بدأ، يوم الأربعاء الماضي في طهران، اجتماع اللجنة المشتركة السابع عشر للتعاون الاقتصادي بين إيران وروسيا، حيث وقع الجانبان على 6 وثائق للتعاون المشترك.
والتأم الاجتماع برعاية وحضور جواد أوجي وزير النفط الإيراني، وألكسندر نوفاك نائب رئيس وزراء روسيا؛ بهدف مراجعة الإجراءات الثنائية التي تم اتخاذها في مختلف المجالات الاقتصادية.
وتم خلال الاجتماع مناقشة وشرح الإجراءات التي تم اتخاذها في صناعات النفط والغاز، بالإضافة إلى التعاون الثنائي في مجالات الطرق والإسكان والمعايير والمناطق التجارية الحرة، وغيرها من القطاعات.
وفي مستهل اجتماع اللجنة الاقتصادية المشتركة بين البلدين، أكد أوجي أهمية التعاون الثنائي في مجال النفط والغاز، قائلاً: نظراً لأهمية تعاون البلدين في مجال صناعة النفط، سيتم عقد مفاوضات ثنائية في هذا المجال.
* الطاقة؛ موضوع رئيسي للتعاون الثنائي
من جانبه، أشار نائب رئيس الوزراء الروسي، خلال اللقاء، إلى اجتماعه مع النائب الأول لرئيس الجمهورية في ايران، ومتابعة المسائل التجارية والاقتصادية بين البلدين، قائلاً: خلال زيارة رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى موسكو اعتبر رئيسا البلدين الطاقة موضوعاً رئيسياً للتعاون الثنائي بين الجانبين. وأضاف نوفاك: نظراً إلى حضور رؤساء شركات النفط والغاز الروسية في هذا اللقاء، نأمل متابعة المسائل المتبقية في المجالات التجارية والاقتصادية.
كما أشار نوفاك إلى التعاون الفعال بين موسكو وطهران في إطار تحالف “أوبك بلس”؛ مؤكداً أن البلدين يجمع بينهما تعاون وثيق على صعيد هذا التحالف.
* دور استراتيجي لممر “الشمال – الجنوب”
إلى ذلك، قال النائب الأول لرئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية: إن إنشاء ممر الشمال – الجنوب وتطوير الموانئ الجنوبية في إيران لهما دور مهم واستراتيجي ليس فقط على مستوى البلدين، بل على صعيد المنطقة بأكملها.
وعقد النائب الأول لرئيس الجمهورية محمد مخبر، الأربعاء، اجتماعاً مع نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك، حيث صرح: منذ تولي الحكومة الثالثة عشرة زمام السلطة في البلاد، شهدت العلاقات الاقتصادية والسياسية والدولية بين طهران وموسكو تحسناً جدياً. وأضاف: إن المواقف المشتركة بين البلدين ضد النزعات الأحادية الأمريكية في المنطقة جيدة للغاية، ونأمل بأن تؤدي إلى إنقاذ الشعب الفلسطيني المظلوم في غزة.
وأشار مخبر إلى أهمية تنفيذ مشروع ممر الشمال – الجنوب لتحقيق التقدم والتنمية في إيران وروسيا والمنطقة، لافتاً الى أن المسؤولين الإيرانيين يتابعون بشكل أسبوعي مستوى تنفيذ وتقدم ممر الشمال – الجنوب وخط سكة حديد رشت – آستارا (شمال إيران)، وهذا يدل على أهمية هذا المشروع الكبير في البلاد؛ متطلعاً الى تسريع وتائر تنفيذ واستكمال عمليات استكمال ممر الشمال – الجنوب التجاري بالتعاون مع الجانب الروسي.
* إيران دولة صديقة لروسيا
من جانبه، أكد نائب رئيس الوزراء الروسي على أهمية توسيع التعاون مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية “كدولة صديقة وجارة ذات تفكير مماثل لروسيا”، وبيّن أن حجم العلاقات والتعاون بين البلدين، خاصة في فترة حكومة آية الله رئيسي، قد ازداد بشكل كبير بفضل الإرادة والنظرة الإيجابية التي يتحلى بها قادة البلدين.
وصرح نوفاك: إن إكمال ممر الشمال – الجنوب هو أحد أهم الإتفاقيات التي توصل إليها البلدان، حيث يتابع رؤساء الدولتان عن كثب مراحل تقدم وإكمال هذا المشروع الكبير، معرباً عن استعداد الجانب الروسي على بدء الأعمال الأولية لبناء خط سكة حديد رشت – آستارا ضمن مشروع هذا الممر في أقرب وقت ممكن، وذلك بالتعاون مع المسؤولين الإيرانيين.
وأوضح نوفاك: مع حل المسائل المتبقية في إتفاقية إنشاء ممر الشمال – الجنوب بين البلدين ومساعدة النائب الأول لرئيس الجمهورية في تسريع حل بعض المشاكل، نحن مستعدون لتوقيع البيان المشترك لإنشاء ممر الشمال – الجنوب خلال هذه الزيارة.
* توقيع 15 مذكرة للتفاهم
وخلال الاجتماع الـ17 للجنة التعاون الاقتصادي المشتركة بين ايران وروسيا الذي عقد يوم الأربعاء في طهران، أعلن وزير النفط توقيع 15 وثيقة للتفاهم بين طهران وموسكو؛ مبيناً إن هذه الوثائق تتضمن 11 محوراً لتطوير التعاون الثنائي.
وثمن أوجي حضور نائب رئيس الوزراء الروسي والوفد المرافق له في هذا الاجتماع. كما لفت إلى أن الجانبين الإيراني والروسي أعربا في مستهل اجتماع اللجنة الاقتصادية المشتركة عن إدانتهما لجرائم الكيان الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني. وأضاف: إن أجواء التعاون الإيراني – الروسي بأعلى المستويات باتت متوفرة اليوم، وذلك بإشراف مباشر من قبل رئيسي البلدين. وتابع: بصفتي رئيسا عن ايران للجنة التعاون المشتركة مع روسيا، أرى بأن الصداقة القائمة بين البلدين أضحت اليوم أوثق من أي وقت مضى؛ مبيناً إنه يمكن مشاهدة هذا التغير من خلال زيادة الصادرات الإيرانية وزناً وقيمة إلى روسيا.
وحول المجالات التي تضمنتها الوثائق الموقعة بين الجانبين، قال أوجي: لقد أبرمنا إتفاقيات في المجالات السياسية والاقتصادية والشحن والنقل وغيرها، بما في ذلك تنفيذ الإتفاقيات الثنائية السابقة في مجالات النفط والغاز.
* تنفيذ سريع لخط رشت-آستارا السككي
هذا وإلتقى مهراد بذرباش وزير الطرق والتنمية الحضرية الإيراني مع إيغور ليفيتين المساعد الخاص للرئيس الروسي والوفد المرافق له في طهران.
وتم في هذا اللقاء، الذي عقد مساء الأربعاء بحضور كبار المسؤولين في البلدين، التأكيد على التنفيذ السريع للمرحلة العملانية من مشروع إنشاء خط سكة حديد رشت – آستارا بطول 164 كيلومتراً وزيادة حجم الترانزيت عبر إيران، ومناقشة استكمال الممر بين الشمال والجنوب، والقضاء على البيروقراطية لتسريع قضايا النقل في أقرب وقت ممكن، وتم التأكيد على تعزيز مجالات النقل بين البلدين مع بعضهما البعض.
د.ح