحيطة به؛ فالبيئة التي تشجع القراءة، وتحب وتقدر الكتاب، نجد أن الطفل المنتمي لها لديه دافع للاهتمام بالكتاب ومقبلاً على العلم والمعرفة.

يبدأ الطفل تعلم القراءة منذ الطفولة المبكرة، وتُسمى الاستعداد للقراءة، فيرتبط الطفل بكتابه بدايةً كأنه لعبة من ألعابه، يقلب فيه، ويحبه إلى أن تتوالى المراحل المختلفة في نموه وهو مرتبط بهذا الصديق –الكتاب– حتى يصل لسن المدرسة؛ فنجد لدى هذا الطفل العديد من الأفكار والكلمات والجمل والتعبيرات التي تساعده على النجاح في تعلم القراءة بمعناها المدرسي، ونجده قادراً على الفهم والاستيعاب لما يدرس له في كتابه المدرسي.

لذا من المهم أن يكون الكتاب جذاباً له، فالدافع الأول ليمسك الطفل بكتاب هو شكله الجذاب ومحتواه المقدم بشكل ممتع ومسلٍ، ثم يقرؤه فيرتبط به. ولكي تنشأ علاقة حب بين الكتاب والطفل لا بد أن تتوافر في الكتاب عناصر جذب خاصة تستثمر دوافع الطفل الطبيعية وأنشطته التي يحبها لنقرب الكتاب إليه وذلك بما يتلاءم مع مرحلته العمرية (كلعبة، ثم كقصة، ثم ككتاب)؛ مع الاهتمام باختيار الكتب ذات الغلاف الجميل؛ لأنه أول ما يجذب الطفل ويثير انتباهه.

كذلك تساعد بعض الخطوات على زيادة هذا الارتباط مثل ربط القراءة بجلسة محببة، عرض قصة الكتاب عبر مسرح العرائس التي تسهم في جعل الطفل يفهم ما يقرأ له، أو اصطحابه للمكتبة العامة للاطلاع واستعارة الكتب، كذلك اصطحابه لشراء الكتب لتعويده على اختيارها والمحافظة عليها ووضعها في رفٍ خاص بها في غرفته أو في مكتبة الأسرة، وكذلك إعلامه أن الله أمرنا بالعلم، والقراءة أولى وسائله.