مدربة أعمال إيرانية للوفاق:

نمو كبير في الأرباح الإيرانية باستخدام خدمات تدريب الأعمال

* بالنظر إلى التغيرات في سعر الصرف في إيران والمشاكل التي خلقتها للمستثمرين المحليين، فقد تم خلق فرصة جيدة للغاية للمستثمرين الأجانب الذين يمكنهم كسب الكثير من الأرباح من خلال استثمار منطقي

2024-04-14

كسرى إمام جمعة

 

إن نمو الأعمال الإيرانية في ظل العقوبات وغيرها من العقبات يمكن أن يكون بعيد المنال، ويبدو أن نسبة صغيرة من الأعمال يمكنها الاستمرار أو التطور في هذه الظروف؛ لكن على الرغم من كل هذه الصعوبات، تمكنت الأعمال الإيرانية من إظهار تقدم كبير في كثير من الحالات. وقد حدد الخبراء أسباب هذه التطورات، ومن ضمنها فقد احتل استخدام التكنولوجيا الناعمة مكانة خاصة.

 

ويعد التدريب أحد أحدث الطرق وأكثرها علمية للمساعدة في تقدم أي عمل يقوم بتطوير خدماته بسرعة في السوق الإيرانية. ولهذا السبب، ناقشت صحيفة الوفاق مع السيدة منير جكيني، أول مدرب رئيسي “مستر كوتش” للاتحاد الدولي للكوتشينج (ICF) في إيران والخبيرة الكبيرة في إدارة الأعمال، الوضع الحالي للكوتشينج في السوق الإيرانية، وإمكانية المستثمرين الأجانب الاستفادة من هذه القدرة في السوق الإيرانية؛ وبالإضافة إلى قدراتها العلمية، فقد كانت رئيسة للأعمال والشركات التجارية في إيران لسنوات عديدة، وبسبب هذا التاريخ، يمكنها أن تساعدنا في معرفة المزيد عن هذه القضايا.

 

س: منذ متى بدأت الأعمال الإيرانية استخدام التقنيات الحديثة؟ وما هو تأثير تدريب الأعمال على تطور هذه الأعمال؟

 

ج: هذا السؤال يتكون من جزأين، فإذا أردت الإجابة على الجزء الأول لابد أن أقول أنه لا تزال حتى الآن هناك الكثير من الأعمال الصغيرة والمتوسطة تدار بطريقة تقليدية بالكامل، والكثير من الأعمال تستخدم الحد الأدنى من التكنولوجيا والابتكار. يعني أنها تستخدم برامج المحاسبة البسيطة وفي أفضل حالاتها تستخدم برامج crm، وبالطبع فان هذا الموضوع يعد فرصة للأعمال التي تستخدم الابتكار والتكنولوجيا في قطاعاتها المختلفة، ويمكن أن يكون لذلك تأثير كبير على سرعة تقدمها مقارنة بالأعمال الأخرى؛ إضافة إلى ذلك، فهي فرصة عظيمة للأعمال والمستثمرين الذين يقدمون خدمات تكنولوجية ومبتكرة للأعمال التقليدية.

 

وفيما يتعلق بالجزء الثاني من السؤال، تجدر الإشارة إلى أن التدريب دخل بشكل جدي إلى الأعمال الإيرانية منذ ما يقارب نصف عقد، وتمكن من مساعدة أكثر من عشرين ألف شركة إيرانية للوصول إلى مستويات أعلى من الكفاءة والإنتاجية، وشهدت معظم الأعمال التي اعتمدت التدريب زيادة في الإيرادات والإنتاجية.

 

وفي بعض الحالات، كان هذا التحسن كبيراً جداً بحيث تمت ملاحظة الزيادة في الربحية عدة مرات خلال فترة زمنية قصيرة نسبياً.

 

س: بصفتك خبيرة في هذا المجال، كيف تقيمين الوضع الحالي للأعمال الإيرانية في استخدام هذه الأساليب؟ وإلى أي مدى تعتقدين أن هذا الاستخدام قد زاد من ربحية هذه الأعمال؟

 

ج: وفقاً لآخر الإحصائيات، لدينا أكثر من ستة ملايين عمل صغير ومتوسط في إيران؛ وبالطبع، يجب أيضاً إضافة الأعمال التي تعمل عبر الإنترنت غير المسجلة رسمياً والتي لم تدخل في الإحصائيات. ونظراً إلى أن الأعمال الصغيرة والمتوسطة هي العمود الفقري لاقتصاد أي بلد، ينبغي القول أن المدربين الإيرانيين المؤهلين لم يتمكنوا من تقديم الخدمات إلا لجزء صغير من هذا القطاع الكبير من الاقتصاد بسبب قدراتهم ووقتهم المحدودين.

 

ومع ذلك، فان المعرفة والمهارة في التدريب ساعدت الأعمال الإيرانية على زيادة دخلها بنسبة ألف بالمئة اعتماداً على الصناعة التي تعمل فيها. كما ساعدت مهارات التدريب مديري الأعمال والشركات الإيرانية على زيادة كفاءة عناصرهم بنسبة تزيد على ثلاثين بالمائة.

 

ونظراً إلى ما سبق، أظن أن التدريب على وشك إحداث تأثير في الأعمال الإيرانية، ولحسن الحظ فان سوق استخدام خدمات التدريب يتزايد يوماً بعد يوم. وفيما يتعلق بالأعمال المتوسطة والكبيرة أيضاً، فيتم استخدام المزيد من خدمات التدريب.

 

س: ما هو مستوى صناعة التدريب في إيران مقارنة بالمعايير العالمية، وما مدى احترافية المدربين الإيرانيين؟

 

ج: توجد في إيران مجموعات تدريب رصينة تعمل على تدريب وتمكين المدربين في مختلف التخصصات؛ بالإضافة إلى أن الأساتذة الرئيسيين لهذه السلسلة هم أعضاء في جمعيات التدريب الدولية الرئيسية وتم اعتمادهم رسمياً من قبل هذه المؤسسات، فقد تم تصميم وتجميع المحتوى والعمليات التعليمية في هذه السلسلة بناء على أحدث الأساليب العالمية وبالتنسيق مع المؤسسات الدولية.

 

وفقاً للبنى التحتية العلمية الجيدة الموجودة في إيران، فان مستوى التعليم التدريبي في معظم الأكاديميات التعليمية الرسمية جيد ومتوافق مع المعايير العالمية. ولذلك تتمتع إيران بمكانة علمية عالية في مجال التدريب، ليس فقط في دول المنطقة، بل حتى بالمقارنة مع دول العالم المتقدمة.

 

ومن الناحية العملية، فيمكن القول أن المدربين الإيرانيين لديهم خبرة وخلفية جيدة جداً في تنمية الأعمال التجارية وتطويرها.

 

س: ما هو نوع الأعمال التي تناسبها الخدمة التي يقدمها المدرب؟ وعلى أي من المستويات الكبيرة والمتوسطة والجزئية؟

 

ج: هذه فرصة جيدة لمناقشة النقاط الرئيسية لمساعدة المدرب ودعمه في مجال الأعمال. ويساعد المدرب للعمل على تحديد وضعها الحالي والفعلي بوضوح وتحديد موقعها في السوق. ومن ثم وبمساعدة المدرب، يتم تحديد الهدف المناسب والمنطقي بشكل واضح. أي ما هي النقطة التي من المفترض أن يصل إليها العمل وفي أي فترة زمنية.

 

وفي النهاية يتم تحديد طرق الوصول إلى النقطة المطلوبة. وبذلك يتم مساعدة الشركة على زيادة إيراداتها وتقليل تكاليف أعمالها وتحسين كفاءتها وبشكل عام، يجعل العمل أكثر ربحية.

 

نظراً لهذه الخدمات، خاصة أن إرشادات المدرب تختلف وفقاً لظروف كل شركة ولا توجد نسخة مشتركة، يمكن القول أن أي شركة تنوي تحسين ظروفها يمكنها الرجوع إلى المدرب؛ وبالطبع فان هذه الحاجة تزداد على المستويات الأكبر، وبالتأكيد تحتاج المستويات المتوسطة والكبيرة إلى هذه الخدمات أكثر بسبب حجمها الكبير وحجم مخاطرها.

 

س: إذا كان الاستثمار من دول عربية مثلاً كقيام مستثمر عماني بالاستثمار في إيران، فما هي مميزات وخدمات تدريب المدربين الإيرانيين مقارنة بالحالات التي يكون فيها متلقي الخدمة إيراني؟

 

ج: أولاً، يجب أن نذكر القدرة الخاصة الموجودة في إيران بالنسبة للمستثمرين من الدول المذكورة. وبالنظر إلى التغيرات في سعر الصرف في إيران والمشاكل التي خلقتها للمستثمرين المحليين، فقد تم خلق فرصة جيدة للغاية للمستثمرين الأجانب الذين يمكنهم كسب الكثير من الأرباح من خلال استثمار منطقي.

 

إن التكاليف الأولية لإنتاج المنتجات أو تقديم الخدمات في إيران أقل مقارنة بالدول العربية، وإذا دخلوا هذا السوق بوعي، فسوف يواجهون مخاطر استثمارية أقل. ومن أجل ملء الفراغ الناجم عن عدم إلمام المستثمر الأجنبي بوضع السوق الإيرانية، يمكن أن يساعده المدرب الإيراني في هذا المجال.

 

وتكون هذه المساعدة في بعض الأحيان على شكل دليل للحصول على المشورة؛ لكن في العديد من المجالات، مع الأخذ في الاعتبار أن العديد من المدربين الخبراء الإيرانيين قد تدربوا في أحد القطاعات المتخصصة في السوق، فان لديهم الكثير من الخبرة المتراكمة في مجال تخصصهم ويمكنهم تقديم الخدمات الاستشارية اللازمة للمستثمر.

 

وعليه سيتم النظر في الشروط الخاصة التي يتم أخذها في الحسبان للمعاملات المالية للأجانب في قوانين إيران من قبل المدرب وسيتم أخذها في الحسبان في جميع مراحل هذه القضايا.

 

 

المصدر: الوفاق/خاص