بعد مضي 3 سنوات على استشهاد قائد قوة “القدس” في الحرس الثوري مازال الحاج قاسم سليماني حيا يرزق، بل اكثر حياة من أي وقت مضى، وهناك الآن ليس سليماني واحد بل كثر السليمانيون، وبفضل الله تعالى نرى بأن العميد “اسماعيل قاآني” هو نسخة أخرى عن الخالد ” قاسم سليماني “.
في الساعة 1:20 من فجر 3 يناير 2019 اضيفت صفحة أخرى الى صفحات اجرام الادارة الاميركية المجرمة في التاريخ ، لقد قام الاميركيون الارهابيون بكل جبن ودناءة وكلصوص في جنح الظلام باستهداف المركبة التي كانت تقل الحاج قاسم سليماني ما اسفر عن استشهاده هو ورفاقه، وفي صباح ذلك اليوم اذيع نبأ استشهاد الحاج قاسم سليماني، ان هذا الحادث الاليم والمرير اغرق الشعب الايراني وباقي المسلمين في المنطقة واحرار العالم في الحزن. فقد شخصية مثل الشهيد سليماني قد اغضب هؤلاء جميعا .
لكن دم الشهيد الحاج قاسم سليماني وسلسلة الاحداث التي توالت بعد ذلك ومنها قيام عشرات الملايين بتشييع جثامين الشهيد سليماني ورفاقه في مختلف المدن الايرانية والمسيرات الضخمة للشعب العراقي وقصف القوات الاميركية في قاعدة عين الاسد غرب العراق بالصواريخ كان كفيلا بقلب الاوضاع رأسا على عقب وافشال مخطط الاعداء.
ومن اجل ذلك اكد سماحة قائد الثورة الاسلامية في تاريخ 18 فبراير 2019 ” في استشهاد اللواء سليماني عانينا في فقده المرير … وهذه حقيقة ، لكن عندما ننظر الى هذه الحادثة كباقي الاحداث التي نجد فيها التدخل الالهي نجد بأن الطاف الله تعالى يغلب القهر .
لقد اوردت مجلة “نشنال اينترست” الاميركية في تاريخ 25 ديسامبر 2021 في تحليل لها “ان قرار اغتيال الجنرال سليماني كان من القرارات الاميركية في السياسة الخارجية التي لم يتم الاهتمام ابدا بتبعاته وتداعياته، يجب على القادة الاميركيين التخلي عن التفكير الساذج بوجوب حذف كل شخص يقف امام المصالح الاميركية ، ان اغتيال الجنرال سليماني ليس فقط لم يساعد على تحقيق المصالح الاميركية بل تحول في الحقيقة الى خطر مباشر يهدد المصالح القومية الاميركية وادى الى تداعيات مريرة على الامن القومي الاميركي.
وفي جانب آخر من هذا التحليل قالت المجلة الاميركية ” يجب الاذعان ان اغتيال الجنرال سليماني وابو مهدي المهندس ادخل اميركا الى وضعية اخطر باضعاف قياسا مع زمن حياة هذين القائدين، بدلا من دعم المصالح الاميركية في المنطقة والعالم”.
وقبل عام من تحليل مجلة “نشنال اينترست” ايضا قال السيناتور الاميركي “كريس مورفي” في تحليل مماثل ” السؤال الذي يجب ان نسأله من انفسنا اليوم هو هل كان خطر قاسم سليماني الحي على اميركا اكبر ، ام الشخص الذي صفي جسديا؟”.
وهكذا وبفضل الله تعالى تحولت هذه المصيبة الى ملحمة فاعلة تعتبر مصداقا لانتصار المستضعفين على المستكبرين وتغلب جبهة المقاومة على جبهة الكفر . منذ اللحظات الاولى من فجر 3 يناير 2019 دخل المسؤولون الاميركيون والصهاينة والمتورطون ومن يقفون خلف اغتيال الحاج قاسم في خوف عميق لن ينتهي ، حيث يقضي هؤلاء بقية عمرهم خشية الثأر وخوفا من الموت المؤلم.
لقد جاء في الذكر الحكيم ((فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَ لکِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَ ما رَمَیْتَ إِذْ رَمَیْتَ وَ لکِنَّ اللَّهَ رَمی وَ لِیُبْلِیَ الْمُؤْمِنینَ مِنْهُ بَلاءً حَسَناً إِنَّ اللَّهَ سَمیعٌ عَلیم )) ، وكما اعترف الاعداء بانفسهم فان الشهيد سليماني هو اخطر بكثير لمشروعهم من الجنرال سليماني، وما يؤكد ذلك هو اوضاع جبهة المقاومة بعد استشهاد الحاج قاسم سليماني . لقد ظن العدو خائبا ان النتيجة الحتمية لاغتيال الشهيد سليماني هي إضعاف وافول وحتى انهيار محور المقاومة ، لكن هذا التنبؤ الأحمق لم يترجم ابدا على ارض الواقع ، واحد اسبابه الرئيسية هو ان العميد اسماعيل قاآني يضع قدمه تماما في المكان الذي وضعه الحاج قاسم سليماني.
ولذلك اكد سماحة قائد الثورة الاسلامية في لقائه الاخير مع اعضاء أسرة الشهيد سليماني واعضاء لجنة تأبين الفريق سليماني انه ” بفضل الله تعالى فان الفراغ الذي تركه رحيل الشهيد سليماني قد تم ملؤه في العديد من القضايا “.
ويؤكد الخبراء ان محور المقاومة ليس فقط لم يصب الافول والتراجع بسبب استشهاد الشهيد سليماني بل انه يتقدم ويتعاظم ، ولذلك مصاديق عدة ومنها :
قصف مواقع الجماعات الانفصالية في اقليم كردستان العراق بالصواريخ والطائرات المسيرة في ذروة الحرب الهجينة التي شنها العدو على الشعب الايراني ومنع تحرك الجماعات التكفيرية الارهابية في جنوب شرق وجنوب غرب ايران عبر التسلل من دول الجوار.
نجاح لبنان الباهر والهزيمة المذلة للصهاينة بسبب ما قام به حزب الله وشخص سماحة السيد نصرالله في المواجهة حول حقل كاريش الغازي ، وقد اعلن السيد نصرالله ان لبنان حققق كل ما يريده في المواجهة مع الكيان الصهيوني حول حقل كاريش.
تصاعد وتيرة عمليات المقاومة والانتفاضة الفلسطينية. لقد تم الاعلان خلال الايام الماضية ان المقاومة الفلسطينية قتلت 25 صهيونيا في عام 2022 وجرحت 420 آخرين وهذا اعلى رقم للخسائر الصهيونية منذ عام 2015 ، ويجب الانتباه ان الصهاينة لا يكشفون عن الرقم الحقيقي لخسائرهم.
لقد شكلت المقاومة في غزة الهاجس الرئيسي للكيان الصهيوني لكن دعم حركات المقاومة في الضفة الغربية التي ينتشر فيها آلاف العسكريين الصهاينة قد حول حلم الصهاينة الى كابوس مخيف.
تراجع واضعاف كبير للمخططات الاميركية في العراق وسوريا ، فمحور المقاومة من جهة منع اعادة انتاج داعش والجماعات التكفيرية في العراق وسوريا ومن جهة اخرى احبط المشروع الغربي – الصهيوني-العربي لحذف محور المقاومة من العراق وسوريا.
استمرار وتعزيز نهج “توطين الفكر المقاوم” في دول المنطقة وافشال المخطط المشؤوم لتفتيت الدول في الشرق الاوسط وترويج “الدبلوماسية المرتكزة على المقاومة “.
الهروب المذل للقوات الاميركية الارهابية من افغانستان وافشال مشروع تحويل افغانستان الى جحيم بعد الانسحاب الاميركي قدر الامكان، وايجاد مطلب شعبي لطرد اميركا من العراق وجعل هذا المطلب قانونا داخليا في العراق وتعميم مطلب طرد الاميركيين من الشرق الاوسط.
نجاحات جبهة المقاومة في اليمن وايجاد ردع مستدام امام جبهة الاستكبار العالمي …. وهذه كلها جزء من نجاحات محور المقاومة وتقدمه خلال السنوات التي تلت استشهاد الحاج قاسم سليماني.
لقد قال الامام الخميني (طاب ثراه) بعد عملية اغتيال لكوادر وقادة الثورة الاسلامي في تفجير آثم في عام 1981 ، مخاطبا اعداء الثورة الاسلامية “ان الخطأ الكبير لكم ولاعوانكم هو جهلكم بالاسلام وقوته المعنوية وجهلكم بالامة الاسلامية ودوافعها للتضحية .. وانكم تجهلون عدم وجود الخوف في قاموس الشهادة “.
لقد مضى الان 3 سنوات على استشهاد الفريق سليماني لكن الحاج قاسم سليماني لازال حيا وقد تكثر وبفضل الله تعالى نجد خلفه العميد اسماعيل قاآني نسخة اخرى عن الشهيد سليماني.
الان وبعد مضي 1100 يوم على استشهاد هذا القائد الفذ الذي ملك القلوب فان دمه القاني سطر ملحمة وقد ملأ هذا الهدير ايران وباقي الدول المسلمة حينما قال الشهييد سلماني بأننا “نحن شعب نتبع الامام الحسين (ع) ، نحن شعب الشهادة … نحن تخطينا احداثا صعبة … نحن رجال هذه المواجهة معكم … انتم تعلمون بأن هذه الحرب تعني تدمير كل امكانياتكم ، هذه الحرب انتم تبدأونها ، ونحن من يرسم النهاية” كما ان الشعب ينادي الحاج قاسم سليماني من صميم القلب ” في ذكراك نعاهد على مواصلة دربك المؤدي الى تحرير الاقصى الشريف ، ان شاء الله “.