في العام 2022، استطاعت حركة التضامن العالمية مع حقوق الشعب الفلسطيني أن تجعل العالم يسلط الضوء على حقيقة يعيشها شعبنا الفلسطيني منذ عقود: الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني الأصلاني ككل هو نظام استعمار-استيطاني وأبارتهايد (فصل عنصري) واحتلال عسكري. وأسهم في ذلك صدور سلسلة من التقارير بهذا الخصوص من قبل منظمات حقوقية محلية وعالمية، كان آخرها تقرير منظمة العفو الدولية في بداية هذا العام والتقرير التاريخي الذي أصدرته مؤسسة الحق قبل أسابيع.
*سنة صعبة على الإعلاميين في فلسطين
في الوقت ذاته، تفاقم القتل والقمع الممنهج والتهجير والتطهير العرقي الصهيوني المدعوم من الغرب ومن الأنظمة الاستبدادية العربية التي خانت قضية فلسطين. فشهد الشعب الفلسطيني سنة صعبة خسر فيها أيقونته الإعلامية، الشهيدة شيرين أبو عاقلة، والمئات من الشهداء، ومن ضمنهم عشرات الأطفال. لكن، الشعوب العربية التي خرجت في تظاهرات حاشدة رافضة لاتفاقيات أنظمتها التطبيعية مع العدوّ الإسرائيلي بثّت الأمل من جديد، فرفعت العلم الفلسطيني عالياً ووضعت القضية الفلسطينية في محور بطولة كأس العالم لكرة القدم في قطر، مجددة حبها ووفاءها لفلسطين ولحقوق الشعب الفلسطيني، حيث كان علم فلسطين في مونديال قطر 2022 الحدث الأبرز خلال المونديال، حيث جاب العلم بين جميع الحشود ومن مختلف الدول مما كشف عن دعم كبير لقضية فلسطين على المستوى العالمي.
في السياق قامت حركة المقاطعة BDS التي إمتدّ نضالها لأكثر من 17 عاماً، بمشاركة أبرز 22 مؤشراً لتنامي تأثير حركة المقاطعة (BDS) في العام 2022:
*المقاطعة إقتصادياً
بعد سنوات من حملات الضغط والمقاطعة، أعلنت شركة “جينرال ميلز” الأمريكية بيع حصتها في مشروعها المشترك مع العدو الصهيوني.
كما أنهت شركة “هيوليت باكارد إنتربرايز” (HPE) عقدها الذي يوفر خوادم لحوسبة قاعدة بيانات السكان الإسرائيلية، ولكن تستمر حملة #لنقاطع_HP بالضغط على الشركة حتى تنهي كافة تعاقداتها غير الشرعية مع العدو الصهيوني.
الى ذلك سحب “صندوق المستقبل الأسترالي” Australia Future Fund استثماراته في شركة Elbit Systems، أكبر شركة أسلحة إسرائيلية خاصة.
*المقاطعة سياسياً
انسحابات عربية من محافل تطبيعية: انسحبت شركات عمانية وكويتية من “معرض البحرين الدولي للطيران 2022” بسبب مشاركة 6 شركات صهيونية. وانسحب أطباء أسنان عرب من مؤتمر “إيدك” في دبي بسبب مشاركة إسرائيل في فعاليات المعرض. كما قاطع أدباء وأديبات من الكويت وعُمان مهرجان “طيران الإمارات للآداب” التطبيعي.
مرر برلمان كتالونيا قراراً تاريخياً اعترف فيه بأن “النظام الذي تطبقه إسرائيل على الأراضي الفلسطينية المحتلة يتعارض مع القانون الدولي ويرتقي إلى كونه جريمة الأبارتهايد”.
هذا وأدان حزب “رازم” البولندي إسرائيل كدولة أبارتهايد واعترف بحق اللاجئين الفلسطينيين في العودة وأعلن دعمه لحركة المقاطعة BDS. وفي فرنسا قدّم 38 نائباً مشروع قرار في البرلمان يدين نظام الأبارتهايد الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني.
*تجريم التطبيع
هذا وقدّم نواب جزائريون مشروع قانون تجريم التطبيع مع العدو الإسرائيلي إلى رئاسة البرلمان. وصوت البرلمان العراقي بالإجماع لصالح قانون يجرم التطبيع بعقوبات مشددة. كما صوت مجلس الشورى العماني على مشروع توسيع قانون مقاطعة إسرائيل، ليشمل المجالات الرياضية والثقافية والاقتصادية.
أصدرت محكمة شتوتغارت الإدارية في ألمانيا حكماً يؤكد الحق في مقاطعة نظام الاستعمار والأبارتهايد الإسرائيلي. وأصدرت المحكمة الفدرالية الإدارية الألمانية في مدينة لايبزغ قراراً يحمي الحق في عقد أنشطة مساندة لحركة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها (BDS)، كونها شكلاً من أشكال “حرية التعبير عن الرأي” التي يكفلها الدستور الألماني.
من جانبها أعلنت الهيئة التحريرية لجريدة “هارفارد كريمسون” تأييدها لنداء حركة مقاطعة إسرائيل (BDS)، وتعهد 50 من أعضاء الهيئة التدريسية في جامعة هارفارد بدعم هذا القرار.
كما أعلن أكبر اتحاد نقابي في النرويج (LO Norge)، الذي يضم ما يقارب مليون عضواً، دعمه لمقاطعة نظام الاستعمار والأبارتهايد الإسرائيلي، ودعا النرويج إلى تأييد الحملة العالمية لمطالبة الأمم المتحدة بالتحقيق في جريمة الأبارتهايد الإسرائيلية.
هذا وأقرّ مجلس أمريكا اللاتينية للعلوم الاجتماعية (CLACSO) بالإجماع مقترح تأييد نداء حركة المقاطعة (BDS) بما يشمل مقاطعة المؤسسات الأكاديمية الصهيونية المتواطئة مع نظام الاستعمار الاستيطاني والأبارتهايد الإسرائيلي.
*مقاطعة طلابية
صوّتت جمعية دراسات الشرق الأوسط (MESA) بواقع 80% لصالح قرار يؤيد النداء الفلسطينيّ لمقاطعة المؤسسات الأكاديمية الإسرائيلية المتواطئة بعمق في جرائم نظام الاستعمار الاستيطاني والأبارتهايد الإسرائيلي.
كما نجح اتحاد طلاب جامعة تورنتو، وهو أكبر اتحاد طلابي في كندا، في تمرير قرار يطالب الجامعة بسحب جميع الأموال والاستثمارات من الشركات المتواطئة مع نظام الاستعمار والأبارتهايد الإسرائيلي. وفي الولايات المتحدة صوت مجلس طلبة جامعة Case Western State لمطالبة الجامعة بسحب الاستثمارات من الشركات المتواطئة مع نظام الإستعمار والأبارتهايد الإسرائيلي، بما يشمل الشركات: Elbit Systems, HP, PUMA, AXA, G4S.
هذا وأعلنت كلية الحقوق في جامعة “CUNY” في نيويورك تأييدها لنداء حركة مقاطعة إسرائيل (BDS). أما في أستراليا وبعد سلسلة من المشاورات، أيّد اتحاد طلاب جامعة ملبورن، الذي يمثل 30 ألف طالب، نداء حركة المقاطعة BDS لمقاطعة المؤسسات الأكاديمية الإسرائيلية المتواطئة.
*المقاطعة فنياً
فنياً، أعلنت إدارة مهرجان سيدني الفني توقف المهرجان عن تلقي التمويل من الحكومات الأجنبية، وذلك بعد سحب أكثر من 20 فنان أعمالهم من المهرجان بعد علمهم بشراكته مع السفارة الإسرائيلية.
انضم 900 موسيقي لمبادرة “موسيقيون من أجل فلسطين” دعماً لحقوق الشعب الفلسطيني، والتزاماً بالمقاطعة الثقافية لنظام الاستعمار-الاستيطاني والأبارتهايد الإسرائيلي.
كما أعلنت فرقة Big Thief الأمريكية عن إلغاء حفلتين مقررتين لها في “تل أبيب”، استجابة لنداء آلاف من معجبيها. وبعد نداءات من معجبيهم وزملائهم ونشطاء حقوقيين، ألغى الثنائي المكسيكي للغيتار الصوتي “رودريغو” و”غابرييلا” حفلتهما الموسيقية في “تل أبيب”. كما شهد العام المنصرم انسحابات عربية وأجنبية من مهرجان “بوب كولتور” (Pop Kultur) الألماني الضخم الذي استأنف شراكته مع السفارة الإسرائيلية في برلين.
*المقاطعة رياضياً
استجابة لضغوط فلسطينية وعالمية، ألغيت مباراة الأرجنتين مع المنتخب الإسرائيلي، كما ألغى منتخب الأوروغواي تدريباته التحضيرية لبطولة كأس العالم والتي كان من المقرر عقدها برعاية إسرائيلية.
كما أنهى نادي “أوكلاند روتس” الرياضي تعاقده مع شركة “بوما” الألمانية، راعية اتحاد كرة القدم الإسرائيلي، بعد سنة من العمل المتواصل لمجموعات النشطاء والمشجعين.
انضمت مجموعة كبيرة جديدة من الرياضيين العرب والمتضامنين إلى ركب مقاطعة التطبيع الرياضيّ مع العدوّ الإسرائيليّ، مؤكدين على أن الرياضة ليست “فوق السياسة” بل ساحة لمقاومة التطبيع.
شهدت أكثر من 50 دولة حول العالم أنشطة واحتجاجات في أيام التحرك من أجل الضغط على شركة “بوما” الألمانية، ووصل وسما #قاطعوا_بوما #BoycottPuma إلى أكثر من 15 مليون حساب عبر مواقع التواصل الإجتماعي. وأرسلت مجموعة من النشطاء إلى موزع “بوما” في ماليزيا عريضة وقع عليها 124 ألف شخص طالبوا فيها الشركة بإيقاف دعمها لنظام الاستعمار والأبارتهايد الإسرائيلي.