مدريد بدأ منذ فترة إعداد فريقه لهذه الاستراتيجية، وهو يكملها بكل ثقة دون تراجُع. هذه الاستراتيجية عنوانها الشباب في مدريد، وليس أي شباب، بل هم نجومٌ كل في مركزه.
هكذا بدأ مدريد يُكثر من التعاقد مع اللاعبين الشباب، ومن ثم يمدّد عقودهم لفترات طويلة في مرحلة أولى، تليها تمديدات لاحقة يكون فيها الفريق منافساً لسنوات طويلة قادمة على كل الألقاب الممكنة.
الحديث هو عن لاعبين شباب لديهم عقود مع مدريد حتى عام 2028 وهم: رودريغو (23 عاماً)، وأوريول تشواميني (24 عاماً)، وإيدر ميليتاو (26 عاماً)، ولاعبين لديهم عقود حتى عام 2029 هم: جود بيلينغهام (20 عاماً)، وأردا غولير (19 عاماً)، وفيديريكو فالفيردي (25 عاماً)، وإدواردو كامافينغا (21 عاماً)، فيما يستمر عقد فينيسيوس جونيور (23 عاماً) الحالي حتى عام 2027، ويستعد مدريد لتمديده حتى عام 2029 على الأقل، كما أن أندريك (18 عاماً) سيلتحق بالفريق الصيف المقبل بعقد حتى 2027 مع خيار التمديد حتى 2030.
هذا ليس كل شيء؛ بل الأهم أن كيليان مبابي (25 عاماً) قادم إلى مدريد. ويُحكى من الآن عن عقد مع الفريق حتى عام 2029.
إذاً، لاعبون أساسيون في مدريد وهم شباب يرسمون استراتيجية الفريق لفترة طويلة. هذه الاستراتيجية تعني سيطرة مدريد في إسبانيا طيلة هذه المدة، وأيضاً من المرجح جداً سيطرته على قارة أوروبا، إذ إن هذه الاستراتيجية تعني الاستقرار في مدريد، فهؤلاء اللاعبون الشباب سيتأقلمون في اللعب سوياً أكثر. هذا الأمر بدأ منذ فترة، ما يعني ازدياداً في قوة الفريق، والأهم أن هؤلاء اللاعبين الشباب من أفضل اللاعبين في العالم في مراكزهم، وبينهم الأفضل على غرار مبابي (عند قدومه) وبيلينغهام وفينيسيوس.
إضافة إلى ذلك، فإن هؤلاء اللاعبين الشباب هم في مختلف الخطوط من الدفاع إلى الوسط والهجوم، ولا سيما خط الهجوم، فمن سيضاهي مدريد في القوة والكفاءة والمهارة الكروية طيلة السنوات القادمة عندما سيحضر مبابي وبيلينغهام وفينيسيوس معاً؟
بالتأكيد، إن استمرار هؤلاء اللاعبين لفترة طويلة، وربما حتى اختتام مشوارهم في الكرة، هو أمر مفروغ منه، إذ لا يمكن أن يكون اللاعب في مدريد ويفكّر في غيره، ومدريد هو قمة طموح اللاعب، وهذا ما رأيناه في إصرار بيلينغهام على القدوم إلى هذا الفريق، وفي الخطوة القادمة أيضاً لمبابي.
الزاد من اللاعبين الشباب إذاً موجود في مدريد، والأهم أنه ليس كمّاً فقط، فهو نوعي أيضاً، ما يعني أن بنيان هذا الفريق يقوم على دعائم وأسس مركّزة جيداً.
في الكرة، ليس المهم فقط أن تخطط للغد، بل أيضاً لما بعد الغد وما بعده طيلة السنوات القادمة. مدريد يفعل ذلك، لا بل يتقنه.
أ.ش