لا عطلة في الكرة

 يتبادر إلى ذهن البعض أن كرة القدم مهنة سهلة بالنسبة إلى اللاعبين، لا سيما عندما ينظرون إلى حياة الرفاهية التي يعيشها اللاعب والوفرة في الأموال، ولكن على العكس من ذلك فإن الكرة من أصعب المهن.

2024-03-12

يكفي القول أنْ لا عُطَل بالمعنى الكامل للكلمة في الكرة على غرار أكثر المهن الأخرى. يلعب اللاعب مع فريقه مباراتين في 7 أيام أو 8 أيام، وأحياناً 3 مباريات، عندما تكون هناك مباريات المسابقات القارية للفرق. وبين هذه المباريات تدريبات تكون متعبة للاعب. هي تدريبات لا تقتصر على الجانب البدني، بل أيضاً، والأهم، الجانب الذهني، إذ إن على اللاعب أن يفهم جيداً خطة المدرّب وأن يطبّقها بحذافيرها.

 

يأتي ختام الموسم مع بدء الصيف، فيذهب اللاعب إلى عطلة يمنحها إياه فريقه بين أسبوعين إلى 3 أسابيع، لكنها لا تكون عطلة كاملة. صحيح أن جسد اللاعب يأخذ قسطاً من الراحة، لكن هذا ليس الحال على الصعيد الذهني، إذ إن اللاعب يظلّ مشغولاً بالمباريات والاستحقاقات القادمة والطموحات، ويظل يتابع أخبار الكرة ليعرف آخر مستجداتها التي تهمه.

 

ولا يكاد اللاعب يحصل على هذه العطلة حتى يعود مباشرة إلى التدريبات والاستعدادات الصيفية مع فريقه، والتي تشمل الكثير من المباريات الاستعدادية والعديد من الجولات إلى العديد من البلدان، والتي تكون في أكثرها بعيدة، وهذا ما يصيب اللاعب بمزيد من التعب قبيل بدء الموسم الجديد.

 

الكثير من اللاعبين تكون لديهم استحقاقات مهمة في تلك الفترة مع منتخبات بلادهم كل عامين، سواء في بطولة كأس العالم أو البطولات القارية، ويكون العطاء فيها كبيراً نظراً إلى قوة التنافس.

 

عود على بدء، وبعد الاستعدادات الصيفية أو المباريات الدولية، يعود اللاعب إلى البطولات المحلية والقارية مع فريقه في الموسم الجديد، حيث لا راحة جسدية أو ذهنية طيلة الموسم سوى في فترات قليلة جداً.

 

لكن ثمة فرْق بين مهنة الكرة وغيرها يجدر الحديث عنه؛ إذ إن اللاعب، ورغم كل هذا الجهد والتعب، يُعطي بكل ما أوتي من قوة، وهو يشعر بالسعادة، إذ إن الشغف بالكرة الذي ينشأ مع اللاعب منذ صغره هو الأساس الذي يصنع من خلاله كل شيء.

 

أ.ش

 

المصدر: الميادين