ابنك يعيد السنة الدراسية.. إليك نصائح الخبراء للتعامل معه

قبل إلقاء مسؤولية الرسوب على عاتق الطفل، تؤكد أخصائية العلاج النفسي التربوي والسلوكي للأطفال والمراهقين دكتورة ألينا شدياق أن على الأهل البحث سبب عدم النجاح،

2024-04-19

لاريسا معصراني

 

تجربة عدم القدرة على النجاح المدرسي غالبًا ما تكون قاسية، حتى لو لم يعبر الطفل عن ذلك، لأنه قد يصاب بحالة من اللامبالاة تجاه هذا الموقف عند تكرار حدوثه، لذا يجب على الآباء والأمهات التعامل مع الأمر بحكمة لتحسين قدرته على التحصيل الدراسي.

 

وقبل إلقاء مسؤولية الرسوب على عاتق الطفل، تؤكد أخصائية العلاج النفسي التربوي والسلوكي للأطفال والمراهقين دكتورة ألينا شدياق أن على الأهل البحث سبب عدم النجاح، وتستعرض أهم الأسباب التي يتعين معرفتها لحل هذه المشكلة:

 

التنمر: قد يكون السبب في تأخر المستوى الدراسي هو النفور من المدرسة، بسبب التعرض للتنمر أو الإيذاء النفسي.

الإهمال: يشعر بعض الأطفال بعدم جدوى استكمال الدراسة، لانشغالهم باللعب والتمارين الرياضية، وعدم قدرتهم على تنظيم وقتهم، ويمكن كشف هذا من خلال التحدث معهم ومع أساتذتهم بالمدرسة.

الكسل: يعاني بعض الأطفال من الشعور بالكسل، فلا يستطيعون الذهاب للمدرسة، سواء لأسباب نفسية أو بدنية.
طرق التعامل مع الطفل الراسب في المدرسة

 

ومن هنا تعتبر “شدياق” بأنه يتوجب على الأهل تصحيح الأخطاء والعمل على علاج نقاط الضعف التي حالت دون النجاح. وقد يكون السبب الرئيسي في ذلك بسيطاً ألا وهو عدم القدرة على الاستيعاب، نظراً لظروف شخصية أو أن لها علاقة بالهيكل التعليمي أو المحيط المدرسي. أما الحل فيكمن في ضمان استيعاب الطفل كل ما فاته في العام الدراسي الماضي قبل العودة إلى المدرسة.

 

كما أن العطلة الصيفية فرصة استثنائية للطفل ليخرج من واقعه المدرسي السلبي. والحل في هذا الإطار يكمن في قدرة الأهل على تنظيم وقته وبرنامج نشاطاته الصيفية واستخدام الحوار أسلوبا إيجابيا للتعامل وإبعاده عن جميع الأجواء التي تعيق تقدمه العلمي، مثل البيئة الاجتماعية المحيطة أو عدم توافر المناخ المناسب للدراسة.

 

وترى الأخصائية أن ما من تلميذ يتعمد الرسوب أو إعادة الصف، ولكن تراكم الثغرات في مادة ما، أو عدة مواد مدرسية، ينتهي غالبًا إلى رسوب التلميذ الذي يبدو مفاجئًا للأهل، كونهم لم يتنبهوا إلى ضرورة مساعدة ابنهم/ابنتهم على حل الصعوبات التي يواجهانها.

وتقدم بعض النصائح للأهل للتعامل مع الطفل الراسب من أجل تثبيت قدراته وتحسين درجاته في الدراسية:

عدم معاقبة الطفل على رسوبه، على الأهل أن يخبروا الطفل بأن فشله في مادة أو في امتحان ما ليس بالأمر الخطير، ولا يزال لديه فرصة لتصحيح الخطأ، ولا يجب أبدا توبيخ الطفل ونعته بالألفاظ المؤذية على الصعيد النفسي.

منح الطفل الحب والاهتمام: شعور الطفل الحنان والعاطفة يساعده على تثبيت قدراته في المدرسة، وربما تحسين قدراته.
مساعدة التلميذ في استعادة الثقة بنفسه: يدرك التلميذ جيدًا أن إعادته للصف نفسه تعني أنه فشل، وبالتالي على الأهل تجنب نعته بالراسب أو الفاشل، فهذا يفقده ثقته بنفسه، ويفقده الرغبة في الدرس.

تشجيع الأهل ابنهم ومدحه على الجهد الذي يقوم به: مثلاً مدحه عندما يحوز علامة لا بأس بها في الرياضيات، كأن تقول له والدته “أرأيت، ما من مستحيل، بإمكانك أن تنجح”.

واما دور المعلم في تعزيز ثقة التلميذ بنفسه: وإلى جانب الأهل، هناك معلم الصف الذي يساهم في تعزيز ثقة التلميذ بنفسه. وهذا يتطلب من الأهل الاجتماع معه ليتفقوا على آلية عمل التلميذ خلال العام الدراسي، ويناقشوا أفضل السبل لمساعدته على النجاح، وسد الثغرات التي واجهها العام الفائت.

تعزيز ملكة التركيز عند التلميذ: من الأسباب الرئيسة لإعادة الصف عدم قدرة التلميذ على التركيز خلال الشرح في الصف. فهناك خلط بين التركيز والانتباه، وهما في الواقع قدرتان مختلفتان. فالتركيز هو قدرة التلميذ على حشد قواه العقلية والجسدية لفهم فكرة ما خلال فترة محددة.

 

أ.ش