الفنّ الناجي من الإبادة:

فلسطين حرّة من الأزرق إلى الأزرق

معرض يوثّق مذبحة غزّة عبر أعمال مبدعيها الشهداء والأحياء

2024-03-04

يقدّم «هذا ليس معرضاً» الذي يستضيفه المتحف الفلسطيني في بيرزيت، تجربةً مزعجة لزوّاره. آثار الركام تتمدد على طول مسار المعرض، وعلى الواجهة الرئيسية المقابلة للمدخل، شاشة عملاقة تعرض مقاطع فيديو من مشاهد الإبادة والقتل في غزة. جمع المتحف الأعمال الفنية التي نجت من المذبحة في القطاع، ليقدّمها في معرض مستمرّ طالما أنّ الإبادة مستمرّة. مع ذلك، فإنّ اللون الأزرق الذي يرمز إلى الحداد، يعبّر أيضاً عن جغرافيا أرض فلسطين، والأمل بتحريرها من النهر إلى البحر!

 

 يحتضن المتحف الفلسطيني في بيرزيت حالياً معرضاً فنياً بعنوان «هذا ليس معرضاً» يضمّ أكثر من 300 عمل فنّي قديم وجديد لفنانين غزاويين محترفين ومبتدئين وفقاً لمدير المتحف الفنان عامر الشوملي. تأسّس هذا المتحف في عام 1997 تخليداً للذكرى الخمسين لنكبة فلسطين بهدف توثيقها، لتتغيّر فكرته مع الوقت، إذ لم تعد تقتصر على الحفاظ على الذاكرة، بل تجاوزها نحو النهوض بالثقافة الفلسطينية والاحتفاء بها. ينظر الفلسطينيون إلى نكبتهم كفعل كارثي مستمرّ عصيّ على الاحتواء المتحفي، فالتحدّي ما زال جاثماً على صدورهم وتطلعاتهم بوحشيّة غير مسبوقة، مستفزّاً أقصى أشكال الصمود والمقاومة. استمرار نكبة فلسطين لأكثر من 75 عاماً سمح بهذا الاستدراك بين الذاكرة والتجدد، فقضية تحرير فلسطين والعودة إليها واستعادتها، طالت لكنّها لم تنته، وذاكرة نكبة فلسطين وأرضها وبيوتها وبيّاراتها التي سلبت، وشعبها الذي قُتل وطُرد، هي ذاكرة مفتوحة على الحاضر والمستقبل، وليست ذكرى أقفلت.

يتعرّض الفلسطينيون وقضيّتهم لمحاولات محو وطمس وإبادة مستمرة ظهرت بأقصى وأقسى أشكالها منذ تشرين الأول (أكتوبر) الماضي في حرب مسعورة يشنّها العدو على قطاع غزّة. في حرب الإبادة، لا يستهدف العدو الإنسان الغزّاوي ومقوّمات وجوده فقط، بل أيضاً ذاكرته وصوته وهويته الثقافية. هكذا، أبيدت المتاحف والمراكز الثقافية والكليّات والجامعات والمكتبات والمعمار الأثري ودور العبادة والمعارض الفنيّة والمجموعات التشكيلية والمراسم والفنانون وأعمالهم. شكّل فعل الإبادة صدمةً للفلسطينيين في جميع أماكن تواجدهم خارج غزّة. الضفّة الغربية التي تعرضّت عبر سنوات لسياسات ممنهجة بهدف التحييد والإخضاع عبر تدمير البنى الاجتماعية وكيّ الوعي وهندسته والعقوبات الجماعية والإلحاق الاقتصادي وتفكيك شبكات الصمود والمقاومة، وقعت أسيرة الشعور العالي بالعجز وعدم القدرة على تحقيق استجابات قويّة ومؤثرة وضاغطة نحو وقف الإبادة الفوري، رغم استمرار أعمال المقاومة الضفاويّة وأعداد الشهداء والأسرى وحجم الدمار والحصار الكبير الذي طالها.

إلّا أنّ العجز عن فعل ضفّاوي يرقى إلى الحدث الغزّاوي الآني، لم يمنع المتحف الفلسطيني من الفعل بقدر الإمكان، في تظاهرة تبعث رسائل الأمل لغزّة وفنانيها، وتعلن استمرار حياتهم رغم الموت، ومواجهة سياسات نزع الإنسانية عن الفلسطيني وشيطنته بتوكيد البعد التاريخي والحضاري والإبداعي لقضية فلسطين. قدم المتحف الفلسطيني جسده امتداداً لمؤسستين من غزّة هما «مجموعة التقاء الفن المعاصر» و«محترف شبابيك للفن المعاصر» اللتين يعود لهما فكرة وتصميم المعرض، فاختفى الشعار الرسمي (اللوغو) للمتحف الفلسطيني من واجهات المعرض، لتعلو شعارات المؤسستين من غزّة، كأنها رسالة تقول: إن أبيد جسدكم، نحن جسدكم… لسنا نتضامن مع غزّة، نحن غزّة.

 

توثيق المذبحة

يحوي المعرض أعمالاً لفنانين غزاويين استشهدوا ومنهم فؤاد أبو خماش وشهد نافذ وهبة زقوت (استشهد ابنها وابنتها معها) ومحمد سامي الذي ارتقى في مجزرة «مستشفى المعمداني»، أو لمفقودين أو فاقدين لعائلاتهم ومراسمهم وأعمالهم الفنية. منهم من نزح أكثر من مرّة، ومنهم مَن استكمل نضاله الفنّي تحت القصف بتوثيق يوميات الإبادة وتفاصيلها أو ببعث الأمل للأطفال عبر اللعب. يظهر أثر الرصاص والقصف على أحد أعمال الفنان رائد عيسى الذي لم يتم ترميمه للإبقاء عليه جريحاً وشاهداً. كما يحوي أعمالاً للفنانة الشابة بيان أبو نحلة التي اضطرت للخروج من غزّة، لترافق أمّها للعلاج بعدما فقدت مرسمها ركاماً، وأعمالاً للفنان الراحل فتحي الغبن (الأخبار 27/2/2024)، أحد رموز الحركة الفنية الفلسطينية الذي فقد ابنه وحفيده في مجزرة غزة وكل أعماله الفنية التي أنجزها على مدى عقود، قبل أن يسلم الروح جرّاء تعرضه للدخان والفوسفور وعدم قدرته على تلقّي العلاج اللازم بسبب الحصار الإسرائيلي، وتبقى قائمة الفقد والاستشهاد مفتوحة باستمرار الإبادة.
يخرج المعرض في تصميمه وتنفيذه عن التقاليد المألوفة للمعارض، فلا إطار زمنياً لانتهائه. هو مستمر ما دامت الإبادة مستمرة، كما لم يتم تحديد أسماء وتوصيفات الأعمال الفنية المشاركة في المعرض بشكل مسبق، فالمشاركة مفتوحة ومتغيّرة، إذ يسعى فريق المتحف الفلسطيني إلى لملمة أكبر عدد ممكن من الأعمال الفنيّة الغزّاوية عبر تواصله المباشر مع فناني غزّة للاستفسار عن أماكن تواجد أعمالهم في الضفة الغربية وعبر توجيه نداء مفتوح لكل من يملك عملاً لفنان غزّاوي في الضفّة.
يتكوّن المعرض من ثلاث مساحات: مساحة «نساء غزّة»، ومعرض فردي للتشكيلي تيسير بركات بعنوان «المفقودون» في الرواق الخارجي، والمساحة الرئيسية التي حملت اسم المعرض. يقول عبدالله أبوالسعود أحد المتدربين في المتحف الذي تواصل مع الفنانين من غزة وبحث عن أعمالهم، إنّ «ميزة المعرض أنّه ليس نخبوياً، فقد شمل أعمالاً لفنانين مشهورين ومغمورين محترفين ومبتدئين. الشرط الوحيد أن يكون الفنان غزّاوياً، وهذا يشبه حياة النزوح والخيام التي لا تميّز بين شخص وآخر». يصف أبوالسعود شعوره في خضم تواصله مع فناني غزة من تحت الركام وبين الخيام قائلاً: «نحن ولاد بلد وحدة، نحن في الضفة لدينا معاناتنا، لكنّهم في غزّة يعانون أضعافاً، أشعر بالضيق والحنق الشديد حين أتواصل مع أحد الفنانين هناك. شعور ثقيل لا يوصف، كما أتساءل كيف ينظرون هم لنا، وكيف شعورهم تجاهنا. نعيش قلقاً مستمراً، فأولئك الذين نجحنا في التواصل معهم بالأمس، قد يكونون شهداء اليوم، فالإبادة مستمرة، ونشعر بالحسرة حين نسمع بعدد الأعمال الفنية التي أبيدت في غزّة، ونعرف أنّ بعض الفنانين فقدوا جميع أعمالهم التي أنتجوها على مدى سنوات، ولم ينج منها إلّا عمل أو عملين. الفن في غزّة تعرّض منذ سنوات لكثير من الحصار والقيود، حتّى إنّ المعابر قبل تشرين الأول الماضي كانت تحدد حجم اللوحة وعدد اللوحات التي يمكن نقلها إلى الضفة الغربية أو إلى الخارج، ما ترك الكثير من الأعمال أسيرةً في غزّة».

 

عند سؤاله عن مساحة «نساء غزة»، يعلّق بهاء الجعبة، مدير وحدة المجموعات والترميم في المتحف الفلسطيني والقيّم التراثي على المعرض، «بأنّ الحروب المتتالية على القطاع غيّرت من صورة غزّة في المخيّلة الجماعية والوعي اليومي للفلسطينيين، حتّى كدنا ننسى عمق تاريخ هذه البقعة الجغرافيّة ودورها الحضاري في صناعة هويّتنا وموروثنا. يأتي هذا المعرض ليُعيد إلينا الصورة الحقيقيّة والأصيلة لغزّة وقضائها، بتاريخها العريق، وتراثها الغني، ومقولتها الإنسانيّة، وبأسماء مُدُنها وقُراها قبل ما بات يُعرف اليوم باسم «غلاف غزّة» التي هجّر الاحتلال الإسرائيلي أهلها ليصبحوا لاجئين في مخيّمات القطاع، وبنى مستوطناته على أنقاضها». ويضيف: «يضيء المعرض على الجانب المنسي من حكايات نساء غزّة اللواتي أصبحن رمزاً للفقد والخسارة، فالمرأة الأمّ هي أكثر من يَفقد ويُفقد، ويسهم في إبراز منجزنا الحضاري كجزء من حكاية طويلة من الإبداع واللجوء والنزوح والتضامن والترابط بين المدينة والقرية والبادية، خارج الحدود السياسيّة التي فرضها الاحتلال، مظهراً التنوّع في أشكال التطريز وبُنية الأثواب والقماش المغزول في المجدل والحُليّ في غزّة وقضائها، ليعطي صورة صادقة عمّا أنجزته المرأة الغزيّة، وما أضافته إلى التراث الفلسطيني وما يرتبط به من عادات وتقاليد. نعرض هنا أثواباً من المجدل وهربيا وغزّة ودير البلح وخانيونس، وأغطية رأس وبراقع بدويّة من جنوب وادي غزّة، وحُليّاً من مناطق مختلفة».

أمّا عن مساحة «المفقودون»، فتقول الفنانة الفلسطينية الشابة راما الأشقر، بأنّ «المساحة تعرض مجموعة من أعمال تيسير بركات أنتجت على فترات زمنية مختلفة، وتتحدث عن المفقودين تحت الركام في غزّة. في بعض الأعمال، قد تلمح شخصاً أو شبحاً ذا عيون جوفاء، كأنّه ينظر في كل شيء ويسائل كل شيء، وليس واضحاً ما إذا كان هذا الشخص أحد المفقودين الذي ينظر ويسائل عجزنا وقلّة حيلتنا ويستفزّ تحرّكنا واحتجاجنا، أم أنّه شخص ينظر خارج اللوحة بحثاً عن المفقودين، كأنّه يفتّشنا بحثاً عنهم، كأننا نحن المفقودون وهم الموجودون». أليس في هذا نداء استغاثة من غزّة التي تفتقد فعل الضفة الغربية وفعل العالم لإيقاف الإبادة؟ العالم مفقود بالنسبة إلى مفقودي غزّة! تستطرد الأشقر: «أصحاب هذه الأعمال يتعرضون الآن للإبادة. منهم من استشهد، ومنهم من فقد عائلته وأحبابه، ومنهم من خسر أعماله وتدمّر مرسمه، بالتالي فإنّ هذه اللوحات ناجيات. بعضها يُعدّ العمل الأخير الناجي من الإبادة».

 

نجح المعرض في تعريف راما الأشقر الفنانة العشرينية، ببعض أبناء وبنات جيلها من فناني غزّة. تتواصل معهم دوماً بحدود توافر وسائل الاتصال والإنترنت في غزة. تتساءل عن شكل حياتهم ومستقبلهم بعد كل هذا الدمار والقتل. ترى أنّ الفنّ الغزاوي مجهول لا صوت له ولا منبر، بسبب سياسات التقسيم الجغرافي والتفتيت الديموغرافي التي مارسها المشروع الصهيوني على عقود، والحصار الطويل الذي فرض على غزّة ووضع أهلها في أكبر سجن عرفه التاريخ. الفن بطريقة ما، يشكّل احتجاجاً ضد تقسيم الأرض وعزل الإنسان وتفتيت الهوية.

أمّا مساحة المعرض الرئيسية التي حملت عنوانه «هذا ليس معرضاً»، فقد طُليت واجهاتها باللون الأزرق النيلي في استعادة لنبات «النيلة» الذي يزرع في منطقة المجدل في قطاع غزّة، وتستخدم أوراقه في صناعة الألبسة والأقمشة والصباغة، واستخدمته المرأة الفلسطينية إذا فقدت أحد أفراد العائلة لصبغ ثيابها بالنيلة حداداً (منها العبارة المصرية «جتك نيلة»). يستعيد الثوب لونه الأساس تدريجاً مع كل غسلة، في إشارة إلى التلاشي التدريجي للحزن. واجهات المعرض تعلن الحداد، وتتأمل زواله تدريجاً مع كل غسلة تتطهّر بها أرض فلسطين من الغزاة. من جهة ثانية، يعبّر اللون الأزرق عن امتداد جغرافيّة فلسطين والأمل بتحريرها من الأزرق إلى الأزرق، من النهر إلى البحر. يقدم المعرض تجربةً مزعجة لروّاده، فالفن في زمن الإبادة ليس وسيلة للاستمتاع الجمالي، ولا فرجة تسرّ الناظرين. تدخل المعرض في أجواء شبه معتمة محاطاً بسماعات تبث صوت «الزنّانة» باستمرار. آثار الركام تتمدد على طول مسار المعرض، وعلى الواجهة الرئيسية المقابلة للمدخل شاشة عملاقة تعرض مقاطع فيديو من مشاهد الإبادة والقتل في غزة. وعلى الواجهات الجانبية النيلية تكتظّ الأعمال الفنية بشكل عشوائي مشكلة ضغطاً بصرياً عصبياً على الزوّار. بقليل من التأمّل، قد ترى الأعمال الفنية وقد نزحت من الركام وسط المعرض إلى واجهاته الجانبية النيلية، وتجمهرت باكتظاظ وعشوائيّة كالخيام. أمّا أصحابها فقد ارتقت أرواحهم في جوف الأعمال التي تخلّدهم، فلا هم في الركام ولا هم بيننا، يطلّون من علياء أعمالهم على المتبخترين في المعرض وبين ركامه، ويعرّضوهم لواحدة من أقسى المحاكم والمساءلات في التاريخ: إنّها مساءلة دم الشقيق لشقيقه، إذ يصيح به: أنا أقتل الآن أمام عينيك، ماذا أنت فاعل؟

كيف تفقد شعباً كاملاً؟

يقول عضو مجلس إدارة المتحف الفلسطيني في بيرزيت إيهاب بسيسو لوكالة «فرانس برس» إنّ المتحف قرّر اتخاذ هذه المبادرة بهدف «الحفاظ على العمل التراثي الفلسطيني في غزة الذي يتعرّض لتدمير نتيجة الحرب». ويضيف: «فوجئنا حين وصلتنا مئات الأعمال لفنانين وفنانات كانت موجودة في جامعات ومراكز ثقافية ولدى شخصيات فلسطينية في الضفة الغربية»، وهي عبارة عن لوحات وأزياء تراثية قديمة وقطع أثرية. على مدخل المعرض، علّقت لوحة كتب عليها «هذا ليست معرضاً»، في إشارة إلى أنه «تظاهرة فنية متواصلة»، كما يقول بسيسو.
ويضيف: «هذه التظاهرة الفنية إنما هي نوع من تقديم المشهد الفني الغزي بشكل مختلف، ونوع من الوقوف أمام التحديات والصعوبات التي يواجهها الفنانون والثقافة في غزة في ظلّ الدمار والحصار». ويتابع أنها «مساحة تعبّر عن امتداد تلك المراكز والمتاحف التي هدمت». علماً أنّ وزارة الثقافة الفلسطينية كانت قد أشارت في تقرير لها نشر في كانون الثاني (يناير)، الماضي إلى «تدمير 24 مركزاً ثقافياً في قطاع غزة، بشكل كلّي أو جزئي».
ويقول بسيسو عن المعرض «هذه رحلة في الفن الغزي الفلسطيني، وخصوصاً عقب استشهاد عشرات الفنانين والكتّاب والشعراء والصحافيين، وهذه الرحلة لتأكيد اللحمة بين الشعب الفلسطيني التي يحاول الاحتلال أن يدمّرها». وكُتبت على مدخل المعرض الرئيسي أسماء 115 فناناً وفوقها العبارة التالية: «هؤلاء سرقت منهم حرب الإبادة بيوتهم وأحلامهم وذكرياتهم وأحبتهم وحياتهم بأكملها». ووُضعت حول بعض الأسماء إشارات بالأسود للدلالة على من قتلوا في الحرب، وبينهم الفنانة التشكيلية هبة زقوت والرسام محمد سامي قريقع. وتعمّد القيّمون على المتحف وضع ركام من الطوب والحديد وسط قاعة العرض الرئيسية، في إشارة إلى الدمار الذي يتعرّض له قطاع غزة، على خلفية صوت طائرة الاستطلاع المعروفة بـ «الزنانة» التي لا تفارق سماء غزة، ومشاهد فيديو لسيارات إسعاف تنقل مصابين… كل ذلك لوضع الزائر في أجواء ما يعيشه أهل غزة. وعند المدخل الرئيسي للمتحف، عرضت أزياء تراثية نسائية قديمة مصنوعة من القطن والكتّان والحرير. وإلى جانبها قلادات وأساور مجدولة من العهد البريطاني، وفساتين عرائس قديمة من خان يونس ودير البلح ومدينة غزة.
وليس بعيداً، عرضت لوحات للفنان التشكيلي تيسير بركات المولود في جباليا في قطاع غزة، لكنه مقيم في الضفة الغربية منذ عام 1984.
تحمل إحدى اللوحات اسم «التيه» وعليها رسم لآليات عسكرية ومركبات، إضافة إلى أكثر من 16 رسماً من الأكريليك وعلى القماش تحمل كل منها عبارات اختارها الفنان للتعبير عما يجري في غزة ومن بينها: «كيف تفقد أكثر من سبعة آلاف إنسان؟ أمطرهم بالغارات واحداً تلو الآخر، وأمنع انتشالهم من تحت الركام»، أو «كيف نفقد شعباً من مليونين ونصف المليون إنسان؟ أقطع عنهم الاتصالات والكهرباء والماء والحياة».
أ.ش
المصدر: الاخبار