هل يدفع النظام النقدي الجديد الولايات المتحدة للانخراط في حرب مباشرة مع روسيا؟

خاص الوفاق: هروباً من استيراد التضخم والعقوبات الأمريكية (منظمة بريكس) ستطلق نظام تبادل نقدي جديد، منظمة بريكس التي تضم كل من (روسيا، الصين، البرازيل، الهند وجنوب أفريقيا)، اتسعت لتصبح (بريكس بلس) تضم بالإضافة لدول بريكس، كل من (ايران، العربية السعودية، مصر، الإمارات وإثيوبيا)، وتمت دعوة الأرجنتين للانضمام.. علاوة على ٣٠ دولة أخرى أبدت اهتمامها بالانضمام لهذه المنظمة.

2024-04-02

الوفاق/خاص/ هيثم الخزعلي

 

عدد سكان دول (بريكس بلس) ٣،٥ مليار نسمة وناتجها المحلي يشكل ٢٨،٥ ترليون دولار، أو ٢٨% من الاقتصاد العالمي و٤٤% من إنتاج النفط الخام العالمي.

 

هده السنة أصبحت روسيا رئيسة منظمة (بريكس بلس)، وستعقد القمة القادمة في أكتوبر – قبيل الانتخابات الأمريكية – في مدينة (كازان) الروسية مع خطة لإطلاق نظام نقدي جديد للتعامل (بالعملة الرقمية)، وتأسيس منصة للدفع بالتنسيق مع البنك المركزي الروسي، ومغادرة التعامل التجاري بالدولار.

 

وقد صرح الرئيس الروسي بأنه سيعمل على تسريع الطلاق نظام مالي جديد بعيداً عن (سويفت).

 

وقد أعلنت منظمة بريكس – منذ أيام – نيتها إطلاق نظام يعتمد آلية (بلوك جين والعملة الرقمية) للتبادل فيما بينها وتجنب التعامل بنظام سويفت أو أي نظام مالي غربي.

 

وفي مقابلة الرئيس (بوتين) مع (تاكير) مقدم قناة (فوكس نيوز الأمريكية)، قال: “إنّ الدولار هو حجر الزاوية في قوة الولايات المتحدة، هي تطبع ٣٣ ترليون دولار سنوياً، وتستخدمها لتعزيز قوتها عالمياً.. إن روسيا كانت تبادل ٨٠٪ من تجارتها بالدولار واليورو، ثم انخفضت إلى ٦٠٪ والآن أقل من ٣٠٪.. نحن نتاجر بـ٣٤٪ بالروبل وأكثر من ٣٤٪ باليوان، والسبب أنّ الولايات المتحدة تعاقب الدول عبر الدولار بفرض عقوبات أو تجميد أصول، وتعتقد أنّ كل شيء في روسيا سينهار، لا شيء ينهار، ولا أريد استخدام كلمات قاسية؛ لكنها خطوة غبية، الدول بدأت تفكر بحماية نفسها والابتعاد عن الدولار.. أمريكا تقتل الدولار”.

 

يذكر أن منظمة بريكس قامت بتأسيس بنك التنمية الجديد NDB ليكون بديلاً عن صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، وتمويل البنى التحتية وإقراض دولها بدلاً من المؤسستين المذكورتين. كما أنّ هناك العديد من الدول بدأت بالتعامل بعملاتها المحلية أو المقايضة والابتعاد عن التبادل بالدولار، تهرباً من استيراد التضخم من الولايات المتحدة، أو العقوبات مثل دول (منظمة شنغهاي) والتي يتوقع أن تعتمد على نظام (بريكس المالي الجديد) لاحقاً.

 

وهذا ما قد يؤدي لانخفاض التعامل بالدولار واعتماده كعملة احتياط دولية إلى ٤٠٪ من العملات العالمية. مع العلم أن اعتماد الاحتياط العالمي على الدولار انخفض من ٥٤٪ إلى ٤٨٪ العام الماضي.

 

وهناك دول أخرى بدأت تفكر بالابتعاد عن الدولار، مثلاً فرنسا التي تعاقدت مع الصين للحصول على الغاز مقابل اليوان. والإمارات التي تبيع النفط للهند بالدرهم الإماراتي، وغينيا التي تبيعه بالذهب.

 

ومع تزايد العجز الأمريكي ٢ ترليون دولار كل عام، فإنّ الدين العام سوف يزداد ٢٠ ترليون دولار في غضون ١٠ سنوات ليصبح ٥٤ ترليون، حسب الفدرالي الأمريكي.

 

إلّا أنّ العربية السعودية هي حجر الزاوية في سقوط الدولار واعتماد النظام الجديد، وقد طلبت الصين منها التعامل باليوان مقابل النفط.

 

مع العلم إنّ قبول الدولار للتعاملات النفطية في أوبك هو الغطاء الوحيد له.

 

واستمرار الإنفاق الحكومي الأمريكي بتزايد مع دخول ٨ مليون مهاجر، يحصلون على (كارد دبت) بقيمة ١٠٠٠٠ دولار، وتمويل حربي أوكرانيا وغزة، وهذا العجز يتم تغطيته عبر الدين العام أو الخاص.

 

ومع انخفاض الاعتماد على الدولار عالمياً، يعني ارتفاع خدمة الدين التي يجب أن تدفعها الولايات المتحدة مقابل هذه الديون، وهو ما سينعكس على الداخل الأمريكي بارتفاع الضرائب، وقلة الخدمات والاستثمار والتوظيف وربما (الكساد).

 

إنّ استبدال النظام النقدي الحالي المعتمد على الدولار قضية أمن قومي للولايات المتحدة، وتهديد وجودي لها.. فهل يجعلها ذلك تنخرط في حرب أوكرانيا بشكل مباشر؟

 

والله غالب على أمره.

 

الاخبار ذات الصلة