فالمقاومة الفلسطينية وفي مقدمتها حركة حماس، تصرّ على أن تشمل أي صفقة تبادل مقبلة، الأسرى أصحاب “المؤبدات الإسرائيلية”، نتيجةً لما أوقعوه من خسائر جسيمة لدى كيان الاحتلال بفعلهم المقاوم، والبرغوثي في مقدمة هؤلاء القادة.
فما هي أبرز وأهم المحطات في مسيرة وحياة القائد البرغوثي؟
_ من مواليد الـ 6 من حزيران / يونيو للعام 1959، في بلدة كوبر بمحافظة رام الله.
_متزوج من الناشطة الاجتماعية والمحامية فدوى البرغوثي، التي برزت سياسيا وإعلاميا بعد أسر زوجها، والتي حملت قضية تحريره في كافة الدول والمنصات والملتقيات.
_أنهى دراسته للثانوية العامة من مدرسة الأمير حسن في بيرزيت أثناء فترة اعتقاله الأولى، بعد أن تم إبعاده عن مقاعد الدراسة بسبب سجنه بتهمة المشاركة في مظاهرات مناهضة للاحتلال، وقد تمكن حينها من تعلم اللغة العبرية ومبادئ في اللغتين الفرنسية والإنكليزية، وتعزيز ثقافته خلال فترة السجن.
_ التحق بجامعة بيرزيت وحصل فيها على شهادة البكالوريوس في التاريخ والعلوم السياسية، ومن ثم الماجستير في العلاقات الدولية، وعمل محاضرا في جامعة القدس أبو ديس حتى اعتقاله مجددا في نيسان / أبريل من العام 2002.
_ وفي العام 2010، حصل على درجة الدكتوراه في العلوم السياسية من معهد البحوث والدراسات التابع لجامعة الدول العربية، وهو في قسم العزل الجماعي في معتقل هداريم، حيث أنهى كتابة رسالته واقتضى إيصالها سراً الى خارج السجن نحو عام كامل، بمساعدة محاميه.
الدور المقاوم
_منذ أن كان عمره 15 عاماً، انضم لصفوف حركة فتح، وتعرض للاعتقال أول مرة عام 1976، عندما كان عمره 17 عاماً. وبقي في الاعتقال لمدة عامين بتهمة الانضمام للحركة، ثم أعيد اعتقاله في 1978 وأفرج عنه في مطلع 1983، ولم يلبث قليلا خارج المعتقل حتى اعتقل مرة أخرى وأطلق سراحه في العام نفسه.
_بعد إطلاق سراحه عام 1983 ترأس مجلس الطلبة بجامعة بيرزيت، وانتخب رئيسا لمجلس الطلبة 3 سنوات متتالية، كما كان من أبرز مؤسسي حركة الشبيبة الفتحاوية التي تشكلت في مطلع الثمانينيات، والتي كانت أول وأكبر منظمة جماهيرية في الأراضي المحتلة، حيث شكلت القاعدة الشعبية الأكثر تنظيماً وقوة ولعبت دوراً رئيساً في الانتفاضة الشعبية الكبرى.
_أٌعيد اعتقاله في أيار / مايو 1985 لمدة 50 يوما تعرض خلالها لتحقيق قاس، ثم فُرضت عليه الإقامة الجبرية خلال العام نفسه قبل اعتقاله إداريا في آب / أغسطس من ذلك العام.
_في العام 1986، بدأ كيان الاحتلال بمطاردته، وفي العام 1987 كان من أبرز قيادات الانتفاضة الفلسطينية الأولى، بل كان العقل المدبر لها. وقد تمكن جيش الاحتلال من أسره، ثم تم إبعاده الى الاردن بقرار من وزير الحرب الإسرائيلي آنذاك إسحاق رابين، في إطار سياسة الإبعاد التي طالت العديد من قادة المقاومة في الأراضي الفلسطينية.
_عمل بعد إبعاده مباشرة مع الشهيد القائد أبو جهاد (لفترة قصيرة)، الذي كلّفه بالمسؤولية والمتابعة في تنظيم الأراضي الفلسطينية، ورافقه في آخر زيارة له إلى ليبيا حيث اُغتِيل بعد عودته منها الى تونس بعدة أيام.
_عيّن لاحقاً عضوا في اللجنة العليا للانتفاضة في منظمة التحرير، التي تشكلت من ممثلي فصائل المقاومة خارج الأراضي الفلسطينية، وعمل في اللجنة القيادية لحركة فتح (القطاع الغربي)، كما عمل مباشرة مع القيادة الموحدة للانتفاضة.
_في العام 1989 انتخب عضوا في المجلس الثوري للحركة من بين 50 عضوا، وقد جرى انتخابه بشكل مباشر من المؤتمر العام الخامس للحركة الذي وصل عدد أعضائه إلى 1250 عضواً، وكان في ذلك الوقت العضو الأصغر سنا الذي ينتخب في هذا الموقع القيادي في حركة فتح.
_ في نيسان/أبريل عام 1994 عاد على رأس أول مجموعة من المبعدين إلى الأراضي المحتلة، وبعد ذلك بأسبوعين وفي أول اجتماع لقيادة فتح في الضفة الغربية وبرئاسة الراحل فيصل الحسيني تم انتخابه بالإجماع نائبا للحسيني وأمين سر للحركة في الضفة الغربية، ليبدأ مرحلة جديدة من العمل التنظيمي والنضالي.
ففي ذلك الوقت، بادر الى إعادة تنظيم حركة فتح في الضفة الغربية، بعد تعرضها طوال السنين التي سبقت لضربات شديدة من قبل الاحتلال وشهدت حالة من التشتت والانقسام، ونجح خلال شهر واحد فقط بإعادة تنظيم الحركة من جديد في فلسطين، بالرغم من المعارضة الشديدة التي جوبه بها من قبل اللجنة المركزية.
_ في العام 1996، اُنتخب عضوًا في المجلس التشريعي الفلسطيني خلال الانتخابات العامة، حيث حصل على 12,716 صوتًا في دائرة محافظة رام الله والبيرة.
_نشط في الانتفاضة الثانية انتفاضة الأقصى، وكان يشغل خلالها منصب الأمين العام لحركة فتح في الضفة الغربية. لذا قامت إسرائيل بمحاولات عدة قبل وبعد لتصفيته جسديا لكنها فشلت.
_ في 15 نيسان / أبريل 2002، ألقت السلطات الإسرائيلية القبض عليه في منزله، بعد اعتقال ابن عمه وقدمته للمحكمة.
وعند اختطافه قال أرييل شارون “أنه يتأسف لإلقاء القبض عليه حياً وكان يفضل إن يكون رمادًا في جرة”. أما وزير الحرب حينها شاؤول موفاز، فقد قال حينها “إن اعتقال البرغوثي هو هدية عيد الاستقلال التي يقدمها الجيش للشعب الإسرائيلي وأن اعتقاله ضربة قاتلة للانتفاضة”. أما ما يُعرف بالمستشار القانوني لحكومة الاحتلال الياكيم روبنشتاين فقد قال “إن البرغوثي مهندس إرهابي من الدرجة الأولى وقد راجعت ملفاته طوال ثلاثين عاما ووجدت أنه من النوع الذي لا يتراجع ولذلك يتوجب إن يحاكم بلا رحمة وإن يبقى في السجن حتى موته”.
_ أدانته المحكمة في الـ 20 من أيار / مايو عام 2004 بتهم القتل والشروع بالقتل، وبالمسؤولية العامة لكونه أمين سر حركة فتح في الضفة، عن كل ما قامت به كتائب شهداء الأقصى من عمليات مقاومة ضد الاحتلال، وحُكم عليه بالسجن المؤبد 5 مرات بالإضافة الى 40 سنة.
وقد ردّ حينها في جلسة المحكمة مخاطبا القضاة “إنكم في إصداركم هذا الحكم غير القانوني ترتكبون جريمة حرب تماما مثل طياري الجيش الإسرائيلي الذين يلقون القنابل على المواطنين الفلسطينيين تماشيا مع قرارات الاحتلال”. مضيفاً بأنه “إذا كان ثمن حرية شعبي فقدان حريتي، فأنا مستعد لدفع هذا الثمن”.
_ رغم الاعتقال، لم يتخلى عن أداء دوره في المقاومة أو في توحيد الصف الفلسطيني، من خلال المشاركة في إنجاح “اتفاق القاهرة” بين الفصائل، ومن خلال العديد من المبادرات الأخرى.
كما كان يدعو بشكل دائم إلى إصلاح حركة فتح وديمقراطيتها ونبذ سياسة الإقصاء والتغييب فيها، وانتخاب قيادة جديدة لها وإبعاد رموز الفساد.
كما ترأس القائد البرغوثي القائمة الموحدة لحركة فتح في الانتخابات التشريعية الفلسطينية الثانية، في الـ 9 من أيار / مايو 2006، ورغم فوزه فيها، إلا أن الاحتلال أصرّ على إبقائه في المعتقل.
وفي العام 2009 فاز بعضوية اللجنة المركزية لحركة فتح خلال مؤتمرها العام السادس، ولكنه أقصي من تولي منصب نائب رئيس الحركة في المؤتمر السابع عام 2016، على الرغم من حصوله على 70% من أصوات الأعضاء، الأمر الذي أشعل الشقاق بينه وبين السلطة.
_ في منتصف كانون الثاني / يناير من العام 2021، أعلن ترشحه لرئاسة السلطة الفلسطينية، وكانا فوزه مرجحاً، وربما كان هذا أحد الأسباب الرئيسية لتأجيل الانتخابات حينها.
_ بعد حصول عملية طوفان الأقصى، أمر وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، بأن يتم نقله من سجن عوفر العسكري إلى العزل الانفرادي في سجن آخر، بدعوى وجود معلومات عن انتفاضة يُخطط لها في الضفة الغربية.
أ.ش