في حوار مع الناشرين الايرانيين في معرض مسقط للكتاب

حضور معارض الكتاب الدولية أحد العناصر المهمة في خريطة التنمية الثقافية في البلاد

الوفاق: يعلم الناشرون ذوو الخبرة أن مجرد زيارة فعاليات الكتاب العالمية يساعدهم على اكتساب المزيد من الخبرة ويفتح لهم أبواب التعرف على عالم كبير.

2024-03-03

 غالباً ما تكون زيادة الفرص الإقتصادية مثل مبيعات الكتب هي الحد الأدنى لتوقعات ناشري الكتب من المشاركة في المعارض الدولية.

 

يعرف الناشرون ذوو الخبرة جيداً أن مجرد زيارة فعاليات الكتاب العالمية يساعدهم على اكتساب المزيد من الخبرة في مجال النشر ويفتح لهم أبواب التعرف على عالم كبير من الأفكار الإبداعية، بل وأيضاً تطوير شبكة تواصل مع ناشرين من بلدان أخرى في العالم، مما يزيد من إمكانية عرض أعمالهم للترجمة والبيع خارج الحدود.

 

ولذلك، فإن حرص الناشرين الإيرانيين على حضور هذه الفعاليات، سواء كانت عامة أو خاصة، يعتبر عمليا فرصة دبلوماسية للبلاد، ومن الناحية الكلية، سيكون أحد العناصر المهمة في خطة التنمية الثقافية للبلاد.

 

في الدورة الثامنة والعشرين لمعرض مسقط الدولي للكتاب الذي أقيم خلال فترة 21 فبراير حتى 2 مارس، وشارك في هذا الحدث الدولي بعض الناشرين المستقلين وآخرين بالتعاون مع دار الكتاب والأدب الإيرانية.

 

وبصرف النظر عن جناح إيران الذي يستضيف مجموعة متنوعة من الكتب من ناشرين محليين مختلفين في معرضها، فإن دار النشر “جنكل” المعروفة في الغالب بالسوق الإيرانية بكتبها الخيالية والتعليمية باللغة الإنجليزية ولها حضور بارز في السوق الدولية معارض الكتب لسنوات، وقد ظهر بشكل مستقل في معرض مسقط للكتاب.

 

دار نشر “زين العابدين” هي دار نشر أخرى لها جناح مستقل في معرض مسقط للكتاب، سيدمسلم سيد زين العابدين ممثل دار نشر “زين العابدين” في معرض مسقط يشير إلى أن معظم إنتاجات “دار زين العابدين” هي باللغة العربية وفي موضوعات وأساليب وسياقات تهم الدول الناطقة بالعربية مثل عمان، ويتابع: نحن الناشر الشيعي الإيراني الوحيد المعروف في معظمه بالإنتاجات العربية.

 

وبصرف النظر عن العارضين الإيرانيين، فقد جاء بعض الناشرين أيضاً إلى مسقط لمعرفة المزيد عن أجواء هذا المعرض والفرص التي يتيحها. ويرى مرتضى كاردر، مدير دار “هرمس” للنشر، أن الجمهور المستهدف بهذا المعرض هو في الغالب القراء العرب، لكن هذا لا يعني أنه لا توجد فرصة للنشر الإيراني في هذا السوق، لأن الجذور الفكرية والثقافية المشتركة تخلق إمكانيات كثيرة للناشرين للإيرانيين في عمان.

 

ويضيف: يهتم الجمهور الناطق بالعربية باستخدام الكتب الإيرانية في مجال الأدب والفلسفة، ويميل إلى مواكبة التطورات الفكرية في إيران.

 

كما أشاد محمد علي نباتي مدير القسم الدولي  لدار نشر “جمكران” بمستوى إقامة هذا المعرض في مسقط، بحضور 800 ناشر من مختلف الدول العربية وأجزاء أخرى من العالم، ويقول: على الرغم من وجود لا يوجد الكثير من الناشرين الأوروبيين والأمريكيين في هذا المعرض، لكن مسقط مكان جيد للتعرف على الناشرين العرب والتواصل معهم.

 

بناءً على تقييم الناشرين الإيرانيين الحاضرين في معرض مسقط للكتاب، يبدو أن دول المنطقة، وخاصة دول الخليج الفارسي الناطقة بالعربية، قد وضعت برامج جادة للتنمية الثقافية على جدول أعمالها منذ عدة سنوات وكان ينبغي لها حضور أقوى في السنوات القادمة في مختلف المجالات الثقافية، خاصة أننا نتوقع صدورها منها.

 

وعلى الرغم من أن هذه فرصة محتملة لإيران، إلا أنها يجب أن تقنع جميع الإيرانيين بإيلاء المزيد من الاهتمام لمعرض طهران الدولي للكتاب.

 

تتشكل الدبلوماسية الثقافية في الحوار، وكلما ارتفع مستوى وثراء الثقافة الداخلية للدول، كلما دار الحوار في مساحات متساوية واكتسب بعداً إيجابياً.

 

أ.ش

المصدر: الوفاق