هدفاً لأعمال العنف:

الأكراد في فرنسا: بين الاستهداف والاستغلال السياسي

استقبال اللاجئين السياسيين الأكراد أحد أهم نقاط الخلاف بين الدول الأوروبية وأنقرة.

2023-01-02

كانت الجالية الكردية في فرنسا، مرة جديدة، هدفاً لأعمال العنف. ولطالما كانت هذه الهجمات ، التي تسجّل في غالبيتها بدوافع “العنصرية والكراهية”، تتسبب بأزمة دبلوماسية بين كل من فرنسا وتركيا، حيث تعتبر الأخيرة ان استضافة باريس “للجماعات الإرهابية الانفصالية”، تزيد من خطر حدوث توترات أمنية على أراضيها.

في 9 كانون الثاني/ 2013، اغتيل 3 اكراد من حزب العمال الكردستاني. وولّدت هذه الحادثة جوّاً من الحذر المخيف لدى الأكراد في باريس، حتى جاءت الحادثة الأخيرة، لتترجم ردة الفعل الأولى لهؤلاء، بالصراخ بعيد ثوان من إطلاق النار، ثم مخاطبة الشرطة: “إنها تبدأ من جديد، أنت لا تحمينا، إنهم يقتلوننا!”. وإذا كانت التحقيقات التي أوردتها وسائل اعلام فرنسية، قد افضت إلى “تورط عناصر المخابرات التركية في عملية إطلاق النار”، عام 2013، ثم ملاحقة من قام “بالاغتيال السياسي”، ارتأت السلطات الفرنسية اختيار “العنصرية” كدافع وراء اقدام المواطن الفرنسي على قتل الأكراد هذه المرة.

وهو ما ظهر بوضوح في تصريحات المتحدث باسم المجلس الديمقراطي الكردي في فرنسا، أجيت بولات، الذي صرّح بأن “الوضع السياسي في تركيا فيما يتعلق بالحركة الكردية يدفعنا بشكل واضح إلى الاعتقاد بأن هذه اغتيالات سياسية… المجلس يعتقد أن أردوغان والدولة التركية يقفان وراء هذه الاغتيالات”.

يعتبر استقبال اللاجئين السياسيين الأكراد أحد أهم نقاط الخلاف بين الدول الأوروبية وأنقرة. في 16 أيار/ مايو 2022، أعلن أردوغان أنه قد يستخدم حق النقض ضد السويد وفنلندا في عضوية منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) في هذه الشروط: “كيف يمكننا أن نثق؟… ليس لدى أي من هذه البلدان موقف واضح تجاه المنظمات الإرهابية. يجلبون الإرهابيين إلى برلمانهم ويسمحون لهم بالتحدث”.

لا ترتبط أهمية الأكراد بالنسبة لفرنسا، بعددهم. بل ان استخدام باريس للأكراد كورقة ضغط في إطار التنافس الشديد والمتصاعد مع أنقرة، يجعل من تقديم الدعم الفرنسي السياسية والمالي والإعلامي للمعارضة الكردية داخل الأراضي التركية وعلى الأراضي الفرنسية، أمراً مفهوم الأبعاد والحيثيات.

من جهة أخرى، لم تخف فرنسا علاقتها مع إقليم كردستان العراق. حيث استقبل وزير خارجيها، برنار كوشنير، رئيس منطقة الحكم الذاتي لكردستان، مسعود بارزاني عام 2010، بهدف الاتفاق على تطوير العلاقات وزيادة التنسيق فيما بينهما.

وتقول الصحفية الكردية، نادية بوشني، أن القوات الخاصة الفرنسية تتعاون بشكل وثيق مع الوحدات القتالية الكردية، والتي غالبًا ما تعتبرها تركيا على أنها تعتمد بشكل مباشر على حزب العمال الكردستاني. من جانبها، اتهمت فرنسا تركيا منذ فترة طويلة بالتواطؤ مع الجماعات الجهادية في المنطقة.