القصص غير المروية لأسلوب حياة الفريق الحاج قاسم سليماني من لسان أخيه؛

من الحضور في روضة الأحفاد إلى تربية الأبناء

حياة الشهيد الفريق الحاج قاسم سليماني لها العديد من الأسرار. وأسلوب حياته وطريقة تواصله مع عائلته مثيرة لاهتمام كثير من الناس.

2023-01-02

الوفاق/

أصبح الشهيد الحاج قاسم سليماني، في السنوات الأخيرة، اسماً هز أمريكا وإسرائيل وداعش، وهو القائد التي أصبحت صورته بنظرته القوية الثاقبة الصورة الرئيسية في احدى المجلات (نيوزويك)، وتحت عنوان: «قاتل أمريكا أولاً، والآن يعمل على سحق داعش».

استشهد هذا اللواء المنتصر والقوي للجمهورية الإسلامية الإيرانية بعمل جبان وإرهابي من قبل الأمريكيين في 3 يناير 2019م، لكن حياته كانت ولا تزال مصحوبة بأسرار وألغاز، وبلا شك أسلوب حياة الشهيد الحاج قاسم سليماني واسلوب ارتباطه بعائلته كان ملفتاً لاهتمام الكثير من الناس. وخاصة الشباب الإيراني.

في هذا الاطار وفي الذكرى السنوية لاستشهاد الفريق قاسم سليماني اوضح اخيه الاصغر سهراب سليماني الجوانب التي لم ترو من حياة هذا المجاهد والمقاتل. في روضة أحفاده إلى تربية «زينب سليماني».

حضور الشهيد الحاج قاسم سليماني في روضة الأطفال

يقول اخوه عن أسلوب حياة الشهيد سليماني الخاص، إنه كان يعيش دائماً ببساطة شديدة وبعيداً عن أي رفاهية: فقد أدار حياته براتب الحرس الثوري الإيراني ولم يكن لديه أي دخل خارج مرتب الحرس الثوري الإيراني والأسرة أيضا كانت راضية بهذا الوضع.

منزله مزين بصور الشهداء واصدقائه الذي استشهدوا، وفي الغرفة الكبيرة بمنزله التي تعتبر دار ضيافة، تقام مساء كل جمعة طقوس دينية مع عائلته.الشهيد الحاج سليماني بالرغم من عمله المزدحم وبعده عن الزوجة والاولاد كان ودودا جدا منذ بداية الحرب حتى وقت استشهاده وكان يعامل الاسرة بلطف وكصديق.

أحب أخي أطفاله حباً عميقاً وعمل على تربيتهم ليكونوا موالين ومحبين لأهل البيت وكان شديد الحساب للقضايا والاوضاع الجارية.

لم يُسمح للأطفال باستخدام اسم والدهم ولقبهم

على الرغم من الشائعات التي يحاول البعض تأجيجها، إلا أن أحداً من أبناء الحاج قاسم لم يستخدم اسم والدهم ولقبه، يقول سهراب سليماني: “الحمد لله إن أبناء الحاج قاسم لديهم الشجاعة والتدين قدر المستطاع بأخلاق والدهم وفي طريقة يتحلون بعيشهم”. تابعوا حياتهم وأداروا حياتهم برعاية وحساسية والدهم، بعيداً عن أي هوامش اقتصادية واجتماعية.

لماذا صارت الابنة الصغرى نائبة عن الأب بين أبناء الحاج قاسم؟

 

بالنسبة للكثير من الناس، فإن بلاغة ابنة الحاج قاسم الصغيرة واطلاعها على قضايا الشرق الأوسط أمر غريب، يقول سهراب سليماني في هذا الصدد: “ان زينب، أصغر طفل في الأسرة، قضت معظم وقتها مع والدها وغالباً في رحلاته. ولهذا السبب يعرف أصدقاء الحاج قاسم سليماني بنته زينب جيداً.

في الواقع، رأت زينب شجاعة والدها وطريقة تعامله مع مختلف القضايا سواء في المنزل أو في المهمات، وهذا جعلها تتعرف اكثر عن والدها، كما أن إتقانها للغة العربية يرجع أيضاً إلى تواصلها مع أصدقاء والدها في جبهة المقاومة. بحمد الله، جميع أبناء الحاج قاسم لديهم التنشئة الصحيحة، لكنهم قرروا أن تتابع زينب الأمور بصفتها ممثلة للأطفال، وجميع الأطفال يشاركون بنشاط في متابعة شؤون والدهم بعد استشهاده.

يواصل الحديث عن صفات الحاج قاسم الأخلاقية: “كان لأخي شجاعة خاصة وشجاعة منذ شبابه، مما جعله يبرز على غيره في سنه، واضطر الحاج للهجرة إلى كرمان من أجل حل مشاكل اقتصادية. أحب والديه وحاول عدم إهمال حالة أقاربه ووالديه رغم جدول أعماله المزدحم.

كان دائما يزور والديه في أول فرصة الذين يكن لهما احتراما خاصا وكان يعتقد أن من أسباب قضاء حياته في خدمة الإسلام والمسلمين والمظلومين في العالم هو دعاء والديه.

لم أره أو أسمعه يتحدث فوق كلام والديه أو تجاهل رغباتهم، والتي كانت في الأساس لرعاية محنة الناس لقد حاول دائماً أن ينال رضا والديه لأن رضا الله في رضاهم، حتى أنه أمر الأطفال والأقارب باحترام والديهم.

نظرة الشهيد قاسم سليماني للشباب الإيراني

لم يضع الحاج نفسه أبداً في مجموعة أو حزب، وكان يحب جميع الناس ولم يكن يهمه الذوق السياسي والسلوك الاجتماعي لديهم. ضحى بنفسه للناس واعتبر خدمة المظلومين عبادة، التقى بفئات مختلفة من الناس كلما سنحت له الفرصة وكان من السهل على الجميع الوصول إليه، وخاصة أبناء الشهداء الذين اعتبر نفسه ملزماً بخدمتهم.

يعتقد الشهید سليماني أن هؤلاء هم أطفالنا، إذا انجذبوا إلى شذوذ، فربما يكون ذلك ذنبنا، كان لديه احترام خاص للشباب أثناء الاجتماعات، وإذا منعهم أحد من الاجتماع، فإن الحاج قاسم سينزعج بشدة ويحتج. بكلمة واحدة، أصبحت شجاعته وشعبيته نموذجاً للعديد من المراهقين والشباب.

أخو الشهيد: حب قاسم سليماني حي في نفوس كل الناس

يقول اخو الشهيد سليماني عن المكان الفارغ لأخيه: “بالرغم من أن جسد الحاج قاسم ليس معنا اليوم، إلا أن حبه حي في نفوس كل الناس من عمر 5 سنوات إلى كبار السن. يشعر العالم كما تشعر عائلته بغياب الفريق  الشهيد. كان جندي للعالم الاسلامي وبلاده، جندي حقيقي للولاية، ورغم ان الاسرة كانت تنتظر هذا النبأ المؤلم في كل رحلة من بداية الحرب المفروضة حتى وقت استشهاده فانها لا تصدق ان الحاج قاسم رحل وننتظر عودته من سفره.