رد الكيان زوبعة في فنجان!!

الوفاق: الرئيس الإيراني : "إذا هاجمت "إسرائيل" أراضينا فإن الظروف ستتغير تماما ولن يتبقى شيء من الكيان الصهيوني".

2024-04-24

تهديدات الكيان الصهيوني بضرب إيران وحلفائها والاعتداء عليهم ليس بالأمر الجديد، وهذه السياسة العدوانية والاجرامية انتهجها الكيان ضد إعدائه في المنطقة منذ اغتصابه فلسطين على ايدي الاستعمار البريطاني.. وكان يحظى بحماية اميركية دائمة التي تؤمن له الغطاء السياسي والقانوني لجرائمه وعدم محاسبته.. ولكن الامر المستجد هو ان الرد الاسرائيلي على إيران كان أقل من المتوقع، وجاء فارغا وهزيلا وضعيفا، قوامه ارسال ثلاثة مسيرات من الحجم الصغير (تستعمل عادة في تصوير الاعراس)، وهي بمثابة “لعب أطفال” كما وصفها وزير خارجية إيران عبداللهيان من نيويورك، والتي انطلقت من اراض ايرانية وليست من “إسرائيل” بواسطة عملاء ومرتزقة ومعارضين للنظام الايراني.. وكما وصف الرد وزير الامن الصهيوني بن غفير بأنه “مسخرة”. وهذا يظهر بان “زمن الأول تحول”، أي ان ما بعد الهجوم الايراني ليس كما قبله، وانه قضى على مقولة “إسرائيل” بالتفوق وأنها لها اليد العليا في المنطقة، وان حلمها التوسعي من النيل الى الفرات قد تبخر وأندثر الى الابد.

وكما يقول المثل: “تمخض الجبل فانجب فأرا”، فهذا الكيان بقوته وعظمته وجبروته التي يتباهى بها والتي اوهم بها العالم وهذا الدعم الكبير من ثلاثة دول نووية عظمى (امريكا، بريطانيا، فرنسا) عندما أراد أن يثار للهجوم الايراني الضخم في عمق أراضيه، فكان رده زوبعة في فنجان، بعملية امنية محدودة جدا، وذلك لحفظ ماء وجهه!! ولم يجرؤ ان يقوم برد عسكري صاروخي من اراضيه الى ايران مباشرة، لانه مرهوب الجانب ومردوع وخائف من إيران المقتدرة التي برهنت بانها قوة عالمية عظمى فرضت معادلة ردع استراتيجية: “اذا تعرضت اراضيها لهجوم ثانٍ فسيكون هذه المرة الرد بعشرة أضعاف الضربة الاولى”.

وكما توعد الرئيس الإيراني رئيسي: “إذا هاجمت “إسرائيل” أراضينا فإن الظروف ستتغير تماما ولن يتبقى شيء من الكيان الصهيوني”.
هذا الرد الاسرائيلي “المسخرة” أظهر عجز “إسرائيل” عن مقارعة إيران العظمى التي لها اليد العليا في غرب آسيا، وأظهر انها غير قادرة لحماية نفسها بمفردها دون مساعدة الدول الكبرى، وأنها لم تعد تمتلك قرارها السيادي الا بضوء أخضر اميركي، وان ردعها الاستراتيجي قد تراجع وتآكل، وان الصورة الهوليودية المرسومة حول هالة وقوة “إسرائيل” المرعبة قد سقطت وتلاشت.. وثبت في الميدان بالفعل بانها “أوهن من بيت العنكبوت”، وان جيشها يقهر ويهزم.. وانها أصبحت دولة هشة ومعلقة بخيط رفيع كما وصفتها صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية.. وهي في خطر وجودي حقيقي.. تعاني معضلة الهجرة المعاكسة، ومأزق الانقسام في جبهتها الداخلية بين المتدينين والعلمانيين، ومسألة الاختلافات الحادة والمصيرية بين قادتها السياسيين والعسكريين والامنيين..

وقد أرتكبت البعوضة الإسرائيلية خطأ فادحا ولسعت قدم المارد الإيراني، مما أدى الى كسر قواعد الاستباك والقيود المرسومة حول قدسية هذا الكيان والتهويل الأستثنائي بالويل والثبور وعظائم الأمور لمن يضرب عمقه ويهدد حياة مستوطنيه. فجاء “طوفان إيران” وقلب المعادلة رأسا على عقب، فأخرج “إسرائيل” من دائرة دولة “الاستثناء” الى دولة “الاعتداء”، وردها الى حجمها الطبيعي كأي دولة اخرى التي لن تفلت من العقاب والانتقام على اي انتهاك او هجوم عدائي او جريمة ترتكبها من دون ان تدفع الاثمان الباهظة ضمن معادلة الردع الاستراتيجية الجديدة “ضربة بضربة” و”قصف وتدمير” عمقها ومدنها وقواعدها العسكرية ومنشآتها الحيوية والاقتصادية..
*لقد ولى زمن النكبات والنكسات والخيبات.. وجاء زمن المسيرات والإنجازات والإنتصارات.*

 

لندن – د. أحمد الزين – باحث في الشأن السياسي 

 

أ.ش

المصدر: الوفاق

الاخبار ذات الصلة