على هامش مشاركة وزير الخارجية في اجتماع مجلس الأمن..

تحذيرات للصهاينة من قلب أمريكا

الوفاق- خيّمت موضوعات الحرب في غزة والردّ الايراني على الاعتداءات الصهيونية المتكررة ضد مصالح ايران في المنطقة على مباحثات وتصريحات وزير الخارجية حسين امير عبداللهيان خلال زيارته الى نيويورك التي بدأها يوم الاربعاء المنصرم الموافق 18 نيسان/ابريل 2024 ، والتي جاءت للمشاركة في اجتماع مجلس الأمن الدولي حول الوضع في الشرق الأوسط وفلسطين

2024-04-20

فلم يخلو لقاء أو خطاب ألقاه أمير عبداللهيان في نيويورك من كلمات التحذير لكيان الاحتلال في حال واصل شروره ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية، كما دارت غالبية مباحثاته حول جرائم الاحتلال في فلسطين المحتلة وسبل وقفها.

 

وأما عن الردّ الصهيوني الفاشل على ايران، فقد لخصت ردة فعل وزير الخارجية حسين اميرعبداللهيان والوفد المرافق له، على سؤال حول رأيه بـ”الرد الاسرائيلي”، حقيقة ما جرى بالكامل في اصفهان، كما ظهر في مقطع فيديو انتشر في وسائل التواصل الاجتماعي، يُظهر مراسلة إذاعة “فويس أوف أميركا”، وهي تسأل أميرعبد اللهيان، عن تعليقه على “الضربة الاسرائيلية” بالمسيّرات التي استهدف أصفهان، وعما إذا كانت إيران سترد عليها، حيث امتنع اميرعبد اللهيان عن الجواب، وعلامات السخرية بادية على وجهه، بينما علّق أحد أعضاء الوفد المرافق له باستهزاء متسائلا: “أي ضربة؟!”، ليؤكد أن ما أقدم عليه العدو الصهيوني كان مجرّد مسرحية هزلية بالنسبة لايران.

 

*تحذيرات من قلب أمريكا

وفي اختتام المشاركة في اجتماع مجلس الأمن الدولي حول الوضع في الشرق الأوسط وفلسطين، وجه وزير الخارجية الايراني “حسين امير عبد اللهيان ” تحذيرات متعددة للكيان الصهيوني من نيويورك، وذلك بعد أربعة أيام من الرد العقابي الايراني (الوعد الصادق) على العدوان الصهيوني على مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق بسوريا.

 

وخلال هذا الاجتماع رفيع المستوى، اشار امير عبد اللهيان الى ان الرد العقابي على الكيان الصهيوني قد انتهى ولذلك، يجب إجبار الكيان الصهيوني على التوقف عن تكرار أي مغامرات عسكرية أخرى ضد المصالح الإيرانية.

 

*الردّ الصهيوني لم يتسبب بأية خسائر

 

وفي اجتماع حضره سفراء الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي في نيويورك، مساء امس الاول، صرح وزير الخارجية الايراني بأن المُسيّرات الصغيرة التي اسقطت اليوم في اصفهان لم تتسبب بأية خسائر مادية أو بشرية، فيما قامت وسائل الاعلام الداعمة للكيان الصهيوني بمحاولة اصطناع انتصار من هزيمتهم الجديدة وتضخيم القضية.

 

واستعرض أمير عبداللهيان وجهات نظر الجمهورية الإسلامية الإيرانية بشأن القضية الفلسطينية وجرائم الكيان الصهيوني وكذلك الدفاع المشروع لإيران ضد الكيان. وردا على إسقاط قوات الدفاع الجوي الايراني عدة مسيرات صغيرة في أصفهان، قال وزير الخارجية الإيراني: لقد حاول الإعلاميون المؤيدون للكيان الصهيوني في محاولة يائسة اصطناع انتصار من هزيمتهم الجديدة وتضخيم هذه القضية؛ فيما لم تتسبب المسيرات الصغيرة التي اسقطت في أي أضرار مادية أو خسائر في الأرواح.

 

*الردّ القادم سيكون في حدّه الأقصى

 

وأشار أمير عبد اللهيان كذلك إلى أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تمكنت من تحقيق أهدافها في إطار الرد الأدنى وأضاف: تمكنا من إظهار إرادتنا الحاسمة واستهداف القواعد العسكرية التي تم منها الهجوم على سفارتنا ونقل رسالتنا إلى الكيان. وقال: لو قام الكيان الإسرائيلي بمغامرة جديدة واتخذ إجراء ضد مصالح إيران، فإن رد إيران التالي سيكون فوريا وفي حده الأقصى وحاسما، وقد تم نقل هذه الرسالة بوضوح إلى أمريكا والأطراف الأخرى.

 

وأشار وزير الخارجية إلى أنه ينبغي الأخذ بعين الاعتبار جذور الأزمة الحالية، والتي سببها إشعال الحروب والإبادة الجماعية وجرائم الحرب والعدوان من قبل الكيان الإسرائيلي ضد غزة والضفة الغربية، واضاف لو توقفت الحرب على غزة، سيعود السلام إلى المنطقة بأكملها، ونحن جميعا، بما في ذلك إيران، سوف نستفيد من هذا السلام.

 

واكد وزير الخارجية الإيراني بأن أمن المنطقة له أهمية كبيرة بالنسبة للجمهورية الإسلامية الإيرانية، وقال أن الكيان الصهيوني، بدعم من اميركا وحلفائها، يرتكب المجازر والإبادة الجماعية بحق الأطفال والنساء الفلسطينيين العزل في غزة.

 

*مباحثات مُكثّفة لوقف الإبادة الجماعية

 

وفي إطار مباحثاته على هامش اجتماع مجلس الأمن، ثمّن وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان، خلال لقائه مع نظيره الجزائري احمد عطاف، في نيويورك، دور الجزائر في العمل على وقف الإبادة الجماعية التي يرتكبها الكيان الإسرائيلي في غزة. وأدان بشدة التصويت غير المسؤول وغير البناء من قبل الولايات المتحدة باستخدام حق النقض ضد القرار المذكور. وثمن وزير الخارجية الجزائري الجهود الدبلوماسية التي تبذلها ايران لوقف الحرب على غزة.

 

وخلال اتصال هاتفي مع وزيرة خارجية جنوب أفريقيا” ناليدي باندرو” أعرب أميرعبداللهيان، عن تقديره للمبادرة التاريخية لجنوب أفريقيا في رفع دعوى قضائية ضد الكيان الصهيوني. وأضاف أميرعبداللهيان: بعد العملية الايرانية، أعلنا للمجتمع الدولي، بما في ذلك الولايات المتحدة، أن إيران لا تسعى إلى توسيع الحرب، ولكن إذا اتخذ الكيان الصهيوني إجراءات ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية مرة أخرى، فسوف نرد بقوة.

 

*ايران ستردّ بقوّة أكبر

 

كما اكد وزير الخارجية الايراني لدى لقائه مع وزير خارجية البرازيل ماورو فييرا، ان العملية العسكرية التي قامت بها الجمهورية الاسلامية الايرانية جاءت في اطار الدفاع المشروع ووفق القانون الدولي، مُجدّداً تحذيرات للعدو الصهيوني من تكرار إنتهاكاته بحق ايران أو مصالحها في المنطقة. وأكد: إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية سترد بقوة أكبر على أي حسابات خاطئة للكيان الصهيوني. وثمن أمير عبد اللهيان دور البرازيل في المساعدة على وقف الإبادة الجماعية التي يرتكبها الكيان الصهيوني في غزة. واعتبر وزير الخارجية الإيراني استمرار دعم اميركا للكيان الصهيوني وعدم رغبتها في إنهاء الحرب إلى جانب إثارة نتنياهو للحرب، السبب الرئيسي لاستمرار الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين.

 

*ايران قادرة على توسيع دائرة عمليتها

 

واكد رئيس السلك الدبلوماسي الايراني خلال لقائه مع تور فانسلاند منسق الأمم المتحدة الخاص لشؤون السلام في الشرق الأوسط، إن نتنياهو خرج عن نطاق السيطرة ويجب لجمه. وشرح امير عبداللهيان العملية العسكرية (الوعد الصادق) التي قامت بها القوات المسلحة ضد المواقع العسكرية للكيان الصهيوني المعتدي في إطار الدفاع المشروع والقانون الدولي، وقال: رغم أن إيران كانت قادرة في هذه العملية على توسيع دائرتها إلاّ انه تم استهداف ذلك الجزء فقط من المواقع العسكرية للكيان الصهيوني، التي انطلق منها الهجوم على السفارة الايرانية في دمشق.

 

*التوجهات المسيّسة والخاطئة

 

كما أكد وزير الخارجية الإيراني خلال لقائه رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر ميريانا سبولياريك إيجر: للأسف ان النهج المسيس والمزدوج والخاطئ أدى حتى الآن إلى بقاء الجهود السياسية لإنهاء أزمة غزة غير مثمرة. وفي هذا اللقاء، اشاد وزير الخارجية الايراني، بجهود اللجنة الدولية للصليب الأحمر فيما يتعلق بفلسطين وغزة، ووصف الاوضاع الإنسانية للشعب الفلسطيني المضطهد بأنها مقلقة للغاية، وقال: إن ما حدث في غزة هو كارثة إنسانية، وتهديدات نتنياهو بمهاجمة رفح يمكن أن تعمق أبعاد هذه الكارثة. وحذر وزير الخارجية الايراني من تصعيد التوتر، موضحا بأن سياسة الجمهورية الإسلامية الإيرانية مبنية على ضبط النفس على الدوام.

 

وإلتقى وزير الخارجية “حسين أمير عبد اللهيان”، مندوب باكستان الدائم لدى الأمم المتحدة “منير أكرم”، في نيويورك. وبحث الجانبان خلال اللقاء التعاون الوثيق بين البلدين الشقيقين، كما ناقشا مختلف القضايا المدرجة على جدول أعمال الأمم المتحدة.

 

كما بحث وزيرا الخارجية الإيراني والتركي “هاكان فيدان”، في اتصال هاتفي آخر التطورات في المنطقة، مؤكدين على ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار في غزة. وفي إشارة إلى التصريحات الاستفزازية لمسؤولي الكيان الإسرائيلي في المنطقة، أكد فيدان على أهمية الجهود الجماعية لإنهاء الحرب في غزة ووضع حد للازمة التي تعصف بالمنطقة.

 

*كان بإمكاننا استهداف الموانئ الإسرائيلية

 

كما أشار وزير الخارجية الإيراني، في مقابلة مع شبكة NBC إلى رد إيران على الكيان الإسرائيلي، وقال: كان بإمكاننا ضرب حيفا وتل أبيب، واستهداف جميع الموانئ الاقتصادية للكيان الإسرائيلي، لكن خطنا الأحمر كان المدنيون. وقال في هذه المقابلة ردا على سؤال حول افضلية التعامل والتفاوض مع ترامب او بايدن، إن الانتخابات الامريكية متعلقة بالشعب الامريكي وحده فهو من يختار وفقا لوجهات نظره  وطبعا سيتم احترام ذلك.

 

وأضاف: اما بالنسبة لإيران فهناك مبادئ معروفة في سياستها الخارجية، وانه لا فرق بين الديمقراطيين والجمهوريين وانما الفارق الحقيقي يكمن في اسلوب وتعامل الادارة الأمريكية وعليه يمكن لإيران ان تحكم على ما إذا كان اسلوب أمريكا يعتمد على عدم التدخل واحترام الشعب الإيراني واحترام سيادة إيران ووحدة أراضيها.

 

وردا على سؤال حول اسقاط مُسيّرات صغيرة فوق اصفهان ومزاعم الهجوم الصهيوني على ايران، تابع: إن ماحدث في اصفهان لم يكن بهجوم انما كان بمثابة تحليق طائرتين او ثلاثة في سماء اصفهان تشبه الالعاب التي يستخدمها اطفال إيران وتم استهداف هذه الطائرات واسقاطها من قبل الدفاعات الجوية الايرانية اليقظة والتي هي دائما على اهبّة الاستعداد. وعن القلق من وقوع حرب كارثية بين إيران والكيان الصهيوني، اشار امير عبداللهيان الى انه ومنذ اندلاع حرب غزة اعلنت ايران مرارا وتكرارا عدم ترحابها أبدا بتطور الحرب والتوتر في المنطقة، مؤكدا على ان ايران تقف في الجانب الإيجابي من التطورات الإقليمية، سواء في الحرب ضد الإرهاب في السنوات الأخيرة أو في الجهود المبذولة لوقف الحرب في غزة وإعادة الأمن والهدوء الى المنطقة من ساحل البحر الأبيض المتوسط الى البحر الأحمر.

 

المصدر: الوفاق/وكالات