وصف النورس بالرحّال وطائر الغربة والحنين والأحلام والحرية، إضافة إلى أنه صديق للبيئة وصياد ذكي يتأقلم مع الأجواء التي يحط فيها ويشرب المياه المالحة، وحظي بالاهتمام كصديق بحكم عيشه بالقرب من الناس في السواحل.
تستضیف الاهواز سنویا أسرابا من النوارس، تنطلق سنوياً من شمال الكرة الأرضية إلى جنوبها بحثاً عن الدفء، ورغم قلّة أعدادها بسبب التغيرات المناخية وزيادة الصيد في الأماكن التي تستغلها للاسترخاء في طريق الهجرة، لكن جزءاً منها يستوطن خلال الرحلات المنتظمة في فصل الشتاء في شواطئ كارون وتتكاثر بسبب تهيئة الظروف الملائمة لعيشها، ثم تعود البقية لتستقر في أعشاشها التي انطلقت منها مع بداية فصل الصيف بعد رحلة طويلة .
ولاهالي اهواز وزوارها هذه الایام نصيب وافر من الاستمتاع بطبيعتها الجغرافية، ومنها الجسر الهلالي الذي تزينه طیور النورس.
وتعرّف النوارس بأنها من الطيور الساحلية، وتنتمي إلى عائلة “لاريدي”، وتتميز بحجمها المتوسط إلى الكبير، ولون أبيض إلى رمادي مع مناطق سوداء على الرأس والأجنحة، ومناقير طويلة صفراء عليها نقطة حمراء، وأقدام جلدية من أجل السباحة، وتصل أوزان الصغيرة منها إلى 120 غراماً وطولها 29 سم، أما الكبيرة فيصل وزنها نحو 1750 غراماً وطولها 76 سم .
وتصل النوارس لمرحلة النضوج بين سنتين إلى أربع سنوات، ومعروف أنها من الطيور المعمرة لأنها تعيش حتى 49 سنة، وهو أكثر عمر سجل لها ، وتتكاثر في مستعمرات تضع خلالها الأنثى من 2 إلى 3 بيضات منقّطة في مناطق صخرية أو رملية بعيدة عن الماء وتحيطها بنباتات جافة لحمايتها، وتفقس البيضات خلال 22 إلى 26 يوماً، وتحتاج الفراخ من شهرين إلى أربعة أشهر كي تستطيع الطيران .
تهاجر النوارس آلاف الكيلومترات من الأماكن الباردة، وتستطيع أن تشرب المياه المالحة بفضل غدد خاصة في الدماغ تخرج “كلوريد الصوديوم” عبر فتحات الأنف، وتتغذى على تشكيلة واسعة من الأسماك واللافقاريات الصغيرة والقشريات، مثل الروبيان، والحشرات الطائرة والسابحة والديدان الشاطئية والقوارض والزواحف والبرمائيات وبعض الطيور، مثل الضفادع، والبيض وحبوب وثمار النباتات إضافة إلى جيف الحيوانات الميتة والقمامة لذلك تعد صديقة للبيئة ومن الحيوانات المهمة للحفاظ على البيئة .
تعيش النوارس عند الشواطئ لأن غذاءها الرئيسي هو الأسماك والقشريات البحرية، وتحوم في الساعات الأولى من الصباح وفي المغرب حول المناطق الشاطئية تغوص خلالها في الماء لالتقاط الأسماك، ولدى حلول الظلام تنام بالقرب من الشواطئ والجزر على شكل أسراب.
والنوارس من الطيور الناجحة والمنتشرة وموجودة في جميع قارات وشواطئ العالم، حتى القارة القطبية الجنوبية وفي القطب الشمالي، ويعود سبب نجاحها إلى أنها تسبح وتطير فوراً بعد إقلاع لمسافة قصيرة، وتستطيع أن تعيش بشكل جيد على اليابسة . ويؤكد أن النورس صياد ذكي لأنه يستطيع استخدام أدوات متنوعة، منها التقاط قطعة خبز بمنقاره ووضعها في الماء، والانقضاض على السمكة عندما تقترب لتأكل الخبز، كما أنه يصيد الحشرات في الأرض والجو ويغوص في الماء .
