متى ينهزم الإنسان نفسيّاً؟

إذا رجعنا إلى تاريخ الأمم التي انهزمت وخسرت ثمّ انتصرت وعوّضت خسارتها، فإنّ ذلك يجعلنا نفكِّر أنّ الهزائم والخسائر ليست أبديّة في حياة الأمم

2023-01-02

العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله

عندما يفقد الأمل. ومن هنا يبرز عنصر الإيمان بالله كعامل حيويّ في غرس الأمل في القلوب، وهذا ما تمثّله الآية الكريمة في جواب يعقوب مع أولاده، وهو يستعيد الأمل في رجوع يوسف بعد عشرين سنة من غيابه، في ظروف وأمارات تتجمَّع لتلغي كلّ بارقة أمل عاديّة:

{يَا بَنِيَّ اذْهَبُواْ فَتَحَسَّسُواْ مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ}[يوسف: 87].

إنَّ مشكلتنا هي مشكلة النَّفَسِ القصير التي تجعلنا نيأس عندما نلتفت إلى حدود الزَّمان والمكان وكأنَّها تخنق كلَّ بارقةٍ للأمل. وسوف تختلف القضيّة إذا عشنا النَّفَسِ الطّويل الذي يعتبر أنَّ منطلق القضيّة هو الحياة في امتدادها، وأنّ الأمل لا يمثّل سذاجة في الفكر مادامت الفرص الكثيرة أمام المستقبل.

وإذا رجعنا إلى تاريخ الأمم التي انهزمت وخسرت ثمّ انتصرت وعوّضت خسارتها، فإنّ ذلك يجعلنا نفكِّر أنّ الهزائم والخسائر ليست أبديّة في حياة الأمم، وأنّ العمل على مستوى التّخطيط لمراحل العمل يحقّق أكبر النّتائج.