قال المجلس السياسيّ في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير إنّه من المقرّر أن تنعقدَ القمّةُ العربيّة الثّالثة والثلاثون، ولأوّل مرّة، في العاصمة المنامة في السّادس عشر من مايو/ أيّار المقبل، وهي مناسبةٌ تشكّل فرصة أخرى لتعزيز الحراك الشّعبيّ والثّوريّ المتجدّد في البلاد، وتأكيد المكتسبات المعنويّةِ والسّياسيّة التي تبلورت بُعيد حراك السّجناء السّياسيين وأهاليهم وخروج الأحرار السّجناء في عيد الفطر المبارك.
ودعا في موقفه الأسبوعيّ يوم الإثنين 22 أبريل/ نيسان الجاري القوى السّياسيّة المعارضة إلى تجديدِ حراكها الإعلاميّ والسّياسيّ خلال مدّة انعقاد القمّة، والتّشديد على أهداف الثّورةِ في إقامةِ نظام دستوريّ عادل، والتزام شعب البحرين بقضيّةِ فلسطين المركزيّة، بما في ذلك دعم المقاومة في فلسطين وغزّة، ورفض الاستسلام والتّطبيع مع العدوّ الصّهيونيّ، باعتباره كيانًا غاصبًا عدوانيًّا يجب إسقاطه بالمقاومةِ المشروعة.
وحثّ كلّ القوى والفعاليّات الوطنيّة والسّياسيّة في المنطقة على إقامةِ مؤتمرات شعبيّةٍ موازية للقمّةِ العربيّة الرّسميّة، تكون بمثابةِ المنابر التي تعبّر عن مواقف شعوب المنطقة الحرّة في قضايا الحريّةِ والعدالةِ ومواجهةِ المشروع الصّهيونيّ- الأمريكيّ.
وعبّر المجلس السياسيّ عن الخيبةِ الكبيرة من جامعة الدّول العربيّة التي عجزت عن الدّفاع عن شعب فلسطين وغزّة، وعن نصرة الشعوب المظلومةِ في المنطقة، وكان حالها انعكاسًا للنّظام العربيّ الرسّميّ الذي ارتهن للإملاءات والشّروطِ الصّهيونيّة الأمريكيّة، حيث وقفَ الحكّام العربُ متفرّجين أمام حرب الإبادة الأبشع التي يتعرّض لها أهل غزّة، غير مبالين بالقيم العربيّة والإسلاميّة وضاربين بعرض الحائط غليان الشّعوب ومطالبتها بإلغاء اتّفاقات التّطبيع وطرد السّفراء الصّهاينة، ودعم المقاومة في مواجهةِ العدوان الصّهيونيّ على غزّة وبلدان المقاومة ومحورها، مبديًا ارتيابه من انعقاد القمّة في المنامة، بأن تكون غطاء لتمرير المزيد من خطوات التّطبيع والاستسلام، وتحت حراب التّهديد بقمع الاحتجاجات الشّعبيّة وإسكاتها بالتّرهيب تارة وبالأكاذيب المكشوفة تارة أخرى.
ورأى الزّيارة التي قامَ بها أخيرًا حمد الخليفة لكلّ من الأردن ومصر إنّما جاءت في سياقِ تنفيذِ إيران في الرّابع عشر من أبريل/ نيسان لعمليّة «الوعد الصّادق» المباركة التي دكّت الكيانَ الصّهيونيّ المجرم، وأقامت توازنَ ردع جديد بعد العدوان الصّهيونيّ على القنصليّةِ الإيرانيّة في دمشق واستشهاد نخبة من قادةِ الحرس الثّوريّ، وذلك لإظهار التّضامن مع النّظام الأردنيّ العميل والمتواطئ مع الصّهاينة في صدّ الرّد الإيرانيّ المزلزل، وتأكيده الانتماء إلى التّحالف الصّهيونيّ الشّرير، وعدم التّواني عن الانخراط الأوسع في هذا التّحالف العدوانيّ.
وأكّد المجلس السياسيّ ضرورةِ تصويب البوصلةِ باتّجاه القواعد الأمريكيّة والبريطانيّة وأوكار التّجسّس الصّهيونيّة الرابضة في البحرين، واعتبار كلّ هذه التّشكيلات والتّحالفات المنبثقة عنها عدوانًا صارخًا على الإرادةِ الشّعبيّة، وأنّها تمثّل عنوانَ الخيانة الرسميّة الكاملة، وأنّ أيّ حراكٍ وطنيّ حرّ لا يمكن أن يكتملَ من غير التّنديد والتبرؤ من كلّ ذلك، متطلّعًا إلى مستوى عالٍ من الحراك الشّعبيّ والوطنيّ في البحرين للتّضامن مع غزّة وفلسطين المحتلّة، بالتّزامن مع انعقاد القمّة العربيّة في المنامة.
وأشاد بمواصلة الحراك الشّعبيّ والثّوريّ في البحرين للإفراج عن السّجناء السّياسيّين والقادة الرّهائن، ولتأكيد ثباتِ الشّعب على أهداف الثّورةِ الأساسيّة، وعدم الانحراف عنها مهما زادت الضّغوط أو المناورات، مشدّدًا على أنّه قادر على إسقاط نظام الفساد والاستبداد، وتهيئة الطّريق لخلاص الشّعب – بكلّ فئاته ومكوّناته – من حكم القبيلةِ الخائنة، وإنقاذ الوطن من الغرق في الأزمات المتتالية.
أ.ش