الفن السابع أو السينما من الفنون التي تجذب الكثير، وفي ايران أيضاً تُقام مهرجانات كثيرة، منها مهرجان عمار الشعبي للأفلام الذي نحن على أعتاب إقامته، وسيعقد حفل افتتاح مهرجان عمار الشعبي الثالث عشر في عتبة أحمد بن موسى الكاظم (ع) الملقب بـ”شاهجراغ”، تخليداً لذكرى شهداء حادث شاهجراغ الإرهابي وشهداء الأمن في مرقد أحمد بن موسى الكاظم (ع) في شيراز يوم الأربعاء القادم الموافق 4 يناير/كانون الثاني، وسيتم فيه تكريم الفائزين بمختلف فئات المهرجان من الفيديو كليب موسيقية، والسيناريو والرسوم المتحركة، فيلمنا، والبرامج التلفزيونية بحضور أسر شهداء جريمة شاهشجراغ الإرهابية والمدافعين عن الأمن.
ستعرض أعمال المهرجان اعتباراً من يوم الخميس المقبل الموافق 5 كانون الثاني، بطهران في سينما “فلسطين” وكذلك على موقع “عمار يار” (Ammaryar.ir)، وسيقام الحفل الختامي لمهرجان عمار يوم الخميس 12 يناير القادم، وذلك بتكريم الفائزين في قسمي الأفلام الوثائقية والروائية.
تم إرسال أكثر من 3400 عمل إلى أمانة مهرجان عمار الشعبي للأفلام الثالث عشر للمنافسة، وأعلنت أمانة المهرجان أسماء الأعمال التي دخلت مختلف أقسام المسابقة لهذه الفترة من المهرجان.
وقد تم إختيار الدكتور “سهيل أسعد” الأرجنتيني كأمين عام للمهرجان بنسخته الثالثة عشرة، الدكتور “سهيل أسعد” اسمه الأصلي “إدكاردو روبين” ولد عام 1970 في “بوينس آيرس” في الأرجنتين، يشغل منصب رئيس البيت اللاتيني في مدينة قم المقدسة، يحمل شهادة الدكتوراه في الفلسفة والعرفان من جامعة المصطفى العالمية، داعية إسلامي في بلدان أمريكا اللاتينية وأوروبا والشرق الأوسط، أستاذ في الحوزة العلمية والجامعات، ومقدم برامج في قناة هيسبان تي في باللغة الأسبانية وعدة قنوات تلفزيونية أخرى، أعد أكثر من 50 فيلماً وثائقياً في بلدان متعددة، ويجيد اللغات العربية والفارسية والإسبانية والإنجليزية وحصل على الدكتوراه الفخرية من جامعة الحضارة الإسلامية في لبنان وينشط في 25 دولة حول العالم، ويشغل منصب الأمين العام ومدير مهرجان عمار السينمائي في هذا العام، فعلى أعتاب إقامة هذا المهرجان إغتنمنا الفرصة وأجرينا حواراً معه وسألناه عن قضايا مختلفة، خاصة فيما يتعلق بهذا المهرجان، وفيما يلي نص الحوار:
ما هو تقییمکم لمهرجان عمار منذ بدایته حتی الآن وبرأيكم ما هي أفضل ميزة له بالمقارنة مع المهرجانات الأخرى؟
بالنسبة لتقييمي لمهرجان عمار منذ بدايته، طبعاً هو نوع من الإبداع في تأسيس حالة جديدة في سينما ايران وباعتبار هي تجربة جديدة خاضت مراحل متعددة، بداياتها كانت مرحلة جداً ناجحة طبعاً، وأتصور أنه من أفضل المراحل هي مرحلة إيجاد حالة جديدة في الأمة الإسلامية لإعطاء فرص لنفس الشعب بأن يتحرك نحو أهداف ثورية، فالمرحلة الأولى كانت مرحلة جداً ممتازة، في البداية حاولوا أن يتوسعوا في نطاق دولي، وكان هناك بعض المبادرات التي حققت أهدافا جميلة، وبعد فترة خفّت ولن تحقق بشكل دائم تلك الأهداف المرجوة في البداية، وأما بالنسبة الى أهم ميزة وأفضل ميزة لمهرجان عمار، شعبية المهرجان، يعني ان المهرجان كان شعبيا بلا تكلّف وشعبوية المهرجان بمعنى أن كل إنسان يريد أن يقدّم خدمة سينمائية للأمة الإسلامية بإمكانه ان يقدمها من خلال المهرجان، وقلة الشروط المطلوبة للاعمال السينمائية في المهرجان، وسهولة تحقيق الأهداف، أتصور أن مهرجان عمار فتح باباً جديداً في تسهيل الانتاج السينمائي وأيضاً من أهم الميزات قدرة التوزيع، يعني قدرة عرض الأفلام الى كم هائل من الناس بتكاليف جداً ضئيلة.
متى يقام مهرجان عمار في هذا العام وما هي الميزة الخاصة في مهرجان هذا العام بالنسبة للأعوام السابقة؟
مهرجان عمار يقام في الأسبوع الجاري خلال فترة زمنية تقريباً عشرة أيام، وبالتالي هناك أكثر من أسبوع يقام فيه المهرجان، أتصور يمكن على مستوى المحتوى هذه السنة ركّز المهرجان على قضية المرأة الإيرانية وهو ضمن إطار تقييم جديد لدور المرأة في المجتمع الإيراني، وطبعاً هناك ميزة خاصة كانت منذ البداية في مهرجان عمار، تتعلق بمعاصرة المهرجان او المحتوى المهرجاني، بمعنى أن المهرجان يهتم بقضايا معاصرة، وتبذل جهود لكي يحقق علاجا حقيقيا لأزمات وقضايا ومشاكل المجتمع.
ما هي المحاور الأصلية في مهرجان هذا العام وبأي موضوع تدور وما هي ابرز الأفلام التي تم ارسالها للمهرجان؟
المحاور الأساسية هي محاور تتعلق بالبعد الإجتماعي، يعني معظم المحاور التي ركّز عليها المهرجان في هذه السنة وكل السنوات السابقة هي قضايا اجتماعية، وطبعاً ما أُخذ بعين الإعتبار الجانب الثوري والحركي، والنضالي والجهادي، بمعنى أنه يعالج بطريقة ما البعد الإجتماعي والثوري والحركي، ليكون فيه أساس لقبول المحتوى، فتطرقت هذه السنة الى قضية المرأة بكل أبعاد حياتها، بما فيها مثلاً البعد الزوجي، والأمّي، يعني المرأة كزوجة وكأم، والمرأة الفعالة والمرأة العاملة، والمرأة الثورية، والمرأة المتحركة في المجتمع التي تنجز أهداف معينة، والمرأة المتعهدة، والمرأة المسؤولة، يعني مسؤولية المرأة في المجتمع، إنجازات المرأة في المجتمع، والتغيير والتحول الذي تتحقق في المجتمع خلال أعمال المرأة وهكذا أمور.
وأما بالنسبة لأبرز الأفلام التي تم إرسالها للمهرجان هي أفلام متنوعة، يعني في كل أبعاد المهرجان يعني هناك أفلام وثائقية وأفلام روائية طويلة وقصيرة، وهناك أفلام شعبية جديدة باسم “فيلمنا” بمعنى أن الناس بالموبايل يصنعون فيلماً وثائقياً، ويرسلوا الفيلم إلينا، هناك أنيميشن أو الصور المتحركة وهناك أفلام فيديو كليب موسيقية يعني يستفاد من فضاء موسيقي في الفلم.
هل تطرقت الافلام الى احداث ايران الأخيرة؟
نعم تتطرق بعض الأفلام، الى الأحداث الأخيرة التي صارت في ايران، وبشتى المواضيع، فهناك بعض الأفلام اهتمت بهذه الأبعاد.
برأيكم ما مدى تأثير الأفلام الوثائقية في تبيين الحقائق وفي طريق المقاومة وكيف يمكن نشر ثقافة المقاومة على المستوى الدولي؟
نعم للفيلم الوثائقي دور جدا جدا مهم في نشر ثقافة المقاومة باعتبار أن الفيلم الوثائقي يعكس حقائق يعني هي عبارة عن انتقال تجربة حقيقية من وحي الحياة بصورة واقعية، فنقل هذه التجارب طبعاً يعطي صورة حقيقة أكثر للناس والمشاهد ويعطي مجالا للمشاهد أن يتعرف على الواقع كما هو بدون أي تصرف فني او تقني، فبالتالي له دور أساسي في رواية الحقائق وأما ما هي الطريقة الأفضل او المناسبة لنشر ثقافة المقاومة، أنا أتصور أن نشر أي عنصر ثقافي على المستوى الدولي بحاجة الى مجموعة عناصر، وليس هناك شيء واحد مثلا او طريقة واحدة، هناك حاجة الى مجموعة من الأمور ومجموعة عناصر اذا اجتمعت كلها فتؤثر بشكل أكثر، فالإعلام طبعاً دائماً يلعب دورا أساسيا في نشر الثقافة وأتصور أن المجال التربوي على مستوى المدارس والجامعات والمعاهد يلعب أيضا دورا مهماً جدا والسينما طبعاً من الأبعاد التي يجب أن لا ننساها كأساس في نقل الثقافة.
مهرجان عمار يشتهر بأنه يقدّم شخصيات جديدة من شباب صانعي الأفلام، فهل هناك برنامج لديكم لتقديم شخصيات دولية جديدة في هذا العام؟
بالنسبة لتقديم شخصيات جديدة على المستوى الدولي لن نستطيع لحد الآن أن نكوّن فرصة للشخصيات الدولية، يعني لحد الآن كان التركيز على الإيرانيين، ولن يخرج المهرجان على مستوى تقديم الشخصيات او تعريف بشخصيات جديدة دولية من إطاره الإيراني لحد الآن، نعم هناك بعض المحاولات ولكن لحد الآن لم نر نتائج كبيرة فيها، وهذا يرجع الى أن على كل حال المهرجان كان يركّز على الجانب الإيراني في البداية، والجانب الدولي كان المشروع الجزئي، ولكن الآن وبعدما استلمت أنا ادارة المهرجان قد يُستفاد منّي كشخصية دولية في البعد الدولي أكثر، فعندنا نية إن شاء الله في المستقبل نبدأ بمجموعة نشاطات في هذا البعد، طبعا هناك نشاطات موجودة اليوم على المستوى الدولي، يعني عندنا مجموعة من الإخوة اليوم لهم نشاطهم في العراق مثلاً في بث بعض الأفلام بالمهرجان وسابقا كان لهم وجود في غزة، حتى في فلسطين، وأيضا في لبنان والنية موجودة، أن نبدأ إن شاء الله ببث بعض الأفلام في بعض الدول، وأيضا أنا كأرجنتيني وكلاتيني، سأُحاول إن شاء الله نشر ثقافة المهرجان في منطقة أمريكا اللاتينية خاصة وهناك هذه السنة بعض المحاولات، ولكن على أي حال لم تحقق أي نتيجة.
برأيكم ما هو مدى تأثير نشاطات المهرجان وإقامته من قبل المرحوم السيد نادر طالب زاده؟
طبعا هو شخصية يعني بوحدها تشكّل عنصرا أساسياً في نجاح المهرجان، يعني كل ما لدينا من موفقية ونجاح في هذا المهرجان، الجزء الأكبر يرجع الى فضل السيد نادر طالب زاده رحمة الله عليه، باعتبار أنه سينمائي ماهر وبارع، وشخصية متعددة الأبعاد، ومؤثرة على المستوى الدولي، وشخصية كان يعرف أن يتعامل مع العالم ويعرف قضايا العالم، كان له مشاريع على المستوى الدولي فلذا كان حضوره ووجوده مبارك جدا جدا وأنا أتصور أنه من أهم المسائل التي تربط السيد طالب زاده بالمهرجان، قوته في علاقته وارتباطه مع الآخرين، يعني كان شخصية مرتبطة مع كثير من الشخصيات على مستوى العالم، فطبعا نحن نحزن على فقدانه اليوم.
ما مدى التوجه والتركيز على الاتجاه الدولي في هذا المهرجان وبأي صورة؟
بالنسبة للبعد الدولي هناك نية موجودة يعني أنا أتصور أن القضية الدولية بحاجة الى نية وإرادة وأيضا بحاجة الى إمكانيات، فكأي مهرجان شعبوي، إمكانيات المهرجان محدودة، فلذا هذه المسألة ترتبط بإرادة الشعب، إذا نفس الشعوب، تتجه نحو الإنماء ومساعدة المهرجان لتتحقق أهدافه، فيمكن أن يتوسع النطاق، ولكن مثل ما قلنا بحاجة الى بعض الإمكانيات، ونسعى إن شاء الله في المستقبل أن نضع بعض الخطط، ونستفيد من تجارب الآخرين، والعلاقات مع بعض الدول، لكي نحقق أهداف دولية ان شاء الله.