توجّه الأسرى، وبينهم أطباء وكبار سن ونساء وأطفال ومرضى، الذين اعتقلهم الاحتلال الإسرائيلي من مجمع ناصر الطبي في خان يونس جنوبي قطاع غزّة، برسالة مؤثرة.
الرسالة قدّمها الأسير المفرج عنه أحمد أبو عقل باسم هؤلاء الأسرى الذين يتعرضون لأشدّ وشتّى أنواع التعذيب المنهج على يد قوات الاحتلال، وذلك بمناسبة يوم الأسير الفلسطيني، والذي يصادف السابع عشر من شهر نيسان/أبريل من كلّ عام.
وتوجهت الرسالة إلى كلّ المعنيين، إلى الصليب الأحمر ومنظمة حقوق الإنسان إلى منظمة أطباء بلا حدود إلى كلّ المعنيين في العالم العربي والإسلامي والدولي الذين يهتمون بالأطفال والقصّر والأطباء والمسنيين، وإلى كل إنسان حي وضمير حي.
وأكدت الرسالة أن الاحتلال يعتقل الأهالي في عنابر محاطة بالأسلاك الشائكة، حيث يوجد في كل عنبر من 100 إلى 120 أسير يتعرَضون للتعذيب والتحقيق اليومي، وتصف الرسالة العنابر وظروفها القاسية بـ “مسالخ”، و”غوانتانامو” غلاف غزّة.
ونقلت الرسالة حالة مدير الجراحات في مجمع ناصر الطبي، الطبيب ناهض أبو طعيمة، كنموذج مما يعانيه الأسرى كافة، مشيرةً إلى أنّ “وضعه مأساوي ويعاني من ظروف صعبة، وهو بحاجة إلى علاج وإلى الإطلاع على وضعه الصحي من قِبل الصليب الأحمر مع الإفراج الفوري عنه”.
وفي نموذج آخر، عمد الاحتلال إلى نتف لحية أحد الأسرى بـ “الكماشة”، وهو من بين مئات من الأسرى الذين يعانون من الوضع نفسه.
وتحدّثت الرسالة عن الجرحى الذين يعانون من ظروف قاسية، ولا يحصل فيها الجريح إلا على قطنة واحدة يومياً للتعامل مع جرحه النازف.
وكشفت الرسالة أنّ الاحتلال يبقي الأسرى دون وجبات طعام كافية، وحتى أنّ الوجبات لا تقدّم إلا في أثناء التصوير ثمّ يرميها الاحتلال.
وأكدت الرسالة أنّ الأسرى ومنذ 64 يوماً مكبلي الأيدي والأرجل ومعصومي العينين، يرفعون أيديهم يومياً، ولا نوم إلا من 3 إلى 4 ساعات فقط، وقد عمد الاحتلال إلى خلغ ثياب بعض النساء أمام الأسرى الآخرين.
وأوضحت الرسالة أنّ الاحتلال لم يعتقلهم من مجمع ناصر الطبي، إلا بـ “تهمة” أنهم أطباء أو كبار سن، بهدف الضغط على المقاومة في غزّة.
وتوجهت الرسالة إلى العرب بالقول: “اليوم نحن وغداً أنتم، وهو ما أكده ضابط إسرائيلي أثناء التحقيق، إن لم تتحركوا نصرةً لغزّة”.
واليوم، أكدت حركة حماس في يوم الأسير الفلسطيني أنّ “تحرير الأسرى الفلسطينيين من سجون العدو على رأس أولوياتنا في صفقة وفاءٍ لتضحياتهم وصمودهم”.
وفي شباط/فبراير الماضي، أكّد المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، أشرف القدرة، أنّ قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت 70 من الكوادر الصحية في مجمّع ناصر الطبي في خان يونس.
ووفق القدرة، فقد حوّل الاحتلال مجمع ناصر الطبي إلى ثكنة عسكرية وأخرجه عن الخدمة، بعد أن وضع الكوادر الطبية لساعات طويلة في مبنى الولادة وهم مقيّدي الأيدي، واعتدى عليهم بالضرب، وجرّدهم من ثيابهم.
كما أقدمت قوات الاحتلال على اعتقال عشرات المرضى الذين لا يستطيعون الحركة وهم على أسرّة العلاج، وتم وضعهم على أسرّة عسكرية، ونقلهم إلى شاحنات ومن ثمّ اقتيادهم إلى جهة غير معلومة، مما يعرّض حياتهم للخطر.
أ.ش