غزّة لن ترفع راية الاستسلام

إن المقاومة ضد الاحتلال بكل أشكالها، هي التعبير الأكثر شرعية والأكثر نبلاً لـ «حق الشعوب في تقرير مصيرها».

2024-03-05

جورج عبد الله

 

«لا يجب أن ننسى أبداً أنّ التاريخ النضالي التاريخي للشعب الفلسطيني، أي الفدائيين، خرج من أحشاء مخيمات اللاجئين في غزة، والضفة الغربية، والأردن، ولبنان. أكثر من أي وقت مضى، فإن هذه المقاومة ضد الإبادة هي ذات الخضرة وتحمل وعد الفدائيين» هكذا ختم الأسير في السجون الفرنسية المناضل اللبناني جورج إبراهيم عبد الله بيانه الذي تمّت قراءته أثناء تظاهرة تضامنية مع فلسطين أقيمت في مرسيليا الفرنسية في 25 شباط (فبراير) 2024. «الأخبار» تنشر نصّ البيان كاملاً.

 

الأسير جورج عبد الله لقد مرت أكثر من أربعة أشهر ونصف الشهر، والشعب الفلسطيني، بكل مكوّناته الاجتماعية والسياسية، يواجه اعتداءً جنونياً هائلاً في غزة، وعمليات عسكرية لا تقلّ فتكاً في الضفة الغربية حيث يلجأ المستوطنون العنصريون وجنود الاحتلال يومياً إلى أسوأ أشكال الفوضى، بهدف تكثيف عمليات الاستيطان، وجعل الظروف الحياتية للغالبية السكانية غير محتملة. تصاعدت الاعتقالات التعسّفية، واغتيال المناضلين، وتدمير المساكن وغيرها من الانتهاكات لتصبح جزءاً أكثر تكراراً في حياة كل الفلسطينيين في الضفة الغربية. بشكل طبيعي، تنحاز الدول الإمبريالية في الغرب بطريقة أو بأخرى إلى جانب الكيان الصهيوني، مُنظّمة حملةً دعائية تبرّر وتدعم هذه الحرب الصهيونية الإجرامية، وتنتقص طوال اليوم من القوى الرئيسية التي تعارض. هي تجرمّ بشكل خاص أي مبادرة تضامنية لمصلحة صراع الجماهير الفلسطينية وقواتها الرائدة.

 

البورجوازية الإمبريالية في هذا البلد، في الوقت الذي تحتفل فيه بإدخال شخصية بطولية من شخصيات المقاومة المناهضة للفاشية إلى «البانتيون»، تستند، بكل وقاحة، إلى «حق الدفاع المشروع» للمحتل الصهيوني في مواجهة مقاومة الحركة الوطنية الفلسطينية.
نادرة هي الأصوات في الطبقة المثقفة الاشتراكية التي تذكر أنّ الاحتلال الاستعماري ليس له أي شرعية. فالاحتلال وجيش الاحتلال، مع كل ما يرافقهما من مظاهر، غير شرعيين بتاتاً. في المقابل، فإن المقاومة ضد الاحتلال بكل أشكالها، هي التعبير الأكثر شرعية والأكثر نبلاً لـ «حق الشعوب في تقرير مصيرها».

 

أ.ش