حب الشهيد سليماني بريشة الفنانين

تمر علينا هذه الأيام الذكرى الثالثة لإستشهاد قادة النصر الشهيدين الحاج قاسم سليماني والحاج ابومهدي المهندس، وخلال الأعوام الماضية شهدنا كثيراً من الفنانين يروون مشاعرهم حول الشهيدين، واليوم نتطرق الى موضوع الشهيد سليماني في إطار فن الرسم والخط، حيث أنه حتى اليوم حوالي اكثر من 100 لوحة رسم وخط تطرقت الى موضوع الشهيد سليماني.

أنامل مبدعة لأشهر الفنانين الإيرانيين ترسم لوحة فنية من صورة القائد الفريق الحاج قاسم سليماني، مستذكرة بطولاته في ساحة الدفاع عن الوطن والإسلام.

حيث يقول فنان: “اخترت هذه الصورة للرسم من بين عشرات الصور التي التقطت من الحاج قاسم لأنها ترمز إلى نظرة مقام الشهيد إلى الأمة”.

إن لفن الرسم في إيران تاريخاً طويلاً للغاية وتُعرف اللوحات الإيرانية بالمنمنمات وهي صور مزخرفة تكتنفها خطوط جملية، ومنذ فترة حكم المغول على إيران، بذل الفنانون جهوداً  كبيرة لإستكمال وتطوير هذا النمط من الرسم ويعتقد معظم الفنانين أن المنمنمة فن خاص بإيران لأنها نشأت واكتملت وتطورت فيها، فرسم الفنان الإيراني، رضا بدر السماء، لوحة تحت عنوان “طريق الظهور”.

“رضا بدر السماء” من مواليد سنة 1949 ويعتبر من رواد فن المنمنمة في إصفهان وله أعمال فنية قيمة في هذا الفن، ويتمحور موضوع معظم أعماله حول آيات القرآن الكريم والأئمة الأطهار عليهم السلام وأشعار كبار الشعراء.

معرض فني في متحف الشهداء

من جهة أخرى أقيم معرض لـ 60 عملاً لـ 35 فناناً حول رؤية الشهيد الحاج قاسم سليماني في متحف الشهداء تحت عنوان “بصيرة سليماني”، وكان ذلك بحضور ممثل ولي الفقيه في مؤسسة ومتحف الشهداء حجة ‌الاسلام والمسلمین “یوسفعلي شکري”، فافتتح المعرض في مجالات الرسم والخط والتصوير الفوتوغرافي والتركيب والملصق وورشة عمل فنية.

سيدة أرمنية تقدّم لوحة فنية

وتبرعت السيدة “تاكوهي هارتونيانس”، وهي سيدة أرمنية من مدينة علي آباد في محافظة جولستان، بلوحة لحظة الإستشهاد واليد المقطوعة للشهيد سليماني لعائلة هذا الشهيد لكي يتم حفظها في متحف شهداء كرمان.

وقالت هذه الرسامة الأرمنية التي لم تستطع السيطرة على نفسها بسبب عواطفها وذرف الدموع عندما تسلّم اللوحة: “أهدي لوحة رسم يد الشهيد سليماني بعد استشهاده، لعائلة الشهيد، فأضحى الشهيد بحياته للدفاع عن إيران”.

أكبر لوحة فنية

الفنان الراحل “حبيب الله صادقي” كان يتمنى أن يخلق أثراً عن حياة الشهيد سليماني، فقام برسم لوحة كبيرة، وتروي هذه اللوحة التي تحمل عنوان “في رثاء العنقاء” قصة حياة الشهيد الكبير الحاج قاسم سليماني، وتغطي مساحة إجمالية قدرها 100 متر مربع في أربع لوحات من 2.5 متر في 2 متر وتم العمل عليها لمدة عام.

وأيضاً هناك لوحات فنية عديدة قام برسمها الفنان “حسن روح الأمين” منها لوحة “خادم الشهداء”، وغيرها.

معرض ونشاطات

من جهة أخرى أقيمت معارض ومؤتمرات مختلفة منها “جان فدا”، خصص الحدث الفني الوطني “جان فدا” لسرد جزء من أبعاد شخصية الفريق الشهيد الحاج قاسم سليماني بلغة الفن. أقيم هذا الحدث في مشهد المقدسة لمدة ثلاثة أيام بحضور 250 فناناً من جميع أنحاء البلاد.

واعتبر سكرتير مجتمع مشعر الإيماني “رحيم آبفروش” أن تجمع 250 فناناً من جميع أنحاء بلادنا لخلق عمل عن الشهيد سليماني أسطورة فريدة من نوعها كإحدى معجزات الثورة الإسلامية.

خلال هذه الأيام الثلاثة، اجتمع هؤلاء الفنانون وابتكروا أعمالاً فنية تحمل شعار الشهيد الحاج قاسم سليماني. تم إنشاء هذه الأعمال في مجالات الرسم والخط والملصق والإعلان الحضري والرسومات المتحركة والتوضيح والنقش والعلم والخط والكاريكاتير.

كما افتتح معرض اللوحات والملصقات أخيرا تحت عنوان “رجل الساحة” في متحف فلسطين بمناسبة الذكرى الثالثة للشهيد الحاج قاسم سليماني.

وكذلك أقيم في السنة الماضية بدمشق معرضاً فنياً تضمن عدداً من اللوحات التي رصدت مسيرة حياة الشهيد قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني.

اللوحات عكست حياة الشهيد المقاوم من حب للناس ونضال وكفاح وسيرة حسنة خلال تعامله الاجتماعي والحياتي وتطرقت إلى صفاته المتواضعة وطبائعه الحميدة واطلاعه على الثقافات الأخرى حتى أدركته الشهادة.

لوحات فنية

وأخيراً تم خلال احتفال ازاحة الستار عن ثلاثة أعمال فنية تحمل اسم “رمز القوة” و “الفريق الإيراني” و “الرجل الخالد” في راديو وتلفزيون جنوب خراسان بحضور مسؤولين ومجموعة من فناني المحافظة.

خطاط وصية الشهيد سليماني: كتبتها بحبر الحب

من جهة أخرى تم خط وصية الشهيد “سليماني” من قبل الخطاطين الايرانيين، وكذلك أقيم ورشة للخط لوصية أمير القلوب الشهيد سليماني بحضور 30 ​​خطاطا من محافظة آذربايجان الشرقية، وكذلك إقامة معرض للصور والملصقات والأعمال الرسومية والمرئية ومعرض للرسم على الزجاج والمنتجات الثقافية القائمة على الثقافة الإسلامية الإيرانية.

ويقول “بهمن حيدري” عضو جمعية الخطاطين الإيرانيين، الذي أنهى عمل كتابة وصية الفريق الشهيد الحاج قاسم سليماني: أثناء كتابة نص الوصية، كان لدي شعور لا يوصف؛ لأن فكرة الشهيد سليماني كان لها أثر كبير عليّ، فكتبتها بحبر الحب.

وأوضح: هذه اللوحة الخطية مكتوبة بخط النستعليق وقلم دو دونغ. ستتكون وصية الشهيد من 28 صفحة وكل صفحة بها 13 سطراً، والتي قمت بكتابتها في صفحة بأبعاد 100 × 70 ، واستغرق كتابة العمل 10 أيام.