بعد مرور أكثر من 5 أشهر على العدوان الصهيوني

لأول مرة.. مجلس الأمن يتبنى قرارا بوقف إطلاق النار في غزة

تبنى مجلس الأمن الدولي للمرة الأولى قرارا يدعو لوقف إطلاق النار في قطاع غزة بعد مرور أكثر من 5 أشهر على العدوان الصهيوني.

2024-03-25

من جهتها أحجمت الولايات المتحدة -الداعم الرئيسي لتل أبيب- عن استخدام حق النقض (فيتو) هذه المرة، فيما ألغى رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو زيارة وفد إسرائيلي إلى واشنطن احتجاجا على امتناع الأخيرة عن التصويت.

ويطالب القرار الذي قدمه الأعضاء غير الدائمين في مجلس الأمن بوقف فوري لإطلاق النار في غزة، مع التأكيد على الحاجة الملحة لزيادة المساعدات والمطالبة بإزالة جميع العوائق أمام تسليمها.

وتم اعتماد القرار بموافقة 14 من أعضاء المجلس الـ15، مع امتناع الولايات المتحدة عن التصويت.

ويطالب القرار “بوقف فوري لإطلاق النار في غزة في رمضان تحترمه الأطراف ويؤدي إلى وقف ثابت ومستدام”.

كما يدعو النص إلى “الإفراج الفوري وغير المشروع عن جميع الأسرى وضمان وصول المساعدات الإنسانية”، ويطالب “الطرفين بالامتثال لالتزاماتهما بموجب القانون الدولي بشأن جميع الأشخاص المحتجزين”.

وقال مندوب الجزائر لدى الأمم المتحدة عمار بن جامع إن اعتماد القرار رسالة لأهل غزة بأن المجموعة الدولية تشعر بآلامهم ولم تتخل عنهم.

وتابع قائلا “نريد أن تصبح فلسطين عضوا كاملا وسيدا في الأمم المتحدة”.

وخلال الجلسة نفسها، أخفق المجلس في اعتماد تعديل طلبته روسيا لإضافة عبارة “وقف دائم” لإطلاق النار.

*مناقشات محمومة بين السفراء سبقت جلسة التصويت

وكانت روسيا والصين قد استخدمتا يوم الجمعة الماضي حق النقض لإسقاط مشروع قرار أميركي يدعو إلى وقف لإطلاق النار “في إطار صفقة لإطلاق سراح الرهائن”، وهي صياغة وصفتها الدول العربية وموسكو وبكين بـ”المسيّسة والغامضة”.

وقد سبق للولايات المتحدة أن عارضت بشكل منهجي مصطلح “وقف إطلاق النار” في قرارات الأمم المتحدة، وعرقلت 3 نصوص في هذا الإطار، منذ بداية الحرب.

وقالت المندوبة الأميركية ليندا توماس غرينفيلد في كلمتها خلال الجلسة إن بلادها لم تكن متفقة مع بعض الأعضاء على كل عناصر القرار لذلك لم تصوت لصالحه، مؤكدة في الوقت نفسه دعم واشنطن لوقف إطلاق النار وتسهيل وصول المساعدات إلى قطاع غزة.

وانتقدت غرينفيلد في كلمتها الصين وروسيا لأنهما “عاجزتان عن إدانة الهجوم الإرهابي الذي شنته حماس في 7 أكتوبر”، حسب تعبيرها.

وأضافت أن حماس “منظمة إرهابية تنوي تدمير” إسرائيل”، ومجلس الأمن أخفق في إدانتها”، على حد زعمها.

وبعد انتهاء الجلسة، قال مندوبو الدول غير دائمة العضوية في مجلس الأمن خلال مؤتمر صحفي إنهم يأملون أن تلتزم جميع الأطراف بتنفيذ القرار الدولي لتخفيف المعاناة في غزة.

*غضب صهيوني

وردا على القرار، قال ديوان رئيس الوزراء الصهيوني إن بنيامين نتنياهو ألغى زيارة وفد صهيوني لواشنطن بعد امتناعها عن التصويت على القرار الذي تبناه مجلس الأمن الدولي.

من جهته، قال منسق الاتصالات الإستراتيجية لمجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي إن الامتناع الأميركي عن التصويت على قرار مجلس الأمن “لا يمثل تحولا في سياستنا”، موضحا “لم نصوت لصالح القرار واكتفينا بالامتناع عن التصويت لأن الصيغة النهائية لا تتضمن التنديد بحماس”.

وأضاف كيربي “إذا قرر الإسرائيليون عدم القدوم إلى واشنطن بسبب تصويت مجلس الأمن فسنستمر بالتواصل معهم لإيصال آرائنا”.

وقال البيت الأبيض إن قرار الحكومة” الإسرائيلية” عدم إرسال وفد إلى واشنطن لتبادل الآراء بشأن العملية المزمعة في رفح “مخيب للآمال”.

*حماس ترحب بالقرار

من ناحية أخرى، رحبت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بقرار مجلس الأمن، ودعت المجلس إلى الضغط على الاحتلال “للالتزام بوقف إطلاق النار ووقف حرب الإبادة والتطهير العرقي ضد شعبنا”.

وأكدت الحركة ضرورة التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار يؤدي لانسحاب جميع قوات الاحتلال وعودة النازحين، كما أكدت استعدادها للانخراط في عملية لتبادل الأسرى فورا تؤدي إلى إطلاق سراح الأسرى لدى الطرفين.

ويشن الكيان الصهيوني عدوانا مدمر على قطاع غزة منذ أكثر من 5 أشهر خلّف عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى، أغلبهم أطفال ونساء، وسط تحذيرات منظمات دولية من المجاعة -ولا سيما في شمال القطاع- جراء تقييد الاحتلال دخول المساعدات.

*مجزرة جديدة في دير البلح

هذا ويواصل الاحتلال الصهيوني لليوم 171 عدوانه على قطاع غزّة، مستهدفاً مناطق متفرقة من القطاع ومطبقاً حصاره على القطاع الصحي، مما يفاقم الأزمة الإنسانية التي يعاني منها أهالي غزة منذ أكثر من 5 أشهر.

وارتقى 22 شهيداً في قصف الاحتلال منزلاً لعائلة سلمان في شارع البيئة بمدينة دير البلح، ونفذ الاحتلال غارة على مخيم النصيرات، وذلك وسط القطاع.

وارتقى أيضاً 3 شهداء ووقع عدد من الإصابات التي وصلت إلى مستشفى الكويت، من جراء قصف الاحتلال منزلاً لعائلة برهوم بالقرب من مسجد صلاح الدين بمخيم يبنا وسط رفح جنوبي القطاع.

من جهته، أكد الدفاع المدني في غزّة عدم قدرته على تلبية نداءات استغاثة وصلت من فلسطينيين تعرضوا لقصف إسرائيلي في مخيم الشاطئ غربي مدينة غزة، وناشد الدفاع المدني الأمين العام للأمم المتحدة بـ “ضرورة التدخل الفوري لتوفير احتياجات الدفاع المدني لحماية المدنيين”.

*استهداف المستشفيات يتواصل

كما يستمر الاحتلال باستهداف محيط مجمع الشفاء الطبي بالقصف المدفعي والجوي، وسط إطلاق نار كثيف من الآليات التابعة لقوات الاحتلال، وقد تعرّض الطابق العلوي من المستشفى للقصف.

بالتزامن عمليات إعدام ميدانية يقترفها الاحتلال في مجمع الشفاء الطبي و “الجيش” الصهيوني أجبر الرجال والنساء على خلع ملابسهم والسير عراة من الشمال إلى الجنوب.

كذلك استهدفت مدفعية الاحتلال محيط مستشفى الأمل والمناطق الشرقية في مدينة خان يونس جنوبي القطاع.

كما أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني عن انقطاع الاتصال مع طواقمها في مستشفى الأمل  وذلك من جرّاء خروج موجة الاتصال اللاسلكي “VHF” عن الخدمة.

وأضافت أنَّ “وسائل الاتصالات المختلفة الأرضية والخلوية وخدمات الإنترنت لا زالت مقطوعة في محافظة خان يونس لليوم 72 على التوالي”.

وتحاصر آليات الاحتلال جميع مداخل المستشفى بالكامل، ويُمنع تحرك أيّ أحد من الطواقم المتواجدة حالياً فيها من التحرك خارجه.

من جهتها، أعربت اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن قلقها البالغ إزاء التقارير التي تتحدث عن عمليات عسكرية جارية داخل أراضي المستشفيات وما حولها.

*الاحتلال يعتقل 500 بمستشفى الشفاء

في غضون ذلك اعتقلت قوات الاحتلال 500 فلسطيني في محيط مستشفى الشفاء بمدينة غزة، في حين أعلنت وزارة الصحة في غزة ارتفاع حصيلة العدوان الصهيوني إلى 32 ألفا و333 شهيدا و74 ألفا و694 مصابا منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وفي التطورات العسكرية، قال الجيش الصهيوني إن وحدات عسكرية مختلفة تابعة للفرقة 98 بدأت عملية عسكرية في حي الأمل غربي خان يونس في جنوب قطاع غزة.

من جانبها، قالت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس إن عناصرها استهدفوا دبابة وجرافة إسرائيليتين بقذيفتي الياسين 105 شمال شرق بيت حانون شمالي قطاع غزة، كما أعلنت القسام أن مقاتليها قصفوا أسدود برشقة صاروخية ردا على استهداف المدنيين في قطاع غزة.

*العدو يشن حملة مداهمات بالضفة

وفي الضفة المحتلة شنت قوات العدو الصهيوني، فجر الاثنين، حملة اقتحامات واعتقالات في مناطق متفرقة من الضفة الغربية، تخللها اندلاع اشتباكات ومواجهات متفرقة.

وأوضحت هيئة شؤون الأسرى والمحريين الفلسطينيين أن قوات العدو اعتقلت منذ مساء الأحد 15 فلسطينيًا على الأقل من الضّفة، بينهم طفل، وأسرى محررون.

وبينت الهيئة في تصريح صحفي أن عمليات الاعتقال تركزت في محافظتي رام الله، وقلقيلية فيما توزعت بقية الاعتقالات على محافظات جنين، الخليل، بيت لحم، والقدس.

وفي جنين، استهدف مقاومون قوات العدو بعبوة ناسفة محلية الصنع عقب اقتحامها بلدة عربونة بجنين.

واعتقلت قوات العدو ثلاثة فلسطينيين بعد اقتحام منازلهم في بلدة جلبون بجنين، فيما اندلعت مواجهات عنيفة بين الشبان وقوات العدو عقب اقتحامها بلدة سيلة الظهر جنوب جنين.

وفي نابلس، اقتحمت قوات العدو المدينة من عدة محاور، ودهمت البلدة القديمة ما أدى لاندلع مواجهات واشتباكات مسلحة في محيط البلدة القديمة.

واندلعت مواجهات بين الشبان وقوات العدو خلال اقتحام قرية بيت وزن غرب مدينة نابلس.

وفي طولكرم، اقتحمت قوات العدو ضاحية شويكة وضاحية أرتاح في مدينة طولكرم، واعتقلت شابا بعد دهم وتفتيش منزله في ضاحية شويكة.

وفي القدس المحتلة، اقتحمت قوات العدو مخيم قلنديا شمال شرق القدس المحتلة، واعتقلت شابين عقب دهم وتفتيش منزليهما.

وبذلك ترتفع حصيلة الاعتقالات بعد السابع من أكتوبر، إلى نحو 7770 حالة اعتقال، وتشمل من جرى اعتقالهم من المنازل، وعبر الحواجز العسكرية، ومن اضطروا لتسليم أنفسهم تحت الضغط، ومن احتجزوا كرهائن.

المصدر: الوفاق/ خاص