ما متلازمة “الطفل الذهبي” وكيف تؤثر على تطور ابنك ومستقبله؟

يستخدم مصطلح "الطفل الذهبي" للإشارة إلى طفل من أطفال الأسرة يتوقع منه الوالدان أن يكون استثنائيا في كل شيء وألا يرتكب أي أخطاء، وأن يكون ببساطة "مثاليا

منى خير

يقع بعض الآباء أحيانا في خطأ تربوي كبير حين يدفعون أبناءهم بقوة للتميّز في كل شيء وتحقيق النجاح على مختلف الصعد، دون أن يدركوا أن هذا الضغط سيتسبب في وقوع الصغار ضحايا لمتلازمة “الطفل الذهبي”.

 

فعندما يتوقع الآباء الكثير من أطفالهم، ويعطونهم مسؤوليات الكبار؛ ويجعلون حبهم وعاطفتهم مشروطة بتحقيق تلك التوقعات، فإن ذلك سينعكس سلبا على الطفل وستكون له مجموعة من التبعات التي ستؤثر على حياته مستقبلا.

 

من “الطفل الذهبي”؟

يستخدم مصطلح “الطفل الذهبي” للإشارة إلى طفل من أطفال الأسرة يتوقع منه الوالدان أن يكون استثنائيا في كل شيء وألا يرتكب أي أخطاء، وأن يكون ببساطة “مثاليا”.

 

إن “بعض الأهالي يجبرون أبناءهم على أن يكونوا مثاليين، مما يخلق بيئة غير آمنة للطفل يعجز فيها عن التعبير عن آرائه، أو يخاف مخالفة القواعد. كما يضع الوالدان سقف توقعات عالية لما ينبغى أن يفعله الطفل، وما لا ينبغي أن يفعله، مما يضعه تحت ضغط كبير خوفا من فقدان حب والديه”.

 

فظهور متلازمة “الطفل الذهبي”، إلى نشأته في نظام أسري يتوقع منه أن يكون استثنائيا وناجحا في كل شيء؛ “فمثلا، عليه أن يحقق علامات كاملة في المدرسة، كما أن صفاته وشخصيته لا بد أن تكون مثالية وألا يرتكب أي خطأ. يبدي الوالدان عادةً اهتماما مبالغا فيه تجاه هذا الطفل، ما يشعره بأنه ملزم بتلبية رغباتهم، حتى لو كانت لا تتوافق مع رغباته وتطلعاته”.

 

ويعاني “الأطفال الذهبيون” عادةً من سعيهم الدائم لتحقيق الإنجازات، وفق الصالحي، “لأنها الطريقة الوحيدة لكسب الحب والاهتمام من والديهم والسعي الدائم لإرضائهم، والخوف من الفشل، فهم أكثر عرضة للإصابة بالقلق والاكتئاب نظرا للظروف الضاغطة حولهم ورغبتهم في تحقيق النجاح”.

 

“يتسبب ذلك في تشويش الطفل وجعله مضطربا، فهو محروم من مرحلة الطفولة لأنه مطالب بأخذ أدوار الكبار لتحقيق أحلام والديه، وقد يصبح امتدادا لوالديه النرجسيين والمسيطرين، فيتحول إلى شخص مثالي على المدى البعيد، ويتعرض للمزيد من الضغط للحفاظ على هذه الصورة”.

 

كما تتسبب المتلازمة في قسوة الطفل على نفسه كونه لا يقبل الخسارة أو الفشل، ويحاول القيام بكل شيء ليكون مميزا، فيبالغ في نقد ذاته ويكون لديه شعور متدن أو متضخم حول ذاته بسبب الثناء المفرط من والديه.

 

و “لذلك لا بد للوالدين من وضع حدود صحية والتخلص من التوقعات المبالغ فيها، وإعطاء الأولوية للرعاية الذاتية لطفلهم حتى لا يكبر مع هذه المتلازمة، وتقديم الدعم العاطفي وفصل هوية الطفل عن هوية والديه، ليقرر هو اختياراته فيما يراه مناسبا له ولرغباته. كما لا بد من إدارة العواطف ومحاربة الخجل، وعدم السعي لإرضاء الناس، والبحث عن علاج بمساعدة الأخصائيين النفسيين عند الحاجة”.

 

أ.ش

 

الاخبار ذات الصلة