13نيسان 1975

خاص الوفاق: حافلة نقل ركّاب عادية شعبية تحولت لتُصبح شعارا باهظا الثمن: "بوسطة عين الرمّانة" دفع اللبنانيّون ثمنها على مدى 15 عاماً، حربا أهلية شرذمت العاصمة بيروت والكثير من المناطق، وقسمتها على الهوية (طائفية/مذهبية) بمتاريس وأكياس رملية ودروع بشرية ...

2024-04-15

الوفاق/ خاص

رلى فرحات

حافلة نقل ركّاب عادية شعبية تحولت لتُصبح شعارا باهظا الثمن: “بوسطة عين الرمّانة”
دفع اللبنانيّون ثمنها على مدى 15 عاماً، حربا أهلية شرذمت العاصمة بيروت والكثير من المناطق، وقسمتها على الهوية (طائفية/مذهبية) بمتاريس وأكياس رملية ودروع بشرية … قتل وإجرام ووحشية أثمر عنها:

 

144,240 شهيدا، 197,506 جريحا، 17,415 مفقودا

وما زال اللبناني الحقيقي (أي من لم يكن من أمراء الحرب وحاشيتهم يدفع فوائد دّين هذه الحرب النتنة بكل ما يتضمنه من بطالة، وإفلاس، ورشاوى، وفساد، وجوع، وفقر، وإنحلال أخلاقي ومدرسي وجامعي، ومحسوبيات وتعصّب طائفيّ ومذهبي وعائلي …) حتى هذا اليوم..

ما يقرب من نصف قرن وما زال التعصب سيد الموقف ومازال الهتاف للزعيم أن يكون بخير أكثر طموحات هذا اللبناني العظيم..
ساعات الليل الأخيرة من يوم 13 نيسان 2024، تشهد ليس فقط على الرد بل على الحد والردع.
الحد من تفاقم المشهد اللبناني الفلسطيني الصهيوني وبدء العد العكسي للتسوية .. البقاء للأكثر صبرا وليس للأكثر قوة!!!
الردع لفكر إنتقامي يتمثل ب: بوسطة من نوع آخر كادت أن تتفجر دواليبها في اتجاهات لا تُحمد عُقباها..
حرب النجوم حاليا هي سيناريوهات تجريبية في سماء لطالما كانت نجومها تُضيء فكر شعرائها وينسج أدباؤها أجمل الألحان..

حرب النجوم غدا هي أفلام في هوليوود وبوليود وعربهود

حرب النجوم الحقيقية ليست الأمس ولا اليوم ولن تكون في الغد القريب …

قد لا نشهدها نحن وسوف يروي أخبارها من ينجو منها على سطح نجم أو في سفينة كوكب منسي على أطراف درب يتفرع من التبانة … وتحية إلى منطقة باب التبانة في شمال لبنان، بوابة العبور إلى النجوم..

حرب النجوم في جبل عامل جنوب لبنان الصامد لها نكهة من لون آخر، فالإنطلاقة والعودة، والعودة أصعب، والقرار بالبقاء والاستبسال بدلا من الاستسلام …

نُحسن القول إن قلنا أن مفاتيح أزرار التحكم ستكون من قانا الجليل وقلعة صور وقلعة الشقيف وقلعة دوبية وبركة الدردارة ومغارة الريحان وسفوح جبل الشيخ وجبل صافي وسهل الخيام وعيون مرجعيون وشلالات جزين وينابيع في كل بقعة من صخور الجنوب..
تراب الجنوب المتحرك سيكون هو الطريق نحو القدس الشريف مهد السيد المسيح وشاهد على معراج النبي محمد إلى السماوات العليا وناطق باسم السيد المسيح في أجراس كنيسة القيامة… هذا الطريق يمر ب غزة العزة كما أسماها الرسول. غزة درع في وجه الغزاة وخنجر في قلوبهم ولو بعد حين..

 

لا أكتب إنشاء للتسلية ولا تنبؤات للشهرة وإنما أنقل واقع مشهدية يتمناه كل لبناني حقيقي تجمعه طائفيته ومذهبه على حب النبي أي نبي كان، سيصب به مجرى نهر تعصبه لنبيه في بحر عشق القدس.
هذا الواقع الذي يؤمن به كل عربي وكل مشرقي وكل غربي وإن تظاهر بالعكس لسبب أو لآخر لخوف على متصب أو لقمة او حياة … كلها في نهاية المطاف لُقم…

الكل ينام ويحلم بالقدس وبالصلاة في ربوعها وفي زيارة آثارها حتى الملحد (كما يُسمونه، لأنه في نظري الملحدين كثر وإن كانوا على سجادة الصلاة يتباهون وأمام مذبح الكنيسة يتناولون وعلى حائط المبكى يتباكون) يبهره رونقها وإجلالها وعظمتها ويتمنى أن يسير حافي القدمين يتنشق أثيرها ويغمض عينيه فيهديه قلبه إلى مسارات ومسارات مشى عليها أنبياء وعظماء وفاح منها عطر ورود وياسمين وطيب نخل في الصحراء، فيرسمها خياله المشبع برغبته في العيش بسلام مع قليل من النخوة وكثير من الإنسانية مع إعتقاد راسخ أن الأرض تكفي للجميع ولا داعي للحروب والقتل والإبادة … هتلر جرّب من قبل خلق العرق السامي الفضيل وباءت به الطريق إلى دهليز معتم. ومن يسعى راكضا إلى تحقيق معادلة المليار الذهبي من ذات المبدأ (الذي أصلا لا يمت للمبادىء بصلة)، ولخدمة ذات الهدف، سينتهي به المطاف إلى دهاليز مظلمة لا تُحمد عقباها بل هي حتما النهاية….

 

يا عزيزي كما يقولون في اللغة الإنكليزية wake up، استيقظ: لن يكون هناك شعب الله المختار كما أنت تريد وتطمح بل كما يريد الرب .. لن ينفعك كتاب ولا سبحة ولا صدقة ولا حتى حج مبرور حول كعبة أو في قدس …

يا عزيزي وبعد مرور عشرات آلاف السنين على وجود الإنسان العاقل على كوكب الأرض لم يفهم رغم كل العلوم الفيزيائية والميميائية والرياضية والبيولوجية والطبية، لم يُدرك رغم كل العلوم الإنسانية من فلسفة وأدب وشعر وتشبيه وكناية وغوص في أغوار الذات والروح والنفس، لم يحل المعادلة الصعبة بعد، وما زال يسعى بكل جهده ليثبت أنه الأقوى…

يا عزيزي إنسانية الإنسان هي رجوح كفة الميزان، وغير ذلك كلها أضغاث أحلام، ستوصل البشرية حتما إلى فناء محكم وانهزام، … الإنسانية: أخلاق، عطف، مشاركة، تعاون… واحترام .. وما دونها تفاصيل تخدم شهية النرجسية في فاه عُشّاق الظلام ..

 

أ.ش