رئيس الجمهورية، محذّراً من انتهاك سيادة أراضي البلاد:

إذا ارتكب الكيان اي خطأ فلن يتبقى منه شيء

اعرب آية الله رئيسي عن ارتياحه وسروره لتواجده في مدينة لاهور الجميلة والتاريخية والثقافية، معتبرا بأن العلاقات بين البلدين تتجاوز علاقات الجوار والعلاقات الدينية والثقافية والحضارية والقلبية، والتي أحدثت رابطا لا ينقطع بين الشعبين.

2024-04-23

في اليوم الثاني من زيارته الرسمية لباكستان، وعقب لقائه كبار المسؤولين في هذا البلاد على مسار تنامي وتطوير العلاقات بين البلدين الجارين الإسلاميين، وفي لقاء مع النخب العلمية والثقافية لاقليم البنجاب الباكستاني في جامعة “جي سي يو ” لاهور، صرّح رئيس الجمهورية آية الله السيد ابراهيم رئيسي خلال لقائه مع النخب العلمية والثقافية في اقليم البنجاب الباكستاني انه إذا ارتكب الكيان الصهيوني خطأ آخر وقام بانتهاك سيادة الأراضي الإيرانية المقدسة فسيكون الوضع مختلفا، وليس من الواضح أنه سيبقى من هذا الكيان أي شيء.

 

واعرب اية الله رئيسي عن ارتياحه وسروره لتواجده في مدينة لاهور الجميلة والتاريخية والثقافية، معتبرا بأن العلاقات بين البلدين تتجاوز علاقات الجوار والعلاقات الدينية والثقافية والحضارية والقلبية، والتي أحدثت رابطا لا ينقطع بين الشعبين.

 

*الإيمان والعلم شرط لنجاح الفرد والمجتمع

 

واعتبر الرئيس رئيسي ان زيادة المعرفة وإنتاج العلوم في المراكز العلمية والأكاديمية مصدر قوة وثروة للدول ومصدر هيبة وفخر للأمم، موضحا بأن الإيمان والعلم سويا هما شرط لنجاح وسعادة الفرد والمجتمع، وانّ الإيمان والعلم طريقان للمعرفة لا يتناقضان، والواحد منهما منفردا لا يؤدي إلى أي مكان.

 

وعقب زيارته لمرقد الشاعر والفيلسوف الباكستاني المعاصر إقبال لاهوري في لاهور، وفي اشارة الى ان إقبال لاهوري يعد رمزاً وتجسيداً لرجل العلم والإيمان، بيّن اية الله رئيسي بأن لاهوري استطاع أن يجمع في كيانه بين العلم والإيمان، روح الاستقلال، السعي لتحقيق العدالة، والإنسانية والعديد من الصفات العظيمة الأخرى.

 

واشار رئيس الجمهورية الى دعوة قائد الثورة الإسلامية للطلبة والباحثين والأساتذة لإنتاج العلم، معتبرا بأن أفكار دول الشرق الأوسط، وخاصة الشعب الباكستاني العزيز والشعب الإيراني العظيم، لديهما القدرة على خلق كلمات جديدة للعالم في مجال الابتكارات التقنية والعلمية.

 

* دعم أميركا والغرب للجرائم الصهيونية

 

وعن ادعاء الأميركيين والغربيين الدائم بأنهم أصحاب حرية الفكر، اوضح آية الله رئيسي: ان ما نراه عمليا هو أن عددا كبيرا من الطلاب يطردون من الجامعة لمجرد نصرة شعب غزة المظلوم، فأي منطق يتوافق مع هذه القضية وهل تسمى حرية الفكر!

 

كما اعتبر آية الله رئيسي ان لا صحة في ادعاء الغرب دفاعه عن حقوق الإنسان وكذلك ادعاءه دعم حرية الفكر لديهم، مضيفا بأن دعم أميركا والغرب للجرائم الصهيونية التي اسفرت عن استشهاد وجرح أكثر من 100 ألف فلسطيني في أرض غزة المغتصبة، يظهر حقيقة أن أكبر منتهكي حقوق الإنسان اليوم هم الأميركيون والغربيون وأن ادعاءهم بالدفاع عن حقوق الإنسان هو أيضا أمر يثير السخرية. ولفت رئيس الجمهورية الى انه ومنذ بداية انتصار الثورة الإسلامية أكد الإمام الخميني (رض) على أن فلسطين هي قضية العالم الإسلامي الأولى، واليوم قضية تحرير القدس ليست قضية العالم الإسلامي الأولى فحسب بل هي القضية عالم الإنسانية الأولى أيضا، مؤكدا على مما لا شك فيه أن مقاومة الشعب الفلسطيني ستحرر القدس الشريف وفلسطين بأجمعها.

 

*الكراهية ضد الصهاينة ستفضي الى زوالهم

 

كما اضاف: انه مما لاشك فيه ايضا أن الكراهية التي نشأت في العالم الإسلامي والعالم الإنساني تجاه الصهاينة والأمريكيين ستصبح انتقاما للشعوب، وستؤدي الى نهاية وزوال الكيان الصهيوني قاتل الأطفال. وفي اشارة الى مقولة لقائد الثورة الإسلامية مفادها بأن العالم المستكبر إذا وقف ضد ديننا سنقف ضد عالمهم كله، صرح اية الله رئيسي ان الشعب الإيراني يقف اليوم وسيواصل وقوفه ضد فساد وطمع  واستكبار الكيان الصهيوني، وذكر بأن دولتي إيران وباكستان كانتا تدافعان عن الشعب الفلسطيني المضطهد وستواصلان هذا الدفاع بكل فخر واعتزاز.

 

و اضاف: أن بعض الدول حاولت جاهدة الإضرار بالعلاقات الودية بين إيران وباكستان، لكن رابطة القلب بين البلدين لن تنكسر أبدا.

 

*تعزيز التعاون العسكري

 

كما أكد رئيس الجمهورية في لقائه قائد الجيش الباكستاني على ان تعزيز التعاون بين القوات المسلحة الإيرانية والباكستانية هو عامل من عوامل السلام والاستقرار. وعلى هامش زيارته الرسمية التي يقوم بها الى باكستان ، التقى رئيس الجمهورية قائد الجيش الباكستاني الجنرال “سيد عاصم منير”. وتمحورت مناقشات الطرفين في المقام الأول على القضايا ذات الاهتمام المشترك، خاصة السلام الإقليمي والاستقرار وأمن الحدود، كما اكدا على ضرورة تعزيز التعاون الثنائي والعمل معا من أجل الاستقرار الإقليمي والازدهار الاقتصادي.

 

وبالمقابل وصف قائد الجيش الباكستاني الحدود الإيرانية الباكستانية بأنها “حدود للسلام والصداقة” وشدد على ضرورة تحسين التنسيق على طول الحدود المشتركة لمنع الإرهابيين من تعريض العلاقات الأخوية طويلة الأمد بين البلدين الجارين للخطر.

 

*رسالة قائد الثورة إلى الشعب الباكستاني

 

وفي حديث مع الصحفيين، نقل آية الله رئيسي رسالة قائد الثورة الاسلامية إلى الشعب الباكستاني العظيم، سائلاً الباري تعالى بالتوفيق والتقدم والأمن والوحدة والتماسك لشعب وحكومة باكستان وقال: ان رسالة الثورة الإسلامية لجميع الشعوب هي رسالة الصحوة والوعي والبصيرة. رسالة قيادة الثورة لنا جميعا اليوم هي معرفة العدو ومقارعته. يجب علينا ان نعرف العدو وان نحدد احابيله بدقة.

 

وفي إشارة إلى الأواصر التي لا تنفصم بين إيران وباكستان، قال: يجب أن نعلم أن الدول الإسلامية يجب أن تكون صديقة لبعضها البعض. وان ايران وباكستان بالإضافة إلى كونهما جارتين ومسلمتين، لديهما في معتقداتهما آصرة لا تنفصم ولا يمكن الفصل بين شعبي البلدين ابدا. واكد عزم الحكومتين الايرانية والباكستانية على تعزيز التعاون، وقال: هناك الكثير من القدرات والطاقات السياسية والاقتصادية والثقافية والعلمية والتكنولوجية بين البلدين ونعتزم استخدام كل الطاقات لتطوير العلاقات بين البلدين والشعبين.

 

كما إلتقى حاكم اقليم البنجاب الباكستاني محمد بليغ الرحمان، برئيس الجمهورية، وتبادل الطرفان وجهات النظر حول آخر التطورات المتعلقة بالعلاقات الثنائية. وخلال استقباله لرئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية والوفد المرافق له في قصر رئيس الوزراء، أعرب حاكم البنجاب “محمد بليغ الرحمان” عن ارتياحه وسروره لزيارة اية الله رئيسي الى باكستان. وفي وقت سابق التقت رئیسة وزراء إقليم البنجاب “مريم نواز” الرئيس الايراني اية الله رئيسي فور وصوله الى اقليم البنجاب الأكثر اكتظاظا بالسكان في باكستان.

 

واستقبل طلاب جامعة “جي سي” وهي اقدم جامعة في لاهور آية الله رئيسي بحرارة مرحبين به عبر لافتة رفعت على مدخل الجامعة وكتب عليها “مجيئكم يزهر ارواحنا”، وألقى السيد رئيسي كلمة أمام طلاب وكوادر الجامعة.

 

المصدر: الوفاق/وكالات