وفي هذا السياق، أقام اتحاد الكتّاب اللبنانيين بالتعاون مع الملتقى الثقافي اللبناني حفل إطلاق “المُلتقى الدائم لرؤساء اتحادات الكتّاب العرب، فلسطين مقاومة الهويّة والتّاريخ”، والذي أقيم الخميس 1/3/2024، في المكتبة الوطنية بمنطقة الصنائع في بيروت، برعاية وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال، القاضي محمد وسام المرتضى.
رئيس الملتقى الثقافي اللبناني عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب إيهاب حمادة، يوضّح أنه كما هناك وجود لاتحاد أدباء المقاومة ومحور المقاومة، فقد انطلقت فكرة بأن تتشكل جبهة ثقافية، وهذه الجبهة لها أعمدة، ومن أهم هذه الأعمدة اتحاد الكتّاب العرب، ويلفت حمادة إلى قيام الملتقى بالتواصل معهم خلال الشهر الماضي، كما جرت لقاءات للتشاور واستمزاج الآراء، فكانت النتيحة نية الجميع لإطلاق ملتقى خصوصًا أن موضوعه يُعنى بالقضية الفلسطينية.
ويضيف حمادة “ارتأينا أن نتفق على تسمية الملتقى الدائم لرؤساء اتحاد الكتّاب العرب، وبدأ بمرحلة التعريف به كعنوان عريض، وسيكون لنا مجموعة من اللقاءات ضمن ما يُعبّر عنه بمجلس الأمناء لصياغة الخطط والأهداف والرؤية، ومحاولة مأسسة هذا اللقاء الدائم الذي يضم كل المثقفين في سياق المواجهة لمشروع إلغاء وتصفية فلسطين، لذلك كان العنوان “فلسطين مقاومة الهويّة والتاريخ””.
هذا العنوان ثقافي، كما نقول جبهة مقاومة ثقافية أو محور مقاومة ثقافية، يردف حمادة، مشيرًا إلى أن الغزو الآن لا يتم فقط على مستوى الجغرافيا ومن خلال السلاح، إنما غزو العقول والأجيال، وهم يحاولون أن يغيّروا هوية هذه المنطقة وهويّة هذ الجيل، وتغيير المفاهيم والمبادئ والثوابت والعادات والتقاليد الإيجابية، وبالتالي يسهل عليهم أن يحتلوا الأرض لأن من يحتلّ العقل والإنسان يحتلّ الأرض.
على ضوء ذلك، يشدد النائب حمادة على ضرورة المواجهة في هذه اللحظة التاريخية التي يُقرَّر فيها مصير شعوب، معتبرًا أن ما يُمارس ليس محاولة تصفية للقضية الفلسطينية فحسب، بل محاولة تصفية شعب وسوف يليه شعوب هذه المنطقة، وبالتالي علينا أن نكون في جبهة ومقاومات متعددة من المقاومة المسلحة التي أنجزت وتنجز وهي حاضرة، إلى المقاومة الثقافية بكل أشكالها، ويأتي في مقدمتها الأدب والرواية والشعر والقصة، وغيرها من الفنون”.
ويتابع “ما نقوم به هو تشكيل هذا المجلس لإدارة هذه الجبهة حفاطًا على هويتنا وتاريخنا، وبالتالي حفاظًا على وجودنا ومستقبلنا، ولكي لا نكون تبعًا ونعاجًا تُساق بيد المستعمر والمحتل بوجوه وأقنعة جديدة”.
ويلفت حمادة إلى أن أحد أهمّ أهداف الإعلان عن هذا الملتقى الدائم “هو المواجهة والمقاومة على المستوى الثقافي لتثبيت هذه الهوية ولإعلاء شأن مبادئنا وثوابتنا وحقوقنا والدفاع عنها في سياق العمل العقلي المستند إلى ثوابت في التاريخ وفي الحقوق، وبالتالي لتثبيت عنوان فلسطين ثم لتثبيت عنوان وجودنا”، مشيرًا إلى “عملية توأمة مع أشكال المقاومات الأخرى، وما يميّز هذا الموضوع على مستوى النخب التي تمثّل الشعوب، ولذلك كان اتحاد الأدباء.
الموجودون حاليًا حوالي 10 أو 11 رئيس اتحاد بمن فيهم رئيس الاتحاد ونائبه، ومن لم يستطيعوا الحضور شخصيًا حضروا عبر فيديوهات أرسلوها تأييدًا وانسجامًا مع أهداف هذا اللقاء وانتمائهم له”.
وفي الحديث عن آليات العمل، يقول حمادة “يجري العمل على الهيكلة ضمن مشروع له مجلس أمناء، واقتراح أنشطة تتجاوز حدود لبنان إلى كل الوطن العربي، وتستهدف الجمهور والشعب، وبالتالي العمل ضمن مجموعة كبيرة من الفعاليات في الأدب والفن والرواية في العمل الثقافي، وهناك محاضرات وندوات وفيديوهات وكل الوسائل لتأصيل هذه الهوية وتحت عنوان “فلسطين مقاومة الهويّة والتاريخ”.
إشارة إلى أن الملتقى الثقافي اللبناني، الجهة الداعية لهذا المؤتمر الدائم، هو عبارة عن جمعية لها أهداف ورؤية وتمارس هذا العمل منذ أكثر من 20 عامًا، وتشكّل حالة ثقافية على مستوى لبنان والعالم العربي وهي محترمة ومؤثرة وفاعلة، والنائب حمادة أحد المؤسسين والفاعلين بهذا الملتقى الذي كان يرأسه الشاعر الراحل الشيخ فضل مخدّر.
يؤكد النائب حمادة في نهاية حديثه أن “هذا العمل مهم جدًا وعلينا كمثقفين في كل الوطن العربي أن نحضنه، وهو يشكل هويتنا في سياق إطلاق مشروع مدروس في المقاومة والمواجهة مع الميادين الأخرى كميدان حيوي وفاعل وأساسي للإنسان وهو الميدان الثقافي المعرفي الفني الجمالي.. وبالتالي نكون أدينا خدمة لوجودنا ولمستقبلنا ولأجيالنا، وبهذا نحفظ أصالتنا وثوابتنا وحقوقنا، وبالتالي تحت عنوان أن السلطان هو للشعوب وليس للحكام والأنظمة، وأن النخبة في هذا الوطن العربي عليها أن تمارس وظيفتها بحماية وصيانة هذا الوطن بحقوقه وجغرافيته ومبادئه وثوابته ومستقبله المستمر للأجيال، ولا يكون هذا الحفظ إلا بمقاومة ثقافية تطلق مشروعها وتعمل على تنفيذ كل مفرداته من خلال آليات منها آليات هذا الملتقى الدائم”.
أ.ش