جرحى من فلسطين في تونس: المقاومة انصفتنا والنصر قريب

استقبلت تونس عشرات الفلسطينيين الجرحى ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة للعلاج، وعدد آخر من التونسيين المقيمين في القطاع جاؤوا برفقة عائلاتهم الفلسطينية للإقامة بشكل مؤقت في تونس

2024-03-11

مع تطور الأحداث في فلسطين وتصعيد الاحتلال من مجازره التي راح ضحيتها آلاف الشهداء، تواصل تونس تحركاتها الداعمة للشعب الفلسطيني والمساندة له سواء عبر الوقفات الاحتجاجية والمسيرات الوطنية أو عبر استقبال الجرحى الفلسطينيين وتوجيه طائرات محملة بالمساعدات إلى فلسطين.

 

دعم تونسي قد لا يكفي في ظل سياسة التجويع والتدمير التي تعتمدها “إسرائيل”، غير ان الاعتناء بالجرحى الفلسطينيين في تونس وتقديم يد العون لهم أقل ما يمكن القيام به في هذا الظرف الاستثنائي.

 

فقد استقبلت تونس عشرات الفلسطينيين الجرحى ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة للعلاج، وعدد آخر من التونسيين المقيمين في القطاع جاؤوا برفقة عائلاتهم الفلسطينية للإقامة بشكل مؤقت في تونس.

 

التقينا عدداً من هؤلاء للحديث عن رحلتهم الموجعة من غزة الى تونس، أوجاع اختزلتها ملامحهم المبتسمة رغم شدة الفقد والألم جرحى فلسطينيين “لا تألمنا اصابتنا بقدر ما يألمنا خذلان العرب لم يخف أحمد عيد صعوبة الحياة في غزة وتعقّد الأوضاع خصوصاً بعد سقوط قذيفة على منزل عائلته وما خلّفه ذلك من أضرار وإصابات ، حيث تعرضت ابنة أخيه شذى البالغة من العمر 16 سنة إلى إصابة افقدتها احدى ساقيها، وهو ما اضطره إلى مرافقتها للعلاج هنا في تونس.

 

أنتم في بلدكم ولا تحتاجون الى إقامة

 

وقد نوّه عيد في هذا السياق بحسن الاستقبال لهم في تونس والعناية الكبيرة التي يتلقاها جرحى في المستشفيات والمصحات ، موضحاً أنه يشعر أنه في بلده وبين أهله ، قائلاً  “طالبنا الرئاسة بالإقامة فجاءنا الرد، أنتم في بلدكم ولا تحتاجون الى إقامة، الإقامة للغرباء وأنتم أبناء هذا البلد”.

 

عيد استدرك ليقول إن الألم الحقيقي (لدى الفلسطينيين) هو خذلناهم من قبل عددٍ من الدول العربية ، لذلك سيظل الشعب الفلسطيني دائماً في ظهر المقاومة ومساند لها لأنه لو لا عملية 7 تشرين الأول/  أكتوبر لقضى جيش الاحتلال على القضية الفلسطينية، وأبادها برمتها،  بحسب تعبيره .

 

أما شذى عيد ابنة السادسة عشرة فلم تفارق البسمة وجهها رغم قساوة ما عاشته، مؤكدة ان أكثر ما يؤلمها ليس اصابتها وبتر ساقها وانما خذلان العرب لأطفال غزة الذين أصبح أقسى طموحهم الذهاب إلى المدرسة و إيجاد طعام جيد وارتداء حذاء يقيهم برد الشتاء، معبرة عن مدى اشتياقها لشقيقتيها، معبرة عن مدى خوفها على مصير عائلتها خصوصا في ظل ما تتعرض له غزة من قصف وتجويع وتدمير.

اختلفت القصص لكن المعاناة واحدة الرحلة من غزة الى تونس حملت في طياتها الكثير من الوجع والم الفقد وأيضاً حملت صموداً وشموخاً وايماناً ومقاومة، ذلك ما اوضحه عدد كبير من الجرحى الفلسطينيين في تونس، فمهما قتل الاحتلال من أبرياء ودمر البنيات، ستعود غزة من جديد وستواصل كتابة التاريخ وتقديم الدروس للعالم في الصمود والمقاومة والايمان.

 

وربما ما عاشته سجى اياد شناعة الطفلة التي يبلغ عمرها 15 سنة مثال عن صمود شعب غزة وتشبثه بالحياة رغم كل القصف والدمار، فشذى تم إخراجها من تحت الأنقاض بعد فترة ليست بالقصيرة من قصف منزل عائلتها، قاومت شذى الألم وتشبثت بالحياة رغم فقدانها قدمها اليسرى، آمله أن تجتمع مع عائلتها قريبا موجهة في هذا السياق نداء الى الرئاسة التونسية لمساعدتها على لم شمل عائلتها، خصوصاً وان أمها واختها تعالجان في مصر دون مرافق لهما فيما بقي اخاها ووالدها في غزة.

 

وتجدر الإشارة إلى أن عدداً من المصابين قد غادروا المستشفى وهم في مرحلة النقاهة والتأهيل لتركيب أطراف اصطناعية، لا سيما أن إصابات العديد منهم تطلّبت بتر الأعضاء المتضررة ، وقد تم توفير مساكن مستقلة لهم.

 

وكانت تونس قد استقبلت ما يزيد عن 130 مصاباً على دفعتين لتلقي العلاج في المستشفيات والمصحات الخاصة.

 

أ.ش

المصدر: الميادين